عودة العقوبات الدولية !

مناظير
زهير السراج
* عاد السودان مرة أخرى الى مربع العقوبات الدولية بإقرار لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الامريكى بالاجماع قبل ثلاثة ايام على مشروعين (ضمن مشروع ميزانية الدفاع الامريكية) لادانة الانقلاب العسكرى ومعاقبة الاشخاص الذين يتسببون فى اعاقة الانتقال الديمقراطى فى السودان، وهي الخطوة الاولى التى ستعقبها خطوات اخرى بواسطة الكونجرس (البرلمان الامريكى) لاجازة المشروعين حسب الطريقة المتبعة لاجازة مشروعات القرارات والقوانين فى الولايات المتحدة، وهى فى العادة مسألة معقدة وطويلة قد تستغرق شهورا طويلة، خاصة إذا لم يكن هنالك توافق حولها بين اعضاء الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى مجلسى النواب والشيوخ اللذين يتكون منهما الكونجرس، والملاحظة الجديرة بالذكر هنا هو اجماع اعضاء الحزبين فى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب على المشروعين، بالإضافة الى السرعة التى طُرحا بها عكس ما هو متبع فى مثل هذه المشروعات، مما يعطى مؤشرا قويا على إحتمال اجازتهما بواسطة الكونجرس الامريكى بدون اى عقبات.

* قال السيناتور الجمهوري (جيم ريش) فى تصريح لصحيفة (الشرق الاوسط)، “ان الكونجرس لن يكتفى بتلك العقوبات فقط فى الرد على الانقلاب، بل ربما إعادة النظر فى كل الالتزمات الامريكية تجاه السودان سواء المتعلقة بالمساعدات او مجهودات اعفاء ديون السودان الخارجية او تطبيع العلاقات الامريكية السودانية”، ومن المرجح أن تفتح العقوبات الامريكية ضد الاشخاص الضالعين فى الانقلاب والمعوقين لمسيرة الانتقال الديمقراطى فى السودان الباب أمام عقوبات اخرى من الاتحاد الاوروبى، حيث جرت العادة على التنسيق بين الحليفين الامريكى والاوروبى فى مثل هذه الحالات، مما يعنى عودة السودان مرة اخرى سواء على مستوى الدولة او الافراد الى مربع العقوبات الدولية الذى تجاوزناه بعد الثورة بتكلفة باهظة ومجهودات ضخمة!
كيف سلمت الإنقاذ أراضينا وهويتنا للصينيين، خيانة بطعم الجوع ورائحة الموت
* ومن الغريب ان ينظر البعض فى السودان الى العقوبات الدولية باستسهال شديد والتقليل من تأثيرها، باعتبار ان المجتمع الدولى ليس على قلب رجل واحد لوجود الصين وروسيا على الطرف الآخر، وانهما حليفتان للسودان يمكن الاعتماد عليهما والتعاون معهما لتحقيق التطور المنشود، وهى نظرة أثبتت غباءها وفشلها خلال العهد البائد وحكم الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى المنحل، حيث لم تفلح الدولتان رغم الايرادات السودانية البترولية الضخمة فى ذلك الوقت بما يزيد عن 8 مليارات دولار امريكى سنويا، فى مساعدة السودان على تفادى الازمات واثار العقوبات الغربية، بل على العكس تماما من ذلك، حيث إجتهدتا خاصة الصين فى نهب الموارد السودانية (البترول والذهب)، واستغلال مقاطعة المجتمع الغربى له فى فرض شروط قاسية عليه سواء فى منح القروض أو تنفيذ بعض المشروعات مثل محطة تكرير البترول بالجيلى وخزان مروى بتكلفة ضخمة وآليات رديئة وجودة ضعيفة أدت لكثرة الاعطال وتبديد المال والوقت فى اعمال الصيانة، واغراق السودان فى المزيد من الديون ذات الفوائد العالية وتبديدها فى مشروعات وهمية وإغراق السوق السودانى بالسلع الصينية الفاسدة، فهل نكرر نفس التجربة الفاشلة مرة أخرى والتى ما زلنا نعانى من آثارها الكارثية حتى اليوم ولسنوات طويلة لاحقة، وما هو المفيد الذى قدمته الدولتان الى السودان غير نهب موارده بالتعاون مع الفاسدين فى النظام البائد حتى نلجأ اليهما مرة اخرى؟!
