أخبار السودان

في ندوة رابطة الاعلاميين لندن معارضون للنظام يهتفون ضد قناة الجزيرة ومصوروها يخرجون غاضبين

تقرير خاص بالراكوبة

لندن

بمبادرة من الاستاذة سماح بشرى والتي قامت بإستخراج إذن لوقفة إحتجاجية أمام مكاتب قناة الجزيرة القطرية في لندن  وذلك من الساعة 12:30 وحتى الساعة 14:00،  يوم الامس  السبت 5 يناير 2019 ،حيث تم تنسيق بينها وعدد من السودانيات والسودانيين

وقبل الوصول إلى نقطة التجمع  في المكان المعني قامت جهة ما بتسريب رسائل تشير إلى تأجيل الوقفة الاحتجاجية مما أربك المشاركين  وتسبب ذلك في تقليل عدد الحضور في الوقفة والذين ما أن وصلوا  حتى فوجئوا بوجود أعداد كبيرة من قوات الشرطة وأفراد من الحراسة تحيطان المكان بشكل غير معتاد  .و عند وصولهم  شرعوا في الهتافات باللغتين العربية والانجليزية وهم يحملون شعارات ( الجزيرة أخبارك كاذبة) و (الجزيرة كوني إحترافية) و(الجزيرة كوني هادفة).

وفي مساء الامس كانت هناك دعوة من رابطة الاعلاميين السودانيين للقاء تفاكري في قاعة الابرار إذ تم توجيه الدعوة لعدد من الاحزاب والمنظمات وكان أن شارك بالحضور ممثلة عن نقابة الاطباء ورابطة  المحامين القانونيين السودانيين وحركة جيش تحرير السودان (عبدالواحد) وحزب الامة، والجبهه الوطنية العريضة وجبال النوبة والحركة الشعبية .

وبعد إنتهاء كل من المتحدثين من مداخلاتهم تم فتح فرص النقاش للحضور وقد تحدث الدبلوماسي الحارث إدريس بشكل حماسي موضحاً أن الشعب يرصد القنوات والاقطار التي تقف ضد مصلحة الشعب السوداني  ، مما ألهب حماس الحضور والذي شرع في الهتاف ، أعقبه بالحديث الاستاذ محمد المكي احمد عضو الرابطة  والذي قام بتوجيه صوت شكر لعدد من القنوات منها البي بي سي والعربية وعندما أورد إسم الجزيرة قاطعه عدد من الحضور بالهتافات الداوية منددين بقناة الجزيرة وعدم حياديتها في مواقفها ضد الشعب السوداني ومحاولة تبخيس ثورته ، ونشرها للاخبار الكاذبة ، مما أثار حفيظة المصور والذي حضر لتغطية الفعالية لصالح قناة الجزيرة مباشر ومساعده فقاموا على الفور بإيقاف التسجيل وغادروا المكان بسرعة ، وأثناء خرجوهم قال مساعد المصور والذي كان يحمل الاجهزة (لو كنت أعمل في قناة الجزيرة لما جئت إلى هنا) والاشارة واضحة ولاتحتاج إلى تفسير.

وفي يوم الجمعة الموافق 4 يناير كان أحد أعضاء اللجنة التنفيذية قد قام ببث رسالة صوتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد أن قناة الجزيرة ستحضر لتغطية الفعالية وهذا لم يتم نشره مع الاعلان الاول.

هل تغطي الجزيرة الفعاليات بهذه السرعة؟

المعروف أن قناة الجزيرة تعتبر واحدة من القنوات التي نادراً ماتغطي فعاليات المعارضة السودانية في لندن ، وهم عادة مايتعذرون بحجج واهية على الرغم من أن الدعوات تصلهم قبل وقت كافي ، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تمت هذه الاستجابة وبهذه السرعة؟ ولماذا لم تعلن الرابطة إلى أن الجزيرة ستقوم بتغطية هذه الفعالية إلا قبل يوم واحد؟ وهذا سؤال محول للجنة التنفيذية لرابطة الاعلاميين.

