اعطوني عيونا أبكي بها صديقى أحمد عمر فقد جفت مدامعي

د.فراج الشيخ الفزاري
الفقيد الراحل ، هو الفارس المغوار اللواء (م) احمد عمر ابراهيم فرح ، سيد شباب اولاد جعل ، الذي اختطفه الموت قبل أيام قليلة ، وترك في القلب حسرة ، وفي العين دمعة.
ورغم مرارة الفراق فلم أجد في اللسان كلمة يستحق بها اللسان شرف الرثاء ، ولا في العين دمعة تستحق بها أن تكحل أهدابها بسواد الحزن النبيل ، ولا في قلمي مدادا يليق بعصارته ان ينطق حزنا وبكاءا علي الفقد العظيم . ولهذا اطلب من احباب وأصدقاء الفقيد الغالي ، وما اكثرهم ، ان يعطوني عيونا ابكي بها فقيدنا الغالي ، فقد جفت مدامعي ولم تعد قادرة علي البكاء أو الرثاء …
أيها الموت ، كن صديقي ، وخذني معك ، وأرافقك حيث أخذت صديقي … أيها الموت أنا لا أحبك … ولكنني لا اخافك ..
لقد كنت مخدوعا فيك أيها الموت اللعين.. كنت أظن أن أحمدا لن يموت او يرحل الا بعد عمر مديد .. فقد اخذ الموت منا مايكفيه من الأحباب .. وأخذ من بيت البيه منذ وقت قريب اخويه (علي عمر) و( عبدالله عمر) ولازالت الدموع في المعأقي ، والأحزان في الصدور .. ولكن الموت اللعين كان قاسيا … كان متربصا بالأخيار ، فغنم بالغالي والنفيس من الرجال .. اخذ أعز أصدقائي .. لقد مات أحمد عمر ورحل وترك في العين دمعة متجمدة وفي القلب حسرة متقدة .. فاعطوني ، أيها الأحباب ، عيونا أبكي بها صديقي الراحل أحمد عمر .. له الرحمة والمغفرة .
موت لعين شنو يا عم ، هذا امر الله
متمة دار جعل الليلة وينو حفيدك
ود البي البريد الضيف قدر ما بريدك
في كوم الرماد الليلة غتسي إيدك
وامسحي جبهتك وبي فروة اربطي جيدك
متمة دار جعل الليلة وين أحمدنا
وين مشرع غريب الدار رحل شرَّدنا
ربطنا معاهو لي جيت الكرامة وعَدنا
بقت الجية للعزاء فيهو ما اتشاهدنا
جبل أحد الأصم جبل التقيلة الراسية
مفتاح رزة الطبلة المصلّبة عاصية
وين مركب عظمتو الليلة أمست راسية
وينو الليلة غاب البدري ضو الماسية
عريس الصافنات ود النحاس القنّت
العزة العليها الشعراء كلها عنّت
وقت حبل الوريد وقفت حركتو وصنّت
الناس نوحت متل البكار الحنّت
تشيلو الفرحة للضيف البجيهو يصبح
ويقفز جاري حافي صقر هويدا يشبح
سوق الخوة والخير التجارتو تربح
انطبقن عليهو معاني سورة سبّح
جبار عظم الصراع الانكسار متزالف
الرحمة البترفع كل واقع وتالف
بي البسمة البترشح ند عليك يوالف
اتكفن معاهو الجود وجنبو السالف
________
عفوا عكير الدامر
ما اشبه الليلة بالبارحة وما أجلّ الفقد
________
إنّا لله و إنّا إليه راجعون
ات فزاري أم جعلي؟ اعطوه خلوه يسمعنا؟ يا خي ترحم عليه بدل تقعد تتوجع وتكتب لنا تورينا نحن زولك دا لا بنعرفوا ولو عرفناه لانبكي عليه جنس بكائك دا لأن الموت حق على الجميع لا يستثني جعلي ولا فزاري!
الفزاراب فرع أصيل من قبيلة الجعليين موطنهم الأصلي الحرة والكتياب لكن تفرقت بهم مصالح الدنيا وأغلبهم تجار فذهبوا الي الجنوب ولقدفقدوا في حرب الجنوب العشرات من التجار .. وجزء من الفزاراب في شندى والمتمة وأم دوم.
صحيح الحزن يخصنى والموت علينا حق …وكلنا ميتون.
ولكم محبتي
كنت سأرشح لك عيون مناوى , فهو يذرف الكثير منها مؤخرا , و لكنى عدلت لعلمى المسبق من حساسيتك و المرحوم من قبيله.
الان لم يتبقى أمامك سوى غندور مساويا للفقيد معكم , وأن كان سيستغل نياحته لثكل مؤتمره كذلك !!.
إتقوا الله في مراثي الموتي وإحترموا أحزان الآخرين .
اللهم أرحمه واغفر له وارزقه جنة الرضوان وأحسن عزاءنا جميعا فيه. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الله يرحم الفقيد ويحسن إليه.. انا صراحة لم اسمع بالمرحوم لكنى افتكرت المناحة وفى هذا الوقت بالذات بأنه استشهد فى حلايب بالذات عندما وصفته باللواء(م) ! العمل الصالح هو الذى نحسب ينفعه عند الحساب وليس لواء ولا فريق !
الفقيد احمد عمر ابراهيم فرح لمن لا يعرفه من أبناء شندي عمل بالقوات المسلحة بعد تخرجه في سبعينات القرن الماضي وعمل في المديريات الجنوبية وفقد الحركة في ساقيه بسبب انفجار لغم وتم تحويله بسبب الإعاقة الي العمل الإداري.توفي اخوه علي عمر مدير بنك الخليج بالكورنا ثم لحقه الأخ الثاني عبدالله بذات المرض ثم احمد أيضا بالكورنا …ثلاثة اخوان في أقل من ستة أشهر.
اللهم اغفر لجميع أموات المسلمين فرحمتك وسعت كل شيء ولكن طريقتك في رثائه هي التي صرفت الناس عن الترحم عليه إلى التهكم عليك – فراعي الأصول دائماً في كل ما تكتب ثم اتحف القارئ بما تريد ايصاله من رسائل!
الأخ شوبن..لك الود ..ولا أعتقد بعد أربعين سنةمن الكتابة في الصحف العربية والمجلات والإصدارات المحكمة أحتاج لمن يذكرنى بمراعاة الإصول في الكتابة فكل منا إسلوبه الخاص . .
هناك مجال غير مطروق في كتاباتنا الصحفية ..وأعني بذلك ( أدب الرثاء ) أو فن الرثاء .. وقد راعيت في مقالي المذكور تلك الخصائص التي تجعل من المرثية عملا إبداعيا بجانب ما تحمله من مواجع وآلام.