مقالات وآراء

الخطوات العملية لإبعاد الجيش عن السُلطة والحُكم في السودان

نضال عبدالوهاب
كتبت في المقال السابق عن أن المؤسسة العسكرية أصبحت عقبة حقيقية للحرية وأمام التغيير في السُودان ، وهذه حقيقة وواقع لا زلنا نعيشه حتي اليوم ومابعد ثورة ديسمبر العظيمة ، مابين إنقلاب عبود في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨ إلي إنقلاب البُرهان في ٢٥ أُكتوبر ٢٠٢١ ، وساحاول في هذا المقال تقديم حلول وخطوات عملية يُمكن لها أن تُساهم في إيقاف الجيش والمؤسسة العسكرية عن التدخل في السُلطة مُستقبلاً وأن يبعدها عن السُلطة والحُكم في السُودان ..
من المعروف أن تدخل الجيش في السُلطة فعلياً بدأ بتورط الأحزاب نفسها في ذلك ، وتم هذا عبر عدة إنقلابات ، مُنذ عبود ودور الاميرلاي عبدالله خليل وحزب الأمة ممُثل في شخصه مروراً بالقوميين العرب والشيوعي والإسلاميين والبعثيين ، لا نُريد الدخول في تفاصيل دخول الأحزاب السياسية في عملية إستغلال المؤسسة العسكرية للوصول للسُلطة أو إستخدامها كعامل وطريق تحسم به الصراعات السياسية فيما بينها ، ولا نُريد أيضاً الدخول في تفاصيل كيف أن الإنقلابات العسكرية كانت طريقة رائجة لإستلام السُلطة في كُل العالم خاصة في مرحلة مابعد الإستعمار وفي مُعظم دول العالم الثالث ، ولكن من المُهم إيراد ملاحظة أن عدم الصبر علي الديمُقراطية نفسها ومحاولة تطويرها بالمُمارسة وتمكينها داخل الأحزاب السياسية نفسها كان من العوامل الهامة جداً في تدخل الجيش في المشهد والإنقلابات العسكرية ، فقد كان هذا السبب حاضراً في مُعظم الإنقلابات إبتداءً من إنقلاب عبود وعدم الصبر علي الصراع مابين حزبي الأمة والإتحاديين ، مروراً بمايو وما حدث قبلها في حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان التي مهدت لمايو و وأد الديمُقراطية وإجهاضها ، ثم ما تلاها من صراعات ، ثم تزامن ذلك كُله مع ظاهرة إختراق الجيش نفسه والمؤسسة العسكرية من القوي السياسية والأحزاب وتكوين تنظيمات سياسية ولعل تلك الظاهرة إنتقلت إلينا من مصر في ما عُرف بتنظيم الضُباط الأحرار والذي هو نفسه كان مسرحاً للصراع الحزبي ، ثم أصبح لكُل حزب مجموعات وكوادر داخل الجيش بل وفروع ، كالشيوعيين  والبعثيين والإخوان المُسلمين إضافة للأمة والإتحادي و الناصريين وهكذا ..
إذاً أسباب تدخل الجيش وإستلامه السُلطة يُمكن إجمالها في الأسباب الآتية :
 ١ / عدم الصبر علي المُمارسة الديمُقراطية .
٢/ دخول التنظيمات السياسية والكوادر الحزبية للجيش  ونضيف لهم أيضاً .
٣/ النزعات المُغامرة خاصة لصغار الضُباط للإستيلاء علي السُلطة ، مع تدخل كبار الجنرالات بذات المسوق وهو الإستيلاء علي السُلطة ..
والسبب الأخير كان موجود في إنقلاب عبود وفي مايو وعدد من الإنقلابات التي أُحبطت وفشلت في تاريخنا ما بعد الإستقلال ..
بعد التطور الكبير في وعي الشعب السُوداني وكذلك إضمحلال ظاهرة تفشي الإنقلابات نفسها ، وإستهجانها وصعوبة شرعيتها أو التعامل معها دولياً ، ورغبتنا الكبيرة كشعب في الحُكم المدني الديمُقراطي وحتي نوقف الإنقلابات نهائياً علينا بضرورة الآتي :
١/ التوقيع علي ميثاق من كُل القوي السياسية بما فيها الإسلاميين علي عدم اللجوء للإنقلاب العسكرية بأي صورة من صوره والإلتزام به مع وضع بنود واضحة تُعاقب من يلجأ له أو يتحايل و يشارك تحت أي سبب سواء أفراد أو تنظيمات وأحزاب ..
٢/ الكشف عن كُل من له صلة تنظيمية حزبية مُباشرة حالية بالجيش ، وهذا مُهم ، وهذا يتم إما عبر المسؤلية الأخلاقية تجاه الشعب من قبل الأحزاب أو تحت القسم  فيما بينها ، حيث أنه من الخيانة الوطنية الأحتفاظ باي كوادر (سرية) داخل الجيش .
٣/ دور الجماهير مُجتمعة وكما يحدُث الآن في رفض أي وجود للعساكر في السُلطة تحت أي مُبرر كان وذلك عبر التصعيد الثوري السلمي في عدم وجودها مهما كانت التضحيات
٤/ علي كُل من يؤمن بالديمُقراطية سواء أحزاب أو كيانات سياسية و مُنظمات مجتمع مدني أو نقابات وكيانات مهنية وفئوية أو حركات التوحد في جسم واحد خلف الشعب والجماهير وقيادة كافة أشكال المقاومة المدنية السلمية والثورة حتي نجاحها الكامل في إزاحة العسكر .
٥/ الإستمرار في طلب التعاون من المجتمع الدولي ومؤسساته في دعم رغبة السُودانيين في الحُكم المدني الخالص والديمُقراطي .
٦/ في حال النجاح الكامل للثورة وإذعان الجيش وإنحيازه لمطالب الجماهير وتسليمه السُلطة للمدنيين ، تكون من أولي الخطوات إصلاح الجيش علي النهج القومي المُتفق عليه وبنائه بمهام الدستور في حماية الديمُقراطية نفسها ومهام حماية أمن البلاد الخارجي والمُساهمة مع الجميع في بناء الوطن .
٧/ الصبر علي الديمُقراطية ونظام الحكم بها وبناء مؤسسات فاعلة وحقيقية ، فالديمُقراطية تتطور من خلال المُمارسة نفسها ..

‫14 تعليقات

  1. المحترم نضال
    حديثك عن الصبر على الديمقراطية يجب ان يسبقه سؤال هل أحزاب الفرد فيها خاتم ملبوس في يد المرشد كما حالة أتباع الحركة الاسلامية و مولانا لأتباع الميرغنية و الامام لأتباع طائفية المهدي و الاستاذ لأتباع الشيوعي و تباهيهم بالاستاذ عبد الخالق هل تستطيع نخب على هذه الشاكلة ديمقراطية يجب الصبر عليها؟ نحن في انتظار شخصية تاريخية تربط الشعب السوداني بالانسانية التاريخية و الانسان التاريخي و للاسف حمدوك نفسه لا يختلف عن بقية النخب المدمنة للفشل.

    1. تحياتي طاهر ولك احترامي ..
      الإجابة علي سؤالك هُنا يأتي دور الإصلاح الديمُقراطي داخل هذه الأحزاب نفسها ، ودي مرحلة أُخري طبيعية ولازمة وجزء مُهم من بناء وتطور الديمُقراطية ومؤسساتها وأدواتها في كُل البلد ..

      1. لم نبجله بطريقة غيبية البتة كل مقالاتي قلت فيها حمدوك لم يصادف عقل الثورة إلا انه صادف قلب الثورة و طبق غقتصاد ليبرالي تحدى به عقل اليسار السوداني الرث و أقصد اتباع الحزب الشيوعي المتكلسين في شعار لن يحكمنا البنك الدولي. و حتى اللحظة أقول أن حمدوك صادف قلب الثورة و هو نجاحه الاقتصادي و لكنه لم يصل لمستوى عقل الثورةز أنت و ناس مجودي ما زلتم في شعار لن يحكمنا البنك الدولي و تمثلون اليسار السوداني الرث.

        1. هههههه ….
          انت يا ليبرالي يا بتاع الحريات الجنسية للمثليين ودا الكلام اللي ما بتقولوهو …
          وانت كذاب اشر … انا متين اتكلمت عن البنك الدولي …
          وعلى قولة صاحبك بتاع المقال المناضل :
          “اتحداك طالعني البحر … لمن الاقيك بعرف كيف اتعامل معاك ”
          فكر بليد يبدأ بلصق الاتهامات وصنع عدو ضعيف ثم صرعة بالخيال الليبرالي البليد

  2. للاسف حمدوك نفسه لا يختلف عن بقية النخب المدمنة للفشل. لا والف لا لا تبخسوا الناس اشياءهم وكونوا حقانيين بالحكم عليه فقد عمل الكثير في السنتين وانتم ادرى بها منها رفع البلاد من قائمة الارهاب وتخفيف اليون بنسة70% وتثبيت العملات الحرة واصلاح الاقتصاد الكلي ووضعه في الطريق الصحيح وكان يحاول بعبور الفترة الانتقالية دون الانحراف الى الحروب الاهلية ومازال ووصفتوه بالضعف اما بالنسبة لعدم قدرته الى تحسين معاش الناس والامن وتسعة طويلة والتي اختفت بعد الانقلاب من تدبير الجانب العسكري كما تعلمون حتى يصفوا الحكومة المدنية بالفشل وها انتم ترددون نفس كلام العسكر ما لكم كيف تحكمون.

