مقالات وآراء سياسية

مليونيات شباب الثورة الى اين ؟

محمد الحسن محمد عثمان

لاشك لى ان اى سودانى فى الداخل او الخارج يقلقه هذا السؤال وقد يتردد الكثيرون فى طرحه لانه قد يفسر بانه تشكيك فى النصر وعدم يقين منه وقد أورد البروف مهدى امين التوم فى مقال اخير له مقوله استوقفتني وهى ” ان المواكب وحدها ليست كافيه لحل أزمة البلاد ” وهذه حقيقه يجب ان نتعامل مع هذا السؤال بكل تجرد من العواطف لان الحل ليس فى يد من يسيرون المواكب وليس فى يد الطرف الآخر ايضاً والذى يحمل البندقية وهو مازال يقتل من اجل السلطة وهم ليس اقل تمسكاً من زعيمهم البشير  بالسلطة والذى كان يبحث عن فتوى تبيح له قتل ثلثى الشعب السودانى ليستمر فى السلطه مع ثلث من الشعب مطيع له طاعة كاملة وهذا يوضح مدى الولع بالسلطة الذى يتملك الديكتاتور والبرهان قد يكون اكثر جنوناً بالسلطة من البشير نفسه الذى كان على الاقل يقاسمه السلطة قيادات حزبيه تستطيع على الاقل مناقشته ولكن من يقاسمون البرهان السلطة عساكر اقل منه رتبه ونحن نعرف قوة تاثير التراتيبية فى الجيش فهم فى الآخر يرددون حاضر يافندم اما الانظمة التى تحتضنه خارجيا فهم النظام المصرى فاقد البوصلة الذين خدعهم الكيزان فتبنوا الانقاذ فى بداياتها فى سذاجه على اساس انها منهم واستطاع الكيزان ان يرشوا اللواء الشربينى السفير المصرى فى الخرطوم فيقنع حسنى مبارك انه ” ديل اولادنا ” فيقطع حسنى زياراته للخارج ويتجول بين العرب وأقنعهم بالاعتراف بالإنقاذ والكيزان فى نهاياتهم ايضا يلعبون على النظام المصرى وجعلوه يحتضن قوش واللواء الشلالى سكرتير على عثمان وتسرب لمصر عن طريق ارقين الكثير من القيادات الوسيطة والخطيره وسيلدغون منهم مره اخرى اما الدولة الاخرى التى تتبنى البرهان ونظامه فهم اولاد زايد سذج السياسة الذين يسعون الان فى عبط سياسي لم يشهده العالم من قبل فى جمع تركيا وإيران ومصر وسوريا وامريكا والصين واسرائيل فى سله واحده !! هذا عن الموقف الخارجى اما داخليا ً فقد استطاع البرهان ان يكسب حمدوك لجانبه وهذا متوقع فاختيار حمدوك كان خاطىء من البداية فهل هناك شعب يثور على حاكم ويختار ان يقود ثورته مغترب من الخارج لم يشارك فى الثورة ولو بهتاف واحد ولا بسطر  يكتبه !! ومن اختار حمدوك ؟ هذا سؤال لم تتم الاجابة عليه  ان حمدوك رجل ضعيف شخصيه هذه حقيقة وهو لا يصلح لقيادة مظاهرة دعك عن ثورة واقول اننا ينبغى ان نراجع انفسنا وننتقدها  لكى لا نضيع ثورتنا مره اخرى وتضيع دماء هؤلاء الشباب ونخلص الى ان البرهان لا محيطه الداخلى ولا الخارجى يمكن ان يساعده فى الوصول لمخرج لذلك فعلينا ان نضع خطه واضحه للخروج من هذا المأزق وهذا يكون بالاتى :

اولاً :- يجب  ان نعترف ان اختيار حمدوك كرئيس لمجلس وزراء الثورة كان خطأ ينبغى ان يصحح كما ان هذه القيادات الذين احتلوا المناصب القيادية (شلة المزرعة) ينبغى ان نبعدهم ويجب ان يتحملوا ضياع الثورة بضعفهم وهوانهم وتقديم الكراسى على تحقيق اهداف الثورة والحديث عن شرط اعادة حمدوك ومجلس وزرائه هو اصرار على اضاعة الثورة مره اخرى فلاحمدوك ولا مجلس وزرائه ولا مستشاريه ولا هؤلاء الذين هربوا للخارج بعد الرده ينبغى ان يتقدموا صفوفنا مره اخرى وحتى هذه القيادات التى تخرج فى المظاهرات ومعها مصورين ليصوروهم وهم يهتفون لا يصلحون فهم هواة سلطه ورجال كراسى وليس رجال ثوره وقد سمعت بعضهم يتحدث لبعض القنوات التلفزيونية  ومنهم من لم يترحم حتى على الشهداء وكان جل حديثه عن المناصب وتعيينات البرهان ويطالب بالغاء هذه التعينات قبل ان  يطالب حتى بالقصاص للشهداء فهم لا يهمهم دماء الشهداء وكل همهم الكراسى وهم لم يدينوا حتى الاتفاق بين البرهان وحمدوك على اساس ان حمدوك قد كلف بتشكيل الوزارة ولا ينبغى ان يخسروه فمجرد الاستقالة من الوزارة لاتكفي وهى تحصيل حاصل وانما ينبغى ادانة هذا الاتفاق مابين البرهان وحمدوك الذى وصفته الكاتبة فى الواشنطون بوست ربيكا هاملتون “انه يرسخ لحكم العسكر على عكس ما زعم الموقعون عليه ” كما اتفق معها فى ” ان من يتظاهرون يريدون خروج الجيش لكنهم لا يملكون خطه ” وهذه حقيقه يجب ان نعترف بها فالمظاهرات لوحدها لن تعيد الجيش الى الثكنات والآن بلغ الشهداء بعد انقلاب البرهان ٤٣ شهيداً هذا غير الجرحى وهذا لم يؤثر فى البرهان ومجموعته ولم نحس انهم يشعرون حتى بالأسى ولم يحاكموا  من قتل ولا اظن ولن يسلموا السلطه ويعودوا للثكنات ولم يتحركوا الا بعد ان لاحت العقوبات الامريكية نحن نحتاج للاتى :