كيف سلمت الإنقاذ مواردنا للصينيين، قصة عمالة وارتزاق … انبطاح وبلد مستباح (1)
* كما ان السودان لم يعد لديه ما يغرى دولتين مثل الصين وروسيا همهما الوحيد نهب الموارد، لكى تقدما يد العون للسودان، وتنتظر كلاهما الفرصة المناسبة لتحقيق اطماعها الشخصية، حيث تسعى روسيا لوضع يدها على ميناء بورتسودان وتحويله الى قاعدة عسكرية بحرية روسية، وتسعى الصين للحصول على مقابل لديونها الباهظة على السودان، ويعرف الكل أنها كانت تتفاوض مع النظام البائد للحصول على أراض زراعية فى مشروع الجزيرة والولاية الشمالية مقابل ديونها التى انتهت الى جيوب الفاسدين فى النظام البائد، بدون ان تتحقق منها اى منفعة للسودان!

* من المؤسف أن يظل السودان منذ سنوات طويلة رهينة للعقوبات والمقاطعات والنهب بسبب أنانية بعض ابنائه وتمسكهم بالسلطة لتحقيق مصالح شخصية على حساب السودان وشعبه، بدون أى وازع من وطنية أو أخلاق أو ضمير، والغريب فى الامر انهم يرفعون صوتهم عاليا ويتهمون غيرهم بالعمالة والخيانة ويضعونهم فى السجون والمعتقلات، بينما هم الذين يستحقون السجون والمعتقلات عقابا على عمالتهم وخيانتهم للوطن والشعب!
مقال جديـد:
حال انقلاب البرهان بعد (٥٠) يوم من وقوعه!!
١-
انقلاب ٢٥/ اكتوبر، وما تبعتها من اضرار ومساوئ:
(أ)-
أدى الانقلاب بشكل فعال إلى إخراج تحالف المدنيين والجيش عن مساره.
(ب)-
ادان الاتحاد الأوربي الانقلاب بشدة، وطالب بالعودة الفورية إلى النظام الدستوري.
(ج)-
قرت واشنطن فرض عقوبات على معرقلي الديمقراطية ومرتكبي انتهكات حقوق الإنسان.. وأعلنت الخارجية الأميركية، تعليق مساعدات للسودان من المخصصات الطارئة تبلغ قيمتها (700) مليون دولار. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إنه “في ضوء تلك التطورات السالبة في السودان، فقد قررت الولايات المتحدة تعليق تقديم مساعدات من مخصصات المساعدات الطارئة البالغة (700) مليون دولار والتي كانت مخصصة لدعم السودان اقتصاديا”، مضيفا أنه لم يتم تحويل أي من تلك الأموال، وبالتالي تم تعليق المبلغ كله.
(د)-
قال رئيس اللجنة، الديمقراطي غريغوري ميكس: ” لقد خاب أملي إثر الانقلاب العسكري في السودان واعتقال حمدوك ووقف الإنترنت، مَن يحاولون تهديد ديمقراطية السودان “سيُحاسبون”.
(هـ)-
لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب تقر بإجماع كل أعضائها الديمقراطيين والجمهوريين، بفرض عقوبات على المسؤولين عن زعزعة الاستقرار في السودان، مع “إدانة الانقلاب العسكري ودعم الشعب السوداني”..وكبير الجمهوريين مايك مكول يتحدّث عن إجماع الكونغرس على إدانة انقلاب السودان ودعم الشعب السوداني…. صحيفة “واشنطن بوست” تؤكد: : شبح دول الخليج وراء الاستيلاء على السلطة في السودان وتونس… واشنطن: نراقب الأوضاع الصحفية والانتهاكات التي يتعرّض لها الصحفيون بالسودان.
(و)-
ادان الاتحاد الإفريقي الانقلاب وعلق عضوية السودان.
(ز)-
البنك الدولي يعلق مساعداته بعد سيطرة الجيش على السلطة في البلاد
(ح)-
تواصلت الإدانات الخليجية لمحاولة الانقلاب بالسودان، في وقتٍ حمَّل رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حميدان دقلو (حميدتي)، سياسيي السودان مسؤولية تكرار محاولات الانقلاب في البلاد. وأدانت وزارة الخارجية الكويتية محاولة الانقلاب التي وصفتها بـ”الفاشلة” والتي جرت في السودان، مؤكدةً “دعم الكويت لمؤسسات الحكم الانتقالي بالسودان وجهودها في سبيل تحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى الأمن والاستقرار والازدهار”.