    1. رفع السودان من قائمة الارهاب كان نتاج ازاحة الثوار للكيزان الارهابيين من السلطة.
      اعفاء الديون كان نتاج تطبيق روشتة البنك الدولى وهو امر متاح لاى بلد. حتى الكيزان كان يمكنهم ذلك.

    1. أنتم الشيوعيون حاقدين على الشعب السوداني لأنه لم ينتصر لانقلابكم الذي أوردكم موارد الهلاك و جعلكم في حقد دفين على الشعب الذي لم ينخدع للمثقف المنخدع بماركسية ماركس. و الشعب السوداني هو متقدم على النخب الفاشلة و انت من تزعمون انكم تقدميون و تقود هذه النخب الفاشلة نحن في زمن تقدم الشعب و سقوط النخب و قطعا الحزب الشيوعي السوداني من ضمن النخي الفاشلة. الشعب من يقوم بالتغيير كما سقط الاتحاد السوفيتي و دول شرق اوروبا و جاءت دورة التاريخ الطبيعي الليبرالي في العالمز

      1. كذاب طبعا
        قل لينا وين هسع البلد اللي فيها فاز الفكر الليبرالي …
        هو منحسر من كل دول العالم حتى امريكا نفسها واوربا الغربية خلاص بدا ينتهي …
        خذ آخر انتخابات :
        في النرويج وفي هندوراس … مثلا
        ما دايرين نتكلم عن السنين الأخيرة في لاتين امريكا
        روح شوف ليك مثليين انطم عليهم …

        1. أقول ليك ليش أمشي للتعلمجي بتاعك عشان يلقنك أنت أصلك معلوماتك مبنية على اللقن. بعدين ليش أحدثك كثر عن المثليين أمش لأخوانك الكيزان أنت ما كوز أحمر أنتم و الكيزان ما في مثلي غيركم أسأل التعلمجي تبعك با كوز يا أحمر عن المثلية في حزبكم يا كوز يا احمر أظن انت مثلي في حنانك يا مثلي يا كوز يأ أحمر,.

          1. هههههههه ….
            ما دام جبت آخرك كده ….
            اتاكد …
            انا وراك وورا كل ليبرالي لحدي الآخرة ….
            علشان نفضح كذبكم…
            واتأكد تاني كل كلمة تكتبها ما حتمر ساي تلحس بيها روسين الناس …

  3. بلادة ومحدودية الفكر الليبرالي تتجلي في أمثال طاهر عمر …
    كل مقالاتو تقريبا فيها شتايم ضد الحزب الشيوعي … وكأن تاريخ السودان يبدأ وينتهي عند الحزب الشيوعي
    بينما الحزب الشيوعي حزب صغير وضعيف وتأثيرو الشعبي في السودان اكثر من ضعيف
    وتشهد على كده نتائجه في الانتخابات
    و حتى حينما سنحت ليهو الفرصة في الحكم في مايو كلها لم تتعد السنة وشوية
    هو اقل الأحزاب تأثيرا في الحياة السياسية السودانية مقاسا بالفترة الزمنية ليهو في الحكم …
    لكن يبقى السؤال لماذا الليبراليين والكيزان بيشتركوا في نضخيم الحزب الشيوعي ؟
    اللبيب بيحكم بمدى المقدرة التحليلية واستيعاب الواقع السياسي لدى الطرفين

    1. الفكر الليبرالي فيه أنثروبولوجيا الليبرالية و انثروبولوجيا عمانويل كانط و أفكار الكانطيين الجدد و علم اجتماع منتسكيو و فلسفة توماس بين و فلسفة جون لوك و ديمقراطية توكفيل و نظرية العدالة لجون راولز دى فكر بليد؟
      جيد انك قلت الحزب الشيوعي حزب صغير و ضعيف و الشيوعيين صانعي ضجيج ليس إلا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..