ما بين سرقة القطار الكبري ونهب الجبال العظمي

أسامة ضي النعيم محمد
سرقة القطار الكبري ، بحسب قوقل ، هي عملية سرقة قام بها أفراد عصابة في الثامن من أغسطس عام 1963م ، تمكنوا فيها من سرقة 2.6 مليون جنية استرليني كان يحملها قطار ( البريد الملكي) في رحلته من غلاسجو الي لندن . بعد خمسين عاما قرر دوجلاس جوردون جودي ( 85 عاما) ، العقل المدبر للسرقة ، الخروج عن الصمت ، ليكشف أن رجل البريد الذي منحهم المعلومات هو باتريك ماكين ، الذي طلب تغيير ميعاد السرقة من يوم 7 أغسطس الي يوم 8 ، اذ يحمل القطار أموالا أكثر .
لا أمل أن أردد قصة سرقة القطار الكبري علي القراء ، فيها الكثير من الدروس نستفيد منها في حالة النهب المستمرة لمقدرات السودان ، (البريد الملكي) في حالة سرقة القطار تقابله أملاك قومية هي جبال عامر ومون وسلسلة جبال النوبة ، أملاك سودانية يفترض أن الشعب السوداني بأجياله المتعاقبة له الحق في ريعها ، وما تذخر به من ثروات يقسم استخراجه بقدر بين الأجيال ، يفترض أن لا يكون حكرا يضم الي حلال بعض زعماء الحركات المسلحة وكويكباتها من حركات تفلتها عمدا لتتبرأ من أفعالها حسب الوضع .
للاسف ما يدور من قتل ودمار في جبل مون بدافع السرقة والاغتصاب بالكامل لصالح حركة من الحركات المسلحة ليس الا ، القصد اجلاء أهل الارض واستغلال ثروات الجبل لتمويل تلك الحركة المسلحة اغتصابا ، طرق ومصادر تمويل الحركات المسلحة أضحت تسجلها مضابط الامم المتحدة في بلدان يدور فيها اقتتال ، المثال الحاضر دوما هو الفضاء الليبي حيث تنتشر عناصر الحركات المسلحة السودانية ، تقاتل في صف من يدفع أكثر ، في لحظات الراحة والكسب الاضافي تنزع الي نهب البنوك والمحلات التجارية الكبيرة وسيارات ( البوكو) ، الامم المتحدة تحاول اخراج عناصر الحركات الاجنبية لما تسببه من زعزعة لاستقرار ليبيا ، توفير التمويل هاجس يقع علي زعماء الحركات المسلحة لإرضاء المقاتلين .
السلطات البريطانية لاحقت أعضاء عصابة سرقة القطار الكبري ، عقوبة البعض من أعضاء العصابة وصلت ا لي محكوميات بالسجن الي ثلاثين عاما ، ما يدور من نهب لثروات السودان لا بواكي عليه ، تكشفه بعض منافذ البلدان الاجنبية كما في الاخبار الواردة من الهند بالقبض علي سوداني يخفي ذهب في مكان حساس في جسمه ، مقاعد الطائرات في بعض شركات الطيران الخاصة ، شحنات اللحوم الي مصر تعبأ أيضا بسبائك الذهب تنقله شاحنات مصرية من داخل مسالخ السودان .
اتفاقية سلام جوبا اعتمد تمويل تنفيذ استحقاقاتها علي الدعم الخارجي ، انقلاب 25 أكتوبر في قراءته الخاطئة لم يحسب لذلك حسابا ، ساهم زعماء الحركات المسلحة في تدبير الانقلاب وبعضهم بالصمت والأكثرية بمسيرات واعتصام القصر ، النتيجة غيض الماء وتوقف الدعم ، تلفت زعماء الحركات المسلحة يمنة ويسرة لمقابلة الصرف علي عناصرهم ، لم يجدوا طريقا الا اغتصاب جبال الذهب في دارفور وجبال النوبة ، المخبر في سرقة القطار الكبري كان من داخل نظام (البريد الملكي) ، يشابه ذلك الدليل لنهب ذهب السودان حيث هو النظام الحاكم في السودان ، تتراخي القبضة الامنية في حماية الاهل في مناطق التعدين ليسهل علي الحركات المسلحة اغتصاب مواقعهم وأراضيهم ، تمكين اهل الحظوة وتعيين من يوادهم علي قمة منافذ المطارات لتسهيل خروج المنهوبات .
