خطاب الإيقاد.. النموذج المطلوب!

نشرت كالة الأنباء (سونا) أمس الأول نص خطاب حالة الايقاد الذي القاه السكرتير التنفيذي للمنظمة (وركنه جيبيهو) في اجتماعها المنعقد في مومبسا بكينيا يوم 17 ديسمبر الجاري، حيث تطرق الخطاب لجملة قضايا وتحديات تواجه القارة الأفريقية، إلا أنه أفرد مساحة مقدرة لجائحة كوفيد 19، وتأخر القارة في مجال التطعيم مقارنة بالوضع في العالم، فأشار إلى أن القارة الأفريقية متأخرة عن بقية العالم في التطعيم في الوقت الحالي، حيث بلغ متوسط معدله في منطقة الإيقاد (6.6) في المائة مقابل معدل عالمي يبلغ (42.7) في المائة. وسجلت أفريقيا زيادة بنسبة (83)% في الإصابات خلال الأسبوع الماضي وحده، ويُعزى ذلك إلى دلتا أوميكرون الناشئة حديثًا لفيروس كوفيد 19.

خطاب تضمن حالة وأوضاع المواطنين في أفريقيا، وأشار لأهمية الاهتمام بأنظمة الإنذار المبكر للأوبئة والكوارث الصحية وغيرها، وعقد مقارنة بين الوضع في القارة وفي العالم، نمط خطاب نفتقده من الساسة السودانيين سواء من هم في سدة الحكم أو المعارضة، حيث تتكرر ذات الكلمات والمواقف، دون أن يحظى وضع المواطنين وحياتهم وهموهم ولو بأقل القليل من الاهتمام، ويفتقر الخطاب السياسي للمعلومات والأرقام التي تؤشر لأوضاع المواطنين حتى إبَّان الأوبئة، ولولا جهود الأطباء وتقارير وزارة الصحة لبتنا في تعتيم كامل عن حقيقة الأوضاع الصحية في البلاد. حيث ذكر مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة بوزارة الصحة- ولاية الخرطوم، قبل يومين أن نسبة التطعيم بلغت (3%) فقط بعد زيادة معدلات الإصابة إلى (7%) فيما تبلغ النسبة المستهدفة بالتطعيم من السكان 20%، وأوضح أن الفئة العمرية الأعلى إصابة بالمرض مؤخرًا بين (20-29) سنة.

إزاء هذا الوضع، أكاد أجد العذر كل العذر لمواطنة أطلقت أسئلة في حلقة نقاش عن الوضع العام، حيث سألت: (أريد أن أعرف كيف يفكر الساسة؟ ما هي همومهم وأولوياتهم؟) اسئلة ما كان لها أن تبرز لو شهدت أو سمعت من يتحدث منهم عن الكورونا وسوء أوضاع المرضى، والموت في دارفور والتدهور البيئي والمعيشي والتعليمي ورداءة الطرق، وصعوبة جني المحاصيل لصعوبة التمويل.. قضايا تشكل عصب السياسة والقمة في أجندة عمل الساسة حينما يرتبطون بهموم وتفاصيل حياة المواطنين الشاقة، بل وطرح الحلول وتعبئة ما هو متاح من موارد وطاقات بشرية لمواجهة التحديات الماثلة في الوطن.

الميدان