الرئيس الدائم / عمر .. عبد الله صالح !

حينما تفتحت مسامعنا على أخبار السياسة في المذياع ونحن أطفال ابان حكم الفريق الراحل ابراهيم عبود عليه الرحمة .. كنا نستغرب عبارة
( الوكيل الدائم لوزارة الخارجية )
.. مثلا !
فيما نسمع الكبار حينما يتوفى أحد بالبلد يرددون ..
( وما الدائم الا وجه ربك ذو الجلال والاكرام )
تأكيدا على وحدانية الخالق وديمومته سبحانه تعالى .

ولكن بعد أن بلغنا الحلم عرفنا أن المعنى المجازي المقصود من صفة الوكيل الدائم هو ..أن المنصب لا يخضع لتبدل الحكومات والوزراء المتعاقبين باعتباره تابعا لسلطة الخدمة المدنية المستقلة في زمن عنفوانها الذي رحل !
ولم نكن نتوقع حينها أنه سيأتي علينا حين من الدهر يكون فيه عندنا رئيس دائم ، ونظام دائم ..وحزب دائم .. ونافع دائم .. ووزراء دائمون !
فبالون الرئيس عمر البشير الذي أعاد اطلاقه بالأمس ، بعد أن ملأءه بهواء التذكير ، قائلا انه لن يترشح عند انتهاء ولايته الحالية بعد سنتين تقريبا ، يذكرنا بما فعله الرئيس اليمني المخلوع والدائم في ذات الوقت على عبد الله صالح ، حينما أقسم بأغلظ الايمان انه اكتفى وشبع من السلطة ولن يترشح مرة أخرى وكان ذلك منذ سنوات عدة ، ولكنه مالبث ان لحس كلامه جملة وتفصيلا وعاد مترشحا نزولا عند رغبة الجماهير التي تهيم به حبا ولأنه لا يريد أن يكسر خاطر حزبه الذي سيصبح شريدا في غيابه ، ولازال حتى كتابة هذه السطور يرعاه بأبوته الحانية ، وهو يحكم اليمن من خلف الستارتحويرا لمباديء المبادرة الخليجية وفي ظل رئيس هو على مايبدو له سيظل بمثابة الوكيل الدائم عنه !
فان كان الرئيس البشير قولا وفعلا جادا حقيقة في كلامه ، فعلى الحزب الدائم أن يبحث منذ الآن عن وكيل دائم له ، حتى يضمن لرئيسنا الزاهد في الحكم بعد أن أشبعنا من عدالته هو الآخر ، مبادرة دولية على وزن الخليجية تقيه شر هواء الجنائية البارد الذي يتسلل عبر نوافذ حراسات لاهاى مثلما وفرت الخليجية الحصانة لصنوه اليمني !
كما أن صحة الرجل ليست احسن حالا من عافية الرئيس اليوغسلافي الراحل سلوفودان ميلوفيتش والذي..
( لحسه )
ذلك البرد سجينا هناك !
فكل الدلائل تشير الى أن هذا النظام يجلس واثقا من ديمومة حكمه فوق أنفاس السودان على ثلاثة أثافي ، الأولى هي غيبوبة الشعب التي لن يفيق منها الا عند أعتاب الجنة باذنه تعالى جزاء على صبره المنقرض المثيل !
والثانية هي الوفاة السريرية نتيجة الخرف الطويل للمعارضة !
أما ثالثة الأثافي فهي صهينة عمالقة المجتمع الدولي وانشغالهم عن السودان بمناطق أكثر التهابا ، وتذرع البعض منهم بان العمل المسلح لم يعد الصيغة المثلى لاسقاط النظم الديكتاتورية وان كانت أتت به أصلا !
وتوبة يا حبوبة بعد تجربة سوريا التي جاءت بالنطائح والمترديات وكسيرات القرن من بقايا حركات القاعدة والمجاهدين وتمدد لهيب سجالها الحارق لأكثر من عامين ولسه جكسا ماشي على محيط سوريا من دول الجوار بعد أن تطاير اليها شرر عناد الأسد وأصرار الثورة عليه من جانب آخر!
وهذا كله .. ما سيفتح دشا ساخنا يجعل جلد العمل السياسي ينسلخ تلقائيا بكلياته عن جسد الحركات المسلحة ، ويجبرها متعرية عن كل غطاءعلى قبول تسجيل نفسها كحزب مدني لعبور مشوار طويل من انعقاد وانفضاض جولات جديدة من التفاوض ، تمدد من عمر الانقاذ الدائم !
والمعني هنا طبعا قطاع الشمال بالحركة الشعبية ، لاسيما اذا ما بلغت دورة مصفوفات الحلول مع حكومة الجنوب مداها الأخير!
وساعتها حتى لو انتفض الشعب على غرار ما حدث في اليمن بعد تمثيلية اعادة انتخاب على عبد الله صالح المكشوفة !
فسنقول لأنفسنا الضائعة عنا ونحن نلطم على الخدود بهجة وفرحا ونشق الجيوب الخالية مرحا !
وسنردد ..عندما ننحني لنلملم شعث ثورة ستكون ناقصة ترقد كما الثورة اليمنية في حاضنة المواليد ..
( الخدّج )
..هنيئا لنا بطول بقائك يا سيادة الرئيس عمر عبد الله صالح !
فاما قبلها نكون أعدنا انتخابك بعد ترشحك نزولا عند هيامنا بك ، حتى لا يتيتم حزبك وحيد والديه المدلل، وتترمل الحركة الاسلامية من بعدك !
واما بصمنا بعدها بالعشرة لوكيلك الدائم عبد ربه
عثما ن محمد طه.. ان أمد الله في أيامكما !
ورغما عن كل ذلك..فاننا نقول ونحن على ايمان تام وقناعة لا تتزحزح.
ما الدائم الا وجه الله ..
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد .

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. معذرة يا عزيزي لم اكمل قراءة مقالك…ولكني اعرف مثلي مثل 99 في المائة من شعب بلادي..
    ..يجتمع اعضاء الموتمر اللاوطني..يخطب الرئيس المفدي القائد المظفر الذي لم تنجب حواء نديدا له..يعلن انه لن يترشح وسيترك المجال للدماء الجديدة…الشابه..الخ الخ الخ…
    هنا..ياتي دور عضيمان ونافع كما هو مخطط…بكاء ومخاخيت وهلم جرا..وتتصاعد الهتافات والبكاء والعويل……….نهاية السيناريو..يرضخ..شوفته يرضخ دي اتكررت كم مرة في عالمنا العربي…انا شخصيا لم اسمع بها الا في في هذا المجال… المهم يرضخ الرئيس القائد لرغبة الملايييييييييييييييييييين من شعبه ويقيل التكليف والترشيح لفترة اخيرة ويكررها عدة مرات دي اخر مرة…..
    ابقوا معنا اذا امد الله في الاجال لنحكي لكم نفس السيناريو والكلمات..بعد سته سنوات…

  2. هل تريد من الرئيس المؤمن المتواضع اسد الحرب و ابو الرجال و الحاكم العادل الذي اقام الشريعة المدغمسة في بلاد السودان التي كانت سادرة في الكفر و الجاهلية و ازال و تخلص من الكفرة و النصارى و ابعدهم لتصير بلاد السودان بلادا للمسلمين فقط و يعمل الآن على مشروع ازالة ” الزرقة” و غير الناطقين بلسان عربي مبين ليصبح السودان بلادا للناطقين بالعربية فقط ثم بعد ذلك لديه مشروع خاله بتغيير اسم السودان المسئ ليصبح ارض العربان ….. هل تريد من ذلك الاسد البطل ان يتخلى عن الحكم؟ كلا و الف كلا … سيظل رئيسا الى ان يقبض روحه ملك الموت او الى حين ان يقبض عليه منزويا في حفرة او مجرى صرف صحي اسوة باسود العرب الذين سبقوه ….
    ايا الانقاذ الاولى كان مهرجيهم يقولون انهم لن يلموها الا للمسيح، و مرة تحمس احدهم و قال انهم لن يسلموها حتى للمسيح …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..