تدبير التمويل وتنويع مصادره يحتاج في الظروف العادية الي حوارات وتبادل منافع عبر مفاوضات ، في أعقاب تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر ضاق علي زعماء الحركات المسلحة المجال لاستقطاب الدعم من المجتمع الدولي، الحكومة المدنية بتشكيلها الجديد ما زالت في رحم الغيب ، يتباطأ تحركها بعد تشكيلها لإعادة الثقة والتعهدات المالية ، طلبات عناصر الحركات المسلحة واحتياجاتها علي الارض ضاغطة ولا بد من توفير الدعم سريعا ، زعماء الحركات المسلحة في وضع لا يحسدون عليه لتوفير المال اللازم من مصادر ربما رجعت فيها الي عهد ( توتو كورة) أو اغتصاب جبل مون .
تتمخض المقارنة عن تقييم عال لأعضاء عصابة سرقة القطار الكبري ، لان بعضهم تعهد باستثمار حصص مقدرة داخل النشاط الاقتصادي في بريطانيا ، نال أفراد العصابة الجزاء المستحق وفق قانون حكومة جلالة ملكة بريطانيا والذي اليها تعود ملكية (البريد الملكي) . بالمقابل تجنح الحركات المسلحة المغتصبة للاحتفاظ بالغلة خارج السودان ، في الداخل تحميها نصوص اتفاقية جوبا عن المساءلة والعقاب.
عفواً يا أستاذ : الكبرى و ليست (الكبري)، و العظمى و ليست (العظمي)… أرجو ملاحطة الفرق الكبير بين (ى) و (ي)..
ات خليت كل المقال ومسكت في اليايات يا العشا بلبن
ولا المقال نخس ناسك البكتلو في الناس عشان مصاريف حركاتم
الارتزاق دوت وقف في ليبيا عشان كده قبلو علي المساكين
عفواً يا أستاذ العنوان به خطأ إملائي فظيع : الكبرى و ليست (الكبري)، و العظمى و ليست (العظمي)… أرجو ملاحطة الفرق الكبير بين (ى) و (ي)..
الشيء بالشيء يذكر:
١-
تفاصيل أكبر عملية احتيال.. هندي يحول خمسة مليون دولار من حساب شركة بالسودان لحسابات خارجية يصعب تتبعها…
https://www.alrakoba.net/1301621/%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AE%D9%85%D8%B3/
٢-
سرقة العصر..اكثر من 2 طن ذهب تماثيل اثرية..لا تحلل بل إعدام للصوص الآثار!!
https://www.alrakoba.net/31653109/%d9%85%d8%a7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d9%86%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d8%a7%d9%84-%d8%a7/
٣-
كيف سرق نظام الإنقاذ مليارات الدولارات من أموال بترول السودان؟ ..
https://www.sudaress.com/sudanmotion/121941
٤-
أفادت مؤسّسة “مواطن” السودان يّة، بأنّ السودان تعرض لأكبر وأخطر عملية سرقة لأهم وأخطر المعلومات والوثائق التي كانت محفوظة بحرصٍ شديد بدار الوثائق القومية. ولفتت المؤسّسة إلى أنّ هذه الوثائق والمعلومات تعتبر الأهم والأخطر، ولذلك كانت دار الوثائق تحيطها بالسريّة اللازمة، بل أن تلك المعلومات والوثائق كانت محط مراقبة جهاز الأمن في كل العهود لدرجة أنّه لا يسمح بدخول القسم المحفوظة فيه إلّا بإذن مكتوب من جهاز الأمن”، مُشيرةً إلى أنّ “كل الحكومات ومنذ إنشاء دار الوثائق في عام 1902، ظلّت حريصة على هذه المعلومات لحساسيتها وأهميتها القصوى للأمن السوداني، وممّا لا شك فيه أن حالة الاهمال والتسيّب بل وانفراط عقد التحوطات الأمنية هو الذي مكّن جواسيس من الوصول إليها وسرقتها بالكامل”.
٤-
تحقيق:
هكذا تسرق الإمارات ذهب بالمليارات من المغرب وليبيا والسودان
https://emiratesleaks.com/%D8%B0%D9%87%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/
٥-
أشهر سرقات المتحف القومي في الخرطوم تطال أشجار الحديقة العتيقة.
مقال جميل…
اما بالنسبة للخطأ الغير مقصود في العنوان،… ف”جل من لا يخطئ”.
“جل من لا يخطئ” هي عبارة تم تناقلها بين الناس وهي تدل على ان الانسان يمكن ان يخطئ ويسهو وينسى فهو ليس كامل فالكمال لله وحده والله سبحانه وتعالى هو المنزه والمعصوم عن الاخطاء لا مثيل له اما الانسان فهو طبيعته خطاء ومعرض للزلات والهفوات والنسيان.
بكري الصائغ
[email protected]