غرب دارفور .. ولاية تحيطها الكوارث طبيب : الوضع الصحي في مستشفى الجنينة كارثي
اللجنة العليا لكورونا.. لا توجد مراكز عزل بالمستشفى

المدير التنفيذي.. لا توجد كوادر طبية لمستشفى كرينك
مواطن.. مستشفى الجنينة يفقد الكثير بسبب الصراعات المتجددة
والي غرب دارفور .. الوضع الصحي تحت السيطرة
تحقيق _ رفقة عبدالله
منذ تأسيس مستشفى الجنينة لم يحظَ بتطور إلا ببعض الإضافات الصغيرة التى لا تتناسب وحجم السكان، ولاية غرب دارفور الآن مع زيادة الهجرة من الريف الى المدينة نتيجة للحروب وتمركز الخدمات في المدن ، وبعد أعوام من تشييد المستشفى الذى اصبح لا يواكب التغييرات التي طرأت في مجال الطب ، ظهر القصور والعجز في الأجهزة والأقسام، مما يضطر الأطباء للجوء في كثير من الأحيان إلى تنويم مريضين في سرير واحد ، ولكن لم تتوقف مشكلات مستشفى الجنينة هنا، بل مازاد الطين بلة عودة جائحة كورونا مجدداً بطريقة مخيفة، في ظل عدم وجود مراكز للعزل الصحي . ولكن كوارث ولاية غرب دارفور لم تتوقف هنا فقط، بل ذهبت الى أبعد من ذلك ،فالوضع الراهن في الجنيية يمر بحالة حرجة حيث تجدد الصراعات القبلية والنزاعات مرة أخرى وراح ضحاياها عشرات القتلى والجرحى، هذا ما يضع مستشفى الجنينة في وضع حرج، بسبب أن كل المصابين داخل المستشفى وهذا يزيد من انتشار جائحة كورونا في غرب دارفور.
نقص الكثير.
يقول المواطن عبدالله مبارك للـ(اليوم التالي ) إن ولاية غرب دارفور تحتاج الكثير من الخدمات بسبب الصراعات المتجددة والمستمرة، بيد أن المنطقة وأن تلك الصراعات أدت إلى نقص كبير من الخدمات للولاية ، مؤكدًا أن الضغط على مستشفى الجنينة عالٍ جداً بسبب عدم وجود مستشفيات جيدة داخل المحليات؛ مثل محلية كرنيك التى حدثت فيها أحداث دموية راح ضحيتها الكثير من قتلى وجرحى وتم نقلهم الى مستشفى الجنينة بسبب سوء الخدمات الطبية داخل المحلية وغيرها من القرى المجاورة . لذلك الخدمات الطبية داخل ولاية غرب دارفور سيئة جداً وتحتاج لدعم من منظمات المجتمع الدولي.
مراكز عزل مؤقت
قال المدير العام بوزارة الصحة بولاية غرب دارفور أنه في ما يخص جائحة كورونا المنتشرة في هذه الأيام في كل العالم ومعظم ولايات السودان ومن بداية شهر نوفمبر وصلت الحالات إلى(٥٢) حالة و(٣) حالات وفاة، مؤكداً في تصريح ل(اليوم التالي ) أن الحالات ظهرت في شخص وافد من الخرطوم، وخالط مجموعة كبيرة من المواطنين وبعد ظهور الأعراض تم فحص الحالات المشتبهة وظهرت الحالات، وقال المشكلة أن الحالة خالطت مجموعة من الحالات. وهنالك حالات كثيرة في موقع محدد في الجمارك ومعظم الحالات ظهرت في محيط المصاب قرابة الـ٣٥ حالة، وكشف عن ظهور حالات متفرقة في أنحاء الولاية، وفي محلية بيضة وحدة إدارية مستري أتت من شخص قادم من دولة مجاورة، وكشف عن وضع خطة لاحتواء جائحة كرورنا بالولاية بتجهيز مركز العزل بلغت ٩٠% ولدينا مركز عزل مؤقت بمستشفى الجنينة لاستقبال الحالات الطارئة، وأكد توفير كل المعينات المطلوبة لاستقبال الحالات بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية وكل المنظمات والإدارات ذات الصلة، لافتاً إلى وجود غرفة طوارئ تضم كل الشركاء تعقد اجتماعها بصفة يومية لعكس الأنشطة التي تتم لمكافحة الكرورنا بالولاية وشكا من بطء استجابة المواطن لمكافحة المرض ضعيفة، وأغلب المواطنين كانوا يعتبرون الكورونا حالة عادية وطالب بتنفيذ الاشتراطات الصحية لمجابهة الكورونا باستخدام الكمامة والتباعد الاجتماعي وعدم الازدحام في الأماكن العامة، وطالب كل الجهات والمؤسسات ذات الصلة بوجود تعاون من أجل مكافحة المرض .
