مقالات سياسية

وأضرب لهم مثلا ديار الانهار الثلاثة

أسامة ضي النعيم محمد

 

بلا شك هي ديار السودان ، وكل نهر يصل بالنيل يغذيه أيضا نهرا واحدا علي الاقل (بحر العرب – بحر الجبل- الدندر والعطبراوي) ، الشكر والحمد لله علي تلك النعم ، ربما خرجت من أصلابنا أجيالا تحمد الله الحمد كله وتشكره الشكر كله علي ما أنعم الله علي السودان وشعبه ، فجيل بعد الاستقلال مباشرة جحد تلك النعم ولم يحسن المحافظة عليها والتمتع بخيراتها من زروع وماء زلال ، ما أسهل أن يطلق الخبير السوداني الضيف من خلال القنوات العربية دعوة انفصال الشرق أو حق تقرير المصير لجبال النوبة أو دارفور ، التفريط في وحدة السودان  وتفتيت البلاد عند أولئك الخبراء أسهل عليه من سلق البيض .

عدد الاحزاب في بلاد ما بين الانهارالكثر ، يتجاوز المائتي حزب ، عدد السكان لا يصل الي الخمسين مليون نسمه  في مساحة هي من بين الاكبر في العالم ، قارن ذلك ببلاد تتجاوز فيها نسبة السكان ملايين أضعاف ويتداول الحكم فيها حزبين فقط ، الجمهوريون والديمقراطيون والمحافظون والعمال في أمريكا وانجلترا علي التوالي ، توفق الاحزاب عملها وتضع البرامج التنموية وتربطها بسوق المال في (الستي) ببريطانيا أو ( وول استريت) في أمريكا ، في السودان برامج الاحزاب محاصصات وتقسيمات جهوية وقبلية لتمليك الوزارات حقا ونصيبا في قسمة السلطة والثروة كما هو أصبح ناموسا تسير به الحياة السياسية في السودان ، السلطة علي أهل السودان والثروة من عرق أهله الحنان ، اجتماعات الاحزاب السودانية تعني بقسمة السلطة والثروة ، أُضيفت لها قسمة جبال الذهب واليورانيوم .

تعلو راية قسمة السلطة والثروة عند الاحزاب ولا تبين لوحات وخطط استيلاد أو تعظيم الثروة ، تلك مهمة لا تأخذها الاحزاب علي عاتقها وتضع لها البرامج ، تفتقرالاحزاب علي كثرتها الي خطط تنموية قصيرة سنوية أو متوسطة أو عشرية تناقشها و تخرج بها للشعب ، راية يلتف حولها أنصار الحزب لتكون عهدا بينهم والأمة السودانية لتعظيم ثروة البلاد وجلب العملات الصعبة وتحقيق رفاهية المواطن ، الفقر عند الاحزاب  السودانية لا يقف علي غياب برامج استغلال الانهار وزراعة الارض وتربية الانعام وتصنيع الانتاج الحيواني والزراعي ، بل يذهب العوز الي غياب الطريق في تخريج أجيال من بين عضوية الحزب لتداول ادارة الحزب وتجديد الدماء فيه ، تكلست الرؤى وصارت الاحزاب تتحاور في قسمة المناصب الوزارية المتوفرة محاصصة . ذلك القصور الحزبي يدخل في أدب جحود تلك الانهار ونعمتها التي أنعم الله علينا بها .

ثورة ديسمبر 2018م – لله درها من ثورة ونسأل الله أن يحفظ شبابها ، أوجدت واقعا كانت الاحزاب تحسبه بعيدا ، لم تخرج الاحزاب عن ثيابها القديمة ، تلك التي تتسربل بها لحضور مؤتمرات قاعة الصداقة حيث يقسم البشير بينهم الغنائم التي يستولي عليها من عرق أهل السودان ، ثروة شعب السودان تذهب مناصب وتوزع الاموال في ظروف وعربات تحمل أموالا ولكل حزب ورئيس حزب سعره وثمنه الذي يحدده البشير نصيبا في القسمة .

المنعطف الذي يمر به السودان اليوم يحتاج الي صحوة حزبية ، لا تستثني حزبا لتقديم رؤية عاجلة لإخراج البلاد من هذا التحجر في الرأي وقلة الحيلة وغياب الحكمة وتسيد اللاءات بديلا للعقل ورشد الحكم ، هذا زمن قيام رؤساء الاحزاب بأدوار وطنية في حصة وطن جاء وقتها ، لا تترك الامور انتظارا لانجلاء النقع وظهور الجواد الفائز في ألمضمار ، الترصد في هذه الظروف المعقدة  يعني خسارة الوطن السودان ، تسارع حركة الاحزاب لتلتئم لا للمحاصصات وقسمة الغنائم بل لإنقاذ السودان والمحافظة علي وطن بأنهاره الثلاثة وشعبه الصابر العظيم ، هكذا تكون مساهمة الاحزاب شكرا لله وحمدا علي نعمائه بأن أنعم علينا العيش في السودان حيث خصنا الله بمقرن النيلين  .

[email protected]

تعليق واحد

  1. 1-استاذ أسامة في محامي في الراكوبة متب عن انفصال دارفور رايك شنو
    2-انفصال دارفور او اي اقليم ليس الحل لكل مشكلة يعني اي واحد داير يحل مشكلة دايماىيكون بالانفصال
    لا و الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..