اولاً :- ان نبعد كل هذه العناصر الضعيفه من هواة المناصب الذين تقدموا صفوفنا وفى مقدمتهم حمدوك الذى لم يعزى حتى فى الشهداء وان نجدد القيادات وان نختار عناصر قويه ولابد من تمثيل لجان المقاومه فى القيادة وفى المناصب .

ثانياً :- يجب ان لاتسير الثورة بالمواكب الى مالانهاية صحيح ان المواكب لها دورها ولكنها لا توصل للهدف وحدها فالواضح ان البرهان لن يستجيب للمواكب فقط ينبقى ان نعقد مؤتمرات تفاكريه ننتقد فيها انفسنا ومسيرتنا نقداً ذاتياً بكل شفافيه ونحدد هدفنا وخطتنا للوصول للهدف وخارطة طريق للوصول للهدف وكيف ؟ يجب ان تكون المسيره واضحه وكيف نحقق الهدف هل سنقتحم القصر ؟ ام نعلن الاضراب السياسى ام الاعتصام ؟ وماهو التاريخ الأنسب للتويج بالنصر هل ١٩ ديسمبر ؟ ام ٢٥ ديسمبر ؟ لابد ان يكون هناك تاريخ حاسم للوصول للهدف ويجب ان ندرس المتغيرات الاقليمية وتاثيرها على ثورتنا فالمصالحات العربية الاخيرة سيكون لها تاثيرها علينا وهل ستواصل مثلاً  قناة الجزيرة تسليطها الضوء على ثورتنا ؟ وكيف نحافظ على الاهتمام الامريكى الكبير بثورتنا ومسالة العقوبات التى أرعبت البرهان وعساكره ؟ .

ثانياً :- يجب ان لانقنع من الجيش لان البرهن ومجلسه العسكرى قد خانوا الشعب يجب ان نضع خطه لا ستعادة الجيش لجانبنا فليس الجيش هو البرهان ومجلسه وهناك عناصر وطنية فى الجيش يجب ضمها ومجرد الهتاف العسكر للثكنات لن يقنع الجيش بان يعود لثكناته يجب ان نضع خطة لنكسب الجيش لجانبنا بدون منحه السلطة ووهناك عناصر وطنية فى الجيش والجيش جزء من الشعب هم اهلنا وجيراننا فى الاحياء وينبغى ان يكون للجان المقاومة خطه للتواصل مع رجال الجيش فى الاحياء لإقناعهم سواء عن طريق الجيران او الاصدقاء او الأقرباء خطة فى كل حى .

ثالثاً :- يجب ان تكون هناك خطط للفترة الانتقالية يجب ان تكون هناك خطط جاهزة ولا يكون الهدف اسقاط النظام فقط يجب ان يكون لدينا الخطة الاقتصادية فقد عانينا بعد سقوط البشير من انعدام الخطة الاقتصادية فتاه الوطن وتردى الحال اكثر مما كان فى عهد البشير  وقد قالها حمدوك انه اتى بلا خطة ولم يكن لقوى الحرية والتغيير اى خطة جاهزة !! .

رابعاً :- بعد الثورة أهملنا الخارج وقد كان للمغتربين دور فى الثورة غير منكور والان هم يسندون حراك الداخل بالمواكب التى عمت واشنطون ونيويورك ولها تاثيرهاولو نظمنا انفسنا فسيكون دورها اكبر وقد بدأ الخارج تنظيم نفسه بصوره افضل وهناك برلمنا الخارج بدأ تكوينه وسيكون له دوره فنحن سنحتاجه فى فرض العقوبات على البرهان وطغمته ومطاردتهم والضغط على الدول التى تساند البرهان وقد سيرت واشنطون مسيره ضد السفارة المصرية والامارتية وسنحتاج الخارج ايضاً  فى مرحلة البناء الوطنى فأعطوا للخارج دوره .

والرحمة للشهداء والتحية والتقدير لشبابنا الثائر .

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. مليونيات شباب الثورة الى اين ؟ إلى مزبلة التاريخ
    حمدوك جابوه الخواجات وعميل للغرب
    العسكر مرضانين سلطة العودوهم عليها الاحزاب منذ أول إنقلاب عام 1958 عندما سلمو الحكم لى عبود

  2. لا اتفق معك اان المواكب لا تكفي لوحدها إسقاط النظام.. لكن كيف تنجح المواكب وقد قسمتم الشعب إلى علمانيين واسلاميين وشيوعيه وكيزان وخونه وقونات ومثليين وقحاطه وشباب مستقلين وحركات مسلحه وإدارات اهليه وهلم جر..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..