
منذ إستقلال السودان فى الاول من ينائر فى العام 1956 تراجعت الدولة السودانية فى كل المجالات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و تأثرت سلبا السلطة التشريعية و السلطة القضائية و السلطة التنفيذية و إنهارت الخدمة المدنية و إنفرط عقد النظام وتراجعت القوة الإنتاجية سواء كانت زراعية او صناعية أو خدمات و إنتشر الفساد و الطفيلية الرأسمالية المتوحشة وظهر الثراء النخبوى و إتسع الفتق على الراتق وصار الفقر الخيار الأول و الحصار المضروب لـ 90 % من الشعب السودانى ، و تلاشت رويدا رويدا دولة المؤسسات وإختلط الحابل بالنابل واصبح السودان ضعيفا كسيحا لا يقوى على النهوض من هذه الكبوة التى وقع فيها بسبب تدخل الحكومات العسكرية التى تعاقبت وتوارثت حكم الدولة السودانية . وترك الجيش السودانى وظيفته الاساسية فى حماية الدستور وحماية الحدود و الوطن وأدخل نفسه فى المعترك السياسى و أخيرا تطور وتغول على النظام الإقتصادي للبلاد وصار دولة داخل دولة !!
يقول الثائر السيد / الشريف حسين يوسف الهندى (طيب الـله ثراه ورحمه رحمة واسعة )فى كتابه ومذكراته لوطنى وللتاريخ (ص 38) : (وتظل الأنظمة العسكرية الفاسدة ، فئة معزولة ، نخبوية النظرية والممارسة ، تجمد وتضبط تناقضات المجتمع الى حين ..! ولكنها لاتحدث تغييرا جذريا فى قلب العلاقات الإجتماعية ) .
حكم العسكر السودان حكم ديكتاتورى شمولى لمدة 55 عاما ، جربوا من خلاله جميع الفنون من كبت و تعذيب وقتل و إعتقال ومصادرة للحريات و تكميم الافواة و لم يستطيعوا ان يخرجوا البلاد الى بر الامان وكان الفشل حليفهم ، لذلك وجب عليهم التواضع و الإعتراف بهذا الفشل ووضع الكورة على الارض ! و الإبتعاد عن الوصفات الخارجية التى تؤجج الصراع بين أبناء الوطن الواحد و الإبتعاد عن المجربات من الحلول الإجنبية !!!.
يقول االشريف حسين يوسف الهندى الحاضر الغائب (رحمة اللـه عليه ) فى مذكراته لوطنى و للتاريخ (ص 90،91 ) (بعد أن أستمعت لبيان نميرى الانقلابى ، قلت فى نفسى لماذا لا نعطيهم الفرصة ليجربوا !! فقد يكونوا أقدر على مواجهة المواقف !! إن بيانه لم يثر فى نفسى شيئا جديدا ، ولم يزد فى حماسى لاحباط الانقلاب … بيان عادى لم إعتقد أنه موعز به من جهة ، أو أنه مستورد ، ربما مجرد شهوة الحكم لكل من يحمل السلاح و الناس عزل …أو كل من يسبق بائع اللبن و الناس نيام ..إذا كان ذلك قطاعا وطنيا أراد أن يجرب حظه و عضلاته فليكن فهذا اصبح عمل الجيوش فى العالم الثالث ، تشغل بها فراغها المستمر ، فهى لا يمكن أن تحبس نشاطها داخل الثكنات ، الى أن تقوم الحرب ، ومتى تقوم ؟!!! لا يمكن لمن درب على القتال و إعطى السلاح أن يحترم مدنيين مثلنا ، لا يستطيعون إستعمال السكين ويظل يحرسهم و هم وزراء وحكام بفضل سلاحه !!منطق معوج !!! لماذا يحرس مدنيا مثلى ، وهو الذى يحمل السلاح؟ !!فيكون هو حارسا و أكون أنا حاكما ووزيرا ؟! لقد فطن الامريكان لهذا منذ مده .. وكانت سياستهم إن الجيوش فى البلدان المتخلفة ، أقوى تنظيما و ضبطا وربطا !!! من المؤسسات السياسية الهشة الحديثة زيادة على إنها مشبعة بالأيدولوجية الغربية ، بحكم تدريبها ، إذا فهى أولى بالحكم و أقدر على تنفيذ السياسات و المخططات الغربية ، و إرغام الناس عليها بحد السلاح و أن البلدان المتخلفة لا تستحق الديمقراطية .. ولذا فإن الجيوش يجب أن تخلف الإستعمار ، الذى سارع بالرحيل حسب – سابقا لاوأنه ، فالديمقراطية لاوربا و ليس لإفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية أو السودان ، وهكذا ومنذ عهد حسنى الزعيم ، كانوا وراء حمى الإنقلابات التى سادت العالم الثالث ، وكانوا هم الكتاب لكل بيان ، لهم الديمقراطية و الرفاهية ، و لنا القهر و الفقر )
رحمة اللـه عليك يا حسين يا شريف يا هندى و قراءتك الواقعية للحكومات العسكرية التى يدعمها الغرب ويظهرون لنا غير ما يبطنون ، عمرالبشير العميل الغربى الامريكى جلس على سدة الحكم 30 سنة بمباركة طيبة من الدول الغربية حقق لهم فصل الجنوب ونهب و سرق اموال الشعب السودانى ووضعها فى البنوك الغربية ، وهو الذى أتى بالشركات الروسية و الفرنسية لنهب وسرقة موارد الدولة السودانية الغنية .!!وذهب الى مذبلة التاريخ غير مأسوفا عليه وبعد أن شعرت أمريكا بأن الرجل إستنفد أغراضه وصار غير صالح بعد أن لفظه الشعب كان لا بد من إستبداله بواحد عميل جديد يكون مقبول لديهم و مقبول نوعا ما للشعب ،ولذلك كان البديل لجنة البشير الامنية لمواصلة الإستعمار الحديث ، وهكذا تدار حكومات دول العالم الثالث .!!!!
ربما يلاحظ الشعب السودانى سيناريوهات مشهد توقيع حمدوك مع البرهان فى 21 نوفمبر 2021 هو إتفاق ثنائى لإضفاء الشرعية على انتهاك الوثيقة الدستورية ودعم الجانب العسكرى الذى يعشقه الامريكان (الجيوش يجب أن تخلف الاستعمار )(على قول الشريق حسين!!) ، وهنا ما يجعلنا نظن و إن بعض الظن إثم – قناعة حمدوك للتوقيع مع البرهان قناعة أمريكية ! وموالات حمدوك لهذا الإنقلاب قاصمة للظهر وضرب تحت الحزام للثورة وللثوار !! وعلى الشعب السودانى الإستمرار فى الكفاح و النضال لوقف نهب الموارد وبيع الارض ووقف الإستعمار الحديث .!!! من أجل الحرية و السلام و العدالة و بناء دولة المؤسسات !!!!
عبدالمنعم على التوم
الموافق 20 ديسمبر 2021
[email protected]
إبداع ي ود دفع الله حفظك الله
هههههه.. لماذا لم تتكلم عن عمالة المدنيين.. ألم تكن الحكومه المدنيه السابقه كلها من من يحملون جنسيات مذدوجه.