(ط)-
أعلنت السعودية عن “استنكارها وإدانتها الشديدَين لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت على مؤسسات الدولة الشرعية في السودان”، مؤكدةً في بيان لخارجيتها، تضامنها ووقوفها إلى جانب السودان “في كل ما يدعم أمنها واستقرارها ورخاءها حكومةً وشعباً”.
(ي)-
أعربت الخارجية البحرينية عن إدانتها “واستنكارها الشديد للمحاولة الانقلابية الفاشلة في جمهورية السودان الشقيقة”، واعتبرتها “عملاً مرفوضاً يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة الفوضى وتهديد مصالح الشعب السوداني”.
(ك)-
قالت الإمارات: إنها تدين “محاولة الانقلاب الفاشلة في السودان، مؤكدةً التزامها بمواصلة دعم المرحلة الانتقالية في السودان، بما يحقق آمال وطموحات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار”.وأكدت خارجيتها “رفض أي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار”.
(ل)-
قطرأدانت “بأشد العبارات”، المحاولة الانقلابية الفاشلة، واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان لها، ان هذه المحاولة “استهدافاً لتطلعات وآمال الشعب السوداني الشقيق في الانتقال الديمقراطي والحرية والسلام والعدالة”.
(م)-
القرارات التي اتخذها البرهان بحل مجلس السيادة، والحكومة، والنقابات والاتحادات المهنية وكافة اللجان التسييرية في كل مؤسسات الدولة، والنقابات واتحاد المهنيين والاتحاد العام لأصحاب العمل القومي… ارجع السودان الي عصر الرئيس المخلوع.
(ن)-
اعتقال حمدوك بصورة استفزازية، وايضآ اعتقال بعض من الوزراء في الحكومة السابقة بدون ذكر الاسباب، اثبتت ان برهان يفعل عن عمد غير ما يقول عن حرصه حماية الديمقراطية!!
( س)-
قطع الانترنيت عن البلاد خلال الفترة التي اعقبت الانقلاب لحجب الحقائق عن سوء حال البلاد بعد الانقلاب كلف الدولة خسائرقدرت نحو (٤) مليارات دولار!!
(ع)-
خلال الفترة من ٢٥/ اكتوبر وحتي ١٣/ ديسمبرالحالي، لقي (٤٥) قتيلآ
مصرعهم برصاص الاجهزة الامنية بعد ان شاركوا في المظاهرات السلمية ، وهناك ضحايا اخرين فاق عددهم ال(٢٠٠) قتيل في دارفور وكردفان خلال نفس الفترة.
(ف)-
كل الحكومات الاوروبية (ما عدا روسيا)اعتبرت ان ما قام به البرهان هو انقلاب عسكري، ولا يعتبرباي حال من الاحوال انه (تصحيح مسار) كما يزعم البرهان، وحتي اليوم منذ وقوع الانقلاب مازال البرهان يعاني من اهمال الحكومات الاوروبية والامريكية، وابدت هذه اهتمام لحمدوك!!
(ص)-
اكبر ضربة تلقاها البرهان بعد الانقلاب، ان كثير من التقارير التي نشرت بالصحف الاجنبية، اكدت ان الانقلاب اصلآ لم يقم به البرهان، ولا كان في نيته القيام به، وانما دولة الامارات العربية ومصر كانتا وراء تخطيط الانقلاب، ولم يكن البرهان الا مجرد منفذ!!…ونشرت كثير من الصحف ان البرهان كان قد سافر للقاهرة قبل الانقلاب بيوم واحد!!
(ق)-
اغرب ما في قادة الانقلاب، انهم تعاملوا بوحشية شديد ضد السياسيين، واعتقلتهم، وزجت بهم في السجون والمعتقلات حيث تعرضوا للتعذيب علي يد قوات الدعم السريع…ولكن هؤلاء القادة الانقلابيين لم يقربوا من رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا الناظر محمد الأمين ترك، الذي تحداهم بقوة، واحرجهم علي الملأ باغلاق كل الطرق الرئيسية في بورتسودان حتي لا تعبر من خلالها العربات والشاحنات الي باقي المدن.
(ر)-
وايضآ، اغرب ما في هذا الانقلاب، ان البرهان بعد الانقلاب سلم كل السلطات لنائبه “حميدتي”، وهي المرة الثالثة التي اخطأ فيها البرهان بتسليم زمام الامور لشخص غير مؤهل ولا محبوب علي المستوي المحلي والدولي !!
