مقالات وآراء2

جريمة الانقلاب،، من يدفع الثمن وكيف نقاومه؟ (1)

خارج السياق
مديحة عبدالله
*
انقلاب 25 أكتوبر جريمة في حق الوطن والمواطنين، منها ما هو جنائي يتمثل في قتل المواطنين في شوارع المدن إبَّان مواكب رفض ومقاومة الانقلاب والتسبب في جرح وإصابة الكثيرين إصابات معطلة ومسببة للإعاقة الدائمة والمؤقتة، والقتال الدائر غرب دارفور الذي عجزت القوات النظامية حياله عن حماية المواطنين من الموت وفقد الممتلكات والاضطرار للنزوح واللجوء لدولة تشاد. بل أن قوات الدعم السريع ضالعة في القتال، حيث قال المتحدث الرسمي باسم تنسيقية النازحين واللاجئين آدم رجال أن قوات الدعم السريع متورطة في أعمال العنف الدامية الأخيرة التي اندلعت في جنوب وغرب دارفور (حسب تصريح لسودان تربين أوردته الراكوبة 10 ديسمبر الجاري).
من يدفع ثمن تلك الجريمة هم مواطنين يكاد يغيب صوتهم وصورهم الفردية، فهم الآن أرقام وصور جثامين جماعية وبيوت محروقة ومجموع من النازحين يجلسون لا حول ولا قوة لهم انتظارًا لحماية لا تأتي ودعم غير معروف متى يصل، المطلوب الأن عمل مدني قانوني لكشف الجناة وتقديمهم للمحاكمة، مع تنوير واسع تقوم به الأحزاب والقوى المدنية لنشر الوعي بالحق في الحياة والدفاع عنها وحمايتها لخلخلة الذهنية القدرية المتقبلة للموت بشكل أو آخر وتميل لقبول الديات عوضًا عن القصاص بموجب القانون باعتبار أن ذلك هو الأساس الذي تقوم عليه الدولة المدنية الديمقراطية، والكشف عن هوية المواطنين الشهداء في دارفور وصورهم ليكونوا في قلب ونظر المجتمع أسوة بشهداء الثورة في المدن الكبرى. إضافة إلى رفع الوعي بطبيعة المرحلة السياسة وتركيبة القوات النظامية والميليشيا التي تؤسس لسلطتها بخطى حثيثة والمخاطر المحدقة بالوطن وطبيعة العمل السياسي والمدني المطلوب لتقييم المواقف بما يخدم مصلحة الوطن ويحافظ على تماسكه.
المقاومة لا بد أن ترتكز على الوعي والتنوير، بالحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهنا لا بد من وحدة القوى المدنية التي تعاني حتى الآن من انقسامات واضحة مما يدل على أهمية المراجعة الفورية للمواقف وتقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأغلبية المواطنين الذين يدفعون ثمن الانقلاب وانقسام القوى المدنية القائدة للحراك الثوري..
ثمة مسؤولية تجاه الوطن لحمايته من الانزلاق لحرب أهلية كل النذر تؤشر عليها، وتدخل دولي متسارع، ومعاناة متفاقمة يواجهها أغلبية شعب السودان، إنها مسؤولية جسيمة آمل أن يدرك أبعادها القادة السياسيين اليوم قبل الغد… قاوموا..
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..