
– درجت الانظمة الشموليةانطلاقا من عقدة شرعيتها المنقوصة وسلطتها المطلقة و فسادها البين.. على جلب الحشود البشرية بمال الشعب لاجل إضفاء شرعية زائفة وذر رماد ادعاء التأييد فى عيون الخارج والداخل .
– وذلك بما يشبه اغتصاب ارادة شرائح من بنى الوطن لاتدرى لماذا تساق بالدفارات والحافلات كالأنعام..وهى حتما ممارسة غير انسانية لدى الدول والمجتمعات التى تراعى المعايير الاخلاقية بكل مما رسات العمل العام.
– وقد ظلت هذه الشرائح المستغلة جزء من مشكلة السودان التى افرزتها اسباب بنيوية مرتبطة بواقع الوطن الديمغرافي وتكويناته السكانية التى اوجدت هوامش النزوح والجهل والفقر بالقرى واطراف المدن والخلاوى ..ومعسكرات الغلاية .
– واتخذتها الانتهازية السياسية عبر مقاولى الانفار بنظرة تجارية من حيث قرب وبعد المسافة…. مثلها ومحاجر الخرسانة ومواقع الرملة وتراب الردميات.. كمناجم للحشود السياسية بالمناسبات المختلفة وما اكثرها خلال سنوات الانقاذ المقبورة.
– وانطلاقا من ان الشعب هو مصدر السلطات قامت الديمقراطيات النيابية التى تستمد شرعيتها عبر الانتخابات المستندة على آليات منضبطة ومؤسسات راسخة ووعى شعبى كبير وممارسة راشدة بجل بلاد الديمقراطيات العريقة والتى انتجت انظمة حكم كان لها الدور الاساسى فى تطور،ورفاهية تلك البلدان.وعظم مراعاتها لحقوق الانسان.
– ونحن بالسودان ظللنا بمتاهة الانقلابات العسكرية التى تنتج حكومات شمولية فاسدة بطبيعة تكوينها القائم على الزيف والخداع والاستغلال البشع للجهل الذى يتيح دغدغة العواطف الدينية والوطنيةلاغراض مكاسب الدنيا ومآرب السياسة لفترات تجاوزت اكثر من ثلاثة ارباع الفترة منذ الاستغلال .
– تسقطها ثورات شعبية بعد ان يطفح الكيل وتضيع سنوات من عمر التطور الطبيعى للاوطان الذى يحدث فى ظل الحكومات المدنية الرشيدة بجل بلدان العالم الحر.
– وتستمر الحلقة الخبيثة بالدوران من جراء ضعف بنية الاحزاب وتشاكسها .وجرثومة الفكر الانقلابى القابعة فى حنايا العسكر والضاربة الجذور بتضاريس وطن ينوء بالنزاعات القبلية العبثية وهشاشة البنيان المؤسسى للدولة وسيادة مقعدات الشعوب بعرف وعادات المجتمع.مصحوبة بأوبئة الحسد و الكيد والنفاق المتدفق بشرايين المجتمع وعصب،الدولة.
– والتطور الجديد بسودان مابعد ثورة ديسمبر المجيدة و الذى لم يجد حظه من الدراسة والتحليل الموضوعى الحصيف..هو تنامى ظاهرة الحشود المبدئية من كتل الشعب الحية عبر مواكب الجيل الراكب رأس التى كانت رأس رمح الثورة وذروة سنامها.
– وهى التى انتزعت النصر وصنعت دنيا اعتصام القيادة وضمخت منصاتها و ساحاتها بالاحلام العراض بدولة مدنية خالية من الانقلابات والحروب والعنصرية والجهوية وعبقت بجوها شعارات الثالوث المبجل حرية سلام وعدالة
– هذه الحشود الشبابية المتسلحة بالوعى والسلمية التى ظلت تبهر العالم منذ انطلاقة الشرارة الاولى للثورة بعطبرة والدمازيين و حتى الآن اثبتت انها العاصم المشترك الاعظم لتماسك لحمة الوطن.
– بتلاحمها الوجدانى قبل المكانى وخروجها المتزامن عند كل المنعطفات والملمات بجل مدن وشوارع الوطن الكبير ممتطية ثوريتها الباهرة ودافعها الوطنى راجلة طول المسافة بعشم الوصول لراحة الوطن.
– هذه الكتل الشبابية الحية ستكون باذن الله ترياق لامراض سودان ماقبل الثورة وحارسة للشرعية الثورية بالمرحلة الانتقالية.اذا وجدت فن الادارة ورشد التوجيه .وهى المعبر الاكبر عن الشعب اساس السلطات فى هذه المرحلة بالذات
– فيجب الاستماع لصوتها و الاستفادة من طاقاتها الايجابية المتدفقة لبناء الكثير المطلوب للحفاظ على ما تبقى من مرحلة الانتقال المدنى الديمقراطى بعيدا عن كبح ثوريتها بالعنف الذى لا يولد الا العنف وسيفضى،بالوطن فى اتون الهلاك اذا لم يتم تدارك الامر من قبل رجال وضعهم القدر بقمة سلطة وطن عظيم وشعب كريم.. واذا لم يكبحوا جماح التقارير المضروبة التى تحبكها شراك الايدولحيا والاجندة المنصوبة..ورهط الانتهازية المحيط..وبطر النفس.. وينظروا بعين الصدق وعظمة التجرد لمصلحة. وطن جدير بالتضحية.سيضع الجميع و يتشتت الوطن .. ويبقى العشم بلطف الله و الامل والتفاؤل مشرعا فى ان تسود روح الحكمة تحركات وقرارات من بيدهم الحل والعقد..قيل ان ينفرط عقد الوطن..