(ش)-
لم يتوقف غضب الجماهير منذ وقوع الانقلاب حتي اليوم ، وشهدت البلاد خلال ال(٥٠) يومآ الماضية ثمانية مظاهرات مليونية اثرت كثيرآ في مجريات الامور بالبلاد، واضطر البرهان تجاه هذه المليونات الغاضبة، ان اعلن في يوم الثلاثاء ٧/ ديسمبر ٢٠٢١، عن دعمه الكامل لرئيس الوزراء الدكتورعبدالله حمدوك فى تشكيل حكومته من كفاءات مستقلة، بحرية مطلقة دون تدخل من مجلس السيادة.
(ت)-
بسبب ضبابية مواقفه، وتذبذب تصرفاته، لم تعد تصريحات البرهان محل اهتمام المواطنين.
(ث)-
واخيرآ،
بعد الانقلاب الفاشل، اصبح حال البرهان شبيه بحال بشار الاسد المعزول ، ولا داعم لهما الا روسيا والصين!!
بكري الصائغ
[email protected]
احسنت
كلام من دهب.
ابسط ياعم زهير بالعقوبات التي ستجيع الشعب ولن تؤثر على لعسكر ولن تسقط نظام وسلاح قذر تم استخدامه على الكيزان ٣٠ عام ولم يسقطهم واسقط الشعب الهامل جوعا وتشريدا فحق لك ان تفرح وتنبسط
آي ماكلكم عملاء ناس خالد سلك وود الفكي ووجدي عنقريب كل الشرذمة الراضية عنهم أمريكا عملاء ومافي كلام تاني و
على الاقل هناك من هو راضي عنهم و بذلك هم افضل من ما تسبب بحمقه و فساده في ان يكون السودان بلدا منبوذا و لا يتعامل معه إلا افسد البلاد و العباد
اتقي الله يارجل، هات بينة على اتهامك.
إن كانت هنالك بينة او احتمال شبهة صغيرة، تفتكر الفلول او كلاب العسكر كان خلوها…
حرر عقلك ونظف دواخلك وانحاز لاهلك، لمستقبل افضل لابنائك….
لا تكون تبيعة وتخدم مصالح اللصوص والعملاء
ههههه.. الصين وزوسيا همهم الوحيد نهب الموارد.. يااخي اتق الله يعني أمريكا وأوربا همهم حايكون رفاهيه الشعب السوداني وبعدين عقوبات شنو التخوفنا منها.. هو في أسوأ من عقوبات البنك الدولي التي جعلت الرغيف ب40جنيه.
منتهى الخسة والندالة يا ابو حميد كما عودتمونا دائماً هههههه
حق لك ان تضحك ما دام انك جاهل أو متجاهل أن الذي جعل البنك الدولي يطلب منك رفع الدعم هو ما اورثته حكومة الكيزان المنحلة للبلاد من تراكم مديونيات نتيجة غباء و جشع و عدم اخلاق اثناء أسوأ حقبة في تاريخ السودان و جعلتها بلاد منبوذة في اصقاع الدنيا و كثر الذل و الهوان على شعبها
على الاقل هناك من هو راضي عنهم و بذلك هم افضل من ما تسبب بحمقه و فساده في ان يكون السودان بلدا منبوذا و لا يتعامل معه إلا افسد البلاد و العباد
والله عايزين العقوبات عشان الدولار يرجع ٧ جنية والعشرة عيشات بي جنيه والبنزين بي ٢٧ جنيه وشوال السكر بي ١٥ جنيه وكيلو اللحمة بي ٣٠ جنيه وعلبة الساردين بي جنيه ونص..، عايزين العقوبات الليلة قبال بكرة والعقوبات تجعلك يا سودان في حل من روشتة صندوق النقد والبنك الخولي.
زهير السراج ده بطري ساي عامل فيها صحفي
هو يا بطري يا بتاع الغنم والنعاج خليك في غنمك مالك ومال التحليل السياسي
اتدغلبت زاتك بقيت تشبه القعونج اعوذ بالله.
اختشي
اعتذر للاستاذ/ زهير السراج في الدخول بمقال من عندي ضمن المقال الذي تم نشره. وماكان بيدي من حيلة ثانية لنشر مقالتي بعد ان وجدت صعوبات بالغة في الارسال عبر “راسلنا” الا ان ازج بالمقال في صحفتك . والمشكلة ان هذا الوضع سيستمر طويلآ وزج المقالت القادمة في موقع “تعليقات”..اكرر اعتذاري العميق.
بكري الصائغ
[email protected]