مقالات سياسية

إكمال إسقاط الانقلاب

أصحى ياترس

بشير اربجي

حينما نقول إكمال إسقاط الانقلاب ليس تنجيما ورجما بالغيب إنما لأننا نري ذلك رأي العين، ولإدراك الجميع ‏أن الانقلاب العسكري قد سقط منذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، عقب خروج الشعب السوداني في الشوارع صبيحة يوم الانقلاب وقبل إذاعة بيان الإنقلاب حتى، والانقلابيين نفسهم يعلمون ذلك ويدركون حجم الرفض الشعبي لما فعلوه ولم يستطيعوا إكماله، لذلك هم الآن يبحثون بشكل محموم لطريقة تمكنهم من العودة التدريجية للوضع السابق، لكن هيهات لهم ذلك فالشعب السوداني لايرغب في العودة لما قبل الانقلاب، بل صار مطلبه الأوحد سلطة مدنية كاملة وخالصة بدون وجود لأي عسكر بأي من مستويات الحكم، وعاد للشارع نفس الزخم الثوري الذي كان يملأ الطرقات فى بدايات ثورة ديسمبر المجيدة، فهاهي الجماهير تحتشد بكل المدن والبلدات والقرى بمختلف مناطق السودان، وتعلن عن مليونياتها ومواكبها الراجلة حتي الخرطوم للمشاركة فى ذكري مواكب 19 ديسمبر، اليوم الذي يرعب فلول النظام البائد حيث أحرق فيه ثوار مدينة الحديد والنار عطبرة، دار الفساد والاستبداد والقتل المسماة بدار المؤتمر الوطني البائد، في أول خطوة جدية بثورة الشعب السوداني لإخراج نظام المخلوع وجماعته من الحياة السياسية بالبلاد، وهو تاريخ يعني الكثير كذلك للثوار لذلك قررت فيه جموعهم إكمال إسقاط النظام البائد وفلوله الذين يتربصون بالثورة عبر المحاور والبندقية المأجورة.

كذلك فإن شروط الإسقاط قد اكتملت تماما الآن، داخليا بالسير بقوة وعنفوان نحو الهدف النهائي للثورة المجيدة، وخارجيا بالتفاف جموع السودانيين بالخارج كما حدث في بدايات ثورة ديسمبر المجيدة، مضاف لهم محاصرة الانقلابيين من قبل العديد من دول العالم، وفرض العقوبات الفردية على معرقلي الانتقال المدني الديمقراطي بالبلاد وشركاتهم ومليشياتهم، وهو الأمر الذي سيزيد من عزلة الانقلابيين ويضيق عليهم فرص المناورة التي منحها لهم بعض الفلول والحركات المسلحة الانتهازية والمتسلقين، وستكون هذه نهاية معركة الحرية والسلام والعدالة التى طال إنتظار الشعب السوداني لها، ودفع في سبيل الوصول إليها الدماء والأرواح العزيزة ولن يؤجلها مرة أخرى، ليكون بعدها السودان خاليا من القتل والظلم والاضطهاد والإفلات من العقاب، ولن يكون بمقدار أي مسلح أو مليشيا أو قوات نظامية حكم الشعب السوداني مرة أخرى، وسيختار الشعب حكامه ونظام حكمه بكل حرية، ستمضي البلاد نحو مراقي التطور في ظل الحكم المدني الديمقراطي، فالثوار ولجان المقاومة يعدون العدة الآن لإكمال إسقاط الانقلاب والإجهاز على الدكتاتورية وطردها من البلاد نهائيا، وتحريرها من عملاء الداخل والخارج.

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..