مراكز العزل
أكدت اللجنة العليا لجائحة كورونا بولاية غرب دارفور أن نسبة حالات الإصابة بكورونا 52 حالة مؤكدة، كما توقعت ارتفاع نسبة الإصابة بأكثر من 200 حالة بسبب المخالطة. وقالت اللجنة إن هنالك تحديات تواجه الوضع الصحي في الولاية وأهمها عدم وجود مراكز عزل بالولاية والانقطاع المتكرر للقاح وصعوبة ترحيل اللقاح وأن هناك قوات نظامية الأكثر إصابة وسط المصابين وأن 77% من الإصابة عند الذكور. وأن عدد جرعات اللقاح الذي تم استلامها من وزارة الصحة الاتحادية ٣٩٨٠٠ جرعة من لقاح استرازنكا و١٠١٥٠ من جونسون & جونسون على عدة دفعات فقط، وأن هذا العدد بسيط مقارنة بعدد السكان .
الوضع كارثي
ويقول أحد أطباء مستشفى الجنينة – فضل حجب اسمه للـ(اليوم التالي )- إن عدد سكان غرب دارفور يصل الى أكثر من (2 ) مليون ونصف المليون نسمة، ورغم هذا العدد الضخم من السكان لا يوجد سوى مستشفى الجنينة وهو الوحيد في كل الولاية التي تحتوي على غرفتين لاجراء العمليات، واحدة خاصة للجراحة العامة وكانت في الأصل مكاتب إدارية وتم تحويلها الى غرفة عمليات، وهى غير مطابقة للمواصفات الطبية وينقصها الكثير من الأجهزة والمعدات الطبية الضرورية لإجراء العمليات الجراحية ولايتوفر الأكسجين، وفى كثير من الأحيان يضطر الأطباء الى تأجيل العمليات أوتحويلها ، ويقول إن المستشفى ينقصها أيضاً التعقيم بشكل منتظم ولايوجد اختصاصي تخدير، وكل الموجودين فنيين . وأن غرفة العمليات الثانية خاصة بالنساء والتوليد ومجهزة الى حد ما، وذلك بعد الدعم المقدم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، ورغم ذلك تنقصها بعض المعدات الضرورية ، ويضيف في ما يخص الأقسام الحيوية في المستشفى لا يوجد قسم للعناية المكثفة، بل توجد غرفة بها ثلاثة أسرة ولا تتوفر فيها الأدوية المنقذة للحياة والأكسجين الموجود فيها بكميات غير كافية ، والآن الوضع أسوأ بسبب جائحة كورونا وعدم وجود مراكز عزل للكورنا الوضع سيكون خطر اً.
عدم وجود كوادر
وقال المدير التنفيذي لمحلية كرينك ناصر الزين في تصريح “لليوم التالي ” إن الخدمات الصحية في محلية كرنيك ضعيفة جداً وتحتاج لكثير منها، أولها وجود الكوادر الطبية داخل المستشفى إضافة لذلك مستلزمات طبية وأن والي غرب دارفور، خميس أبكر، وعد باحضار كوادر طبية لمستشفى محلية كرنيك. مؤكداً أن كل مصابي أحداث كرنيك يتلقون العلاج في مستشفى الجنينة بسبب عدم وجود الكادر الطبي والخدمات العلاجية، وأضاف أن 20 مصاباً تم نقله الى مستشفى الجنينة بسبب عدم وجود الخدمات العلاجية . مشيراً إلى أن محلية كرنيك تحتاج الكثير من الخدمات، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها .
سيطرة كاملة
وفي سياق متصل، قال والي غرب دارفور خميس ابكر إنهم سيعملون على تجهيزات كافية للتصدي للجائحة كورونا، كما أكد في تصريح لـ(اليوم التالي ) عدم إغلاق المدارس والجامعات وأن الأمور تحت السيطرة، ووعد الوالي بأن حكومة الولاية سوف تقدم كل الخدمات التي تحتاجها بقية المحليات من خدمات صحية وتعليمية للتخفيف على مدينة الجنينة والتخفيف على معاناة مواطن غرب دارفور ، وأن هنالك خطة لتفادي جائحة كورونا في كل محليات غرب دارفور، وأن اللجنة العليا لجائحة كورونا تجتمع لتقدير موقف غرب دارفور من الجائحة كل أسبوع ، مضيفًا أن الأوضاع الصحية ستكون تحت السيطرة .
اليوم التالي
لا حول ولا قوة الا بالله لك الله يا دارفور