ماهو موقف أعضاء اللجنة التنفيذية مما حدث؟

جاء رأي حوالي خمسة منهم أنهم لايريدون إستعداء وسائل الاعلام وأنهم يجب أن يغلبوا الاستراتيجي على التاكتيكي ، وآخر أشار إلى أنهم ورغم ماخرج به تحالف القوى السياسية من إلتزام إلا أنه يرى ان لامبرر من معاداة أي قناة. والامر الاكثر إدهاشاً هو أن من بين أعضاء الرابطة من تم إبعاده من قطر لاسباب سياسية، لكن حُلم العمل في الخليج بجنسية أجنبية ربما يجعل البعض يتخذ من الخيارات الوسطى مواقعاً مؤقته حتى في المواقف الوطنية التي لاتقبل التردد. وجاء رأي آخر بأن يتم ضرب هذه القنوات من خلال قنوات أخرى  بشكل مباغت وهذا مالم نجد له تفسيراً ، ورأي آخر قال أنه تم حذف إسمه من قائمة الاسماء التي يتم الاتصال بها للمشاركة في محطة تلفزيون البي بي سي من أحد الداعمين سراً للنظام السوداني ، والاشارة الغير مباشرة هي أن هناك موظفة أو موظف من العاملين في البي بي سي يلعب هذا الدور وهذا الموقف معروف بين عدد من النشطاء المعارضين للنظام السوداني، والذين ينوون رفع شكوى ضد الشخصية المعنية. وقد لوحظ إلى أن البي بي سي ومنذ فترة ظلت تستبعد أسماء بعينها عن المشاركات في برامجها وفي إفادات وردت أن هناك أسماء تمت إزالتها من قوائم الاتصالات بفعل فاعل .

هل هي رابطة حقيقية للاعلاميين؟

يرى البعض أن هناك اسماء كثيرة عازفة عن المشاركة والحضور وحتى العضوية لاسباب مختلفة  وهناك عدد من قدامى الصحفيين السودانيين يقفون موقف المراقبين، خاصة وأن الرابطة من بين عضويتها اعداد كبيرة لاعلاقة لها بالعمل الاعلامي  أو الصحفي لامن قريب ولامن بعيد وهم مجرد (شُلة) ولايحاولون الولوج إلى الصدام مع السلطة الحاكمة ، والادهى والامر أن من بين عضوية اللجنة التنفيذية من يساعد منظمات السلطة في السودان بتوجيه الدعوات لحضور الفعاليات التي يقيمها المؤتمر الوطني في السودان.

إلى أين وصلت الصراعات داخل الرابطة؟

غادر صفوف رابطة الاعلاميين عدد يفوق نصف العضوية والتي كانت قد تسجلت عند بداية عملها ومرد ذلك قول البعض إلى أن هناك أخطاء جسيمة تم إرتكابها أثناء مرحلة فرز الاصوات ، إذ تم ذلك في مكان يختلف عن مكان إجتماع الجمعية العمومية وعدم وجود تمثيل للاطراف، وهناك أفراد حاولوا الوصول إلى قيادة الرابطة وعندما لم تمنحهم الجمعية العمومية ذلك شرعوا في خلق شروخ في جدار الجسد  بدعاوى أن هناك تنظيماً سياسياً يقف وراء البعض وهناك محاولة لاختطاف لهذا الجسد، مما أدى لقيام جسم موازي للرابطة  جل عضويته ممن يرتبطون بالنظام بطرق وأشكال مختلفة وهناك من عمل كرئيس تحرير لصحف تابعة للنظام  بشكل  مباشرمثل ياسر محجوب الحسين  وهو من كوادر حزب المؤتمر الوطني وعمل في عدد من الصحف الحكوميةوآخرين  أعضاء في المؤتمر الوطني ،ما أن شرعوا بدنو آجال (الانقاذ) فقفزوا من المركب، ومابين هذا وذاك شرع البعض في تصفية خصوماته المختلفة.

إنشقاق داخل إنشقاق:

المجموعة التي واصلت تحت لواء رابطة الاعلاميين السودانيين ، بمجرد إعلان فوز مجموعة شرعت المجموعة في تقديم إستقالات فردية وجماعية حتى كاد عدد المستقيلين أن يفوق على عدد المستمرين وهناك من يرى أن لاجدوى من المواصلة ، وآخرين لايمانعون من قيام جسم ثالث ، أو التنسيق المبكر للاطاحة بالجسم الموجود.

بقي أن نشير إلى أن المعارضين للنظام يشيرون بأصباع الاتهام إلى شخص وقف وراء ماحدث من ترتيب وإعداد مسبق مع ممثل القناة في مكاتبها بلندن والمعروف أن قناة الجزيرة وطوال نقلها ظلت تقلل من شأن هبة الشعب السوداني هذه الايام إذ يصر مذيعوها أومقدمو برامجها مثلاً خرج العشرات في تظاهرات وتكون الصورة أما المشاهدين بالمئات أو يقولون خرج المئات ويكون عدد المتظاهرين بالالاف. وأسوأ ماتقوم به قناة الجزيرة إلى أنها تصر ورغم الهتافات الداوية التي يرددها المتظاهرون حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ، وسلمية سلمية ضد الحرامية ، البشير إلى الجنائية الدولية، لكن إدارة القناة تسميها ثورة الجياع ، أو المطالبون بالخبز ..الخ.. من ترهات . فهل هناك من يدعم موقف الحكومة السودانية داخل رابطة الاعلاميين السودانيين ووصل به الامر أن ينفذ مخططات قناة الجزيرة؟ وهذا هو السؤال الذي يستحق الاجابة بروية ونفاذ بصيرة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..