هل ابتلعنا الطعم وحرقنا ورقة حمدوك نهائيا؟

د.فراج الشيخ الفزاري
حمدوك … لم يكن سياسيا محترفا … ولكنه كان مشروع رجل دولة حديثة ، وقائد وطني من أهل السودان . كان أملا وأهلا للزعامة بعد أن فقدناها في الجيل الحالي من السياسيين . كانت له كريزماه الخاصة ، وصبره الفريد ويعامل معارضيه بحسن النوايا .. ولهذا لم يكن محصنا بما فيه الكفاية من الوقوع في مزالق السياسة ومحترفيها في المنطقة ، فقد استشعروا الخطر وتهديده لمصالحهم ، فكانوا له بالمرصاد حتي يورطونه ويحرقون ورقته داخليا وخارجيا …
لقد أخطأ حمودك ، عندما اطمئن الي الحاضنة الهلامية الجديدة ولم يفطن الي المخططات الشيطانية التي كانوا يديرونها في السودان وفي بعض دول الجوار . فقد كانوا علي دراية انه كلما قويت وتوحدت الزعامات السياسية في السودان ، كلما كان ذلك خطر ومهدد لتلك المصالح الخارجية. فكان لابد من حرق ورقة حمدوك وجعله نسيا منسيا في ذاكرة السياسة السودانية .. لابد من (كبت) الحراك السوداني وزعاماته الوطنية حتي يظل السودان بلدا تائها وضعيفا مشغولا بمشاكله الداخلية ، منقادا لارادة غيره في تحقيق المصالح وإدارة الصراع الخارجي بالوكالة هنا وهناك كما هو حادث الآن .
حمدوك كانت له رؤيته في الخلافات الحدودية مع مصر واثيوبيا وفي إدارة هذا الصراع بما لا يضر أمن وسلامة السودان. كما كانت له رؤيته في سد النهضة الإثيوبي وفائدته للسودان، مما اغضب البعض كما اغصبهم في تأجيل عملية التطبيع مع العدو الاسرائيلي ، فكان لابد من التخلص منه بالطريقة التي يعرفونها .
لقد أخطأ حمدوك ، في نظر البعض ، في إجراءاته الأخيرة ولكن من منكم أيها الساسة الكبار لم تكن له أخطائه في حق هذا السودان منذ فجر الاستقلال ؟ كلهم كانوا خطائين لدرجة الخيانة الوطنية كما حدث في انفصال الجنوب وضياع حلفا القديمة بتراثها وكنوزها التاريخية وحلايب وشلاتين ومواردها الغنية !
لذلك ، أعود واقول ، نحن لم نعن حمدوك بما فيه الكفاية .. وجعلناه وحيدا بين (السباع) و(الضباع) وسماسرة السياسة.
لا تتركوا حمدوك وتتخلوا عنه ، بل أعينوه بالعودة الي حاضنته السياسية التي يطمئن إليها ، بعد أن وعي الدرس وعلم كم هي خادعة ومخاتلة دموع السياسيين الذي يدعون الوطنية … لا تتركوا حمكدوك ، بل راجعوه وساعدوه للعودة فالرجل لا زال قلبه ينبض بحب الوطن فمن السهل جدا إعادته الي مرتعه الأول بعد أن عرف كيد الكائدين وأهله.
هل تعني ان يعود الى حاضنته الام قحت وهي من اردته المهالك وذلك بعدم قدرتها على ادارة الشأن العام طوال السنتين الماضيتين حمدوك نعم يجب ان يدعم خلال هذه الفترة القادمة ولكن على الرجل ان يكون صادقا مع نفسه اذا لم يكن قادرا على تحريك الامور ان يبادر الى تقديم استقالته حتى نتعدى محطة حمدوك ونبحث عن رجل آخر فحمدوك لم يكن معروفا قبل رفضه منصب وزير المالية فحواء ولدت مثله الالاف وبكل تاكيد سنجد من هو اقدر منه على ادارة البلد ولكن نحن نقبل به حاليا لانه على الاقل وجد تاييد من قطاعات كثيرة من السودان ولكن يجب الا نرهن مستقبل البلد على رجل واحد وهو بصفاته هذه يؤكد انه رجل متردد في اتخاذ القرارات وهذه صفة لا يجب ان يتصف بها القائد والمنقذ مع انها في بعض الاحيان تكون محمدة في سبيل الوصول للقرا ر الصائب
((كان أملا وأهلا للزعامة بعد أن فقدناها في الجيل الحالي من السياسيين!))؟
يا اللخو من غيرك كان يأمل في زعامة فرد مدنياً كان أم عسكرياً كما في الأجيال السابقة؟!؟ ياللخو هذه الثورة هي الحد الفاصل بين هذه التطلعات الرجعية البالية وعهود الفردانية والزعيم الأوحد والملهم والذي يتبع بالاشارة ويحترم بالحسب والنسب وصار الأمر الكفر المخلص المتناغم مجموعته في العمل والمتشربين بقيم المجتمع في المعاملات وبالقيم المهنية في العمل العام الوظيفي والعفة واعلاء مصلحة الوطن والمواطن والعمل وعدم التهاون في محاسبة المخالفين والمقصرين وعدم المجاملة في شأن الوظائف العامة والتادب بادبياتها وذلك ضمن مبادئ الثورة وشعاراتها وهو كل ما تريده الثورة من أي موظف عام من الغفير أو الخفير إلى المدير قائد الشرطة والجيش والوزير ورئيس الوزراء والسيادة وحكمنا عليه وأملنا فيه ليس منعقدا حول كارزميته الشخصية ولا علو رتبته -فالرئيس والمرؤوس والقائد والجندي عندنا سيان يخضعان لنفس المعايير في الأداء والأمانة والتعاون وكلهم يحاسبون بقدر الصلاحيات الوظيفية الممنوحة لوظيفته وليس لشخصه. ولذلك فالثورة لا تنسب نجاحاً لشخص فرد ولو كان رئيس وزراء أو مجلس إدارة أو سيادة وانما ينتج النجاح من حسن تعاون أفراد المجموعة المعنية وهكذا، فما تقعد تندب في حظك لاضاعة فلان أو استقالته فغيره موجود وعلينا فقط تطبيق معايير الاختيار الجيدة.
لك الله يا حمدوك
صدقت.. ونحن ما زلنانثق فيه وفي رؤيته للخروج من أزمات البلاد
حمدوك … لم يكن سياسيا محترفا ( لذا تاه في دهاليزها وغرق في لجاتها )
كان مشروع رجل دولة حديثة ، وقائد وطني ( القائد الفذ لا يتنكب الطريق )
كان أملا وأهلا للزعامة بعد أن فقدناها في الجيل الحالي ( شباب اليوم اثبت قدرته على ادارة دفة البلاد )
ورحم حواء السودانية ما يزال قادرا على انجاب النجباء والقادة الافذاذ.
لك التحية دكتور الفزاري على ما قدمت
والله ما عندو كا ريزما بتعريفة ، ضعيف ومتخاذل وانقاد للعسكر ولليمين الابتزازى وما حادثة فصل القراى الا مثال وفصل البروف محمد الأمين التوم أيضا ، واستطاع العسكر ان يمرروا اجندتهم غصبا عنه ، وما موضوع التطبيع أيضا الا مثال برضو ، وهناك امثلة كثيرة لم يكن قدر المهمة والمنصب ، ضعيف ن ضعيف لأبعد حد لذلك احسن له ولنا ان يبعد
الزول السمح…تحياتي
وكلامك سمح.
لك ودي ومحبتي.
يا فزاري انت بتنفخ في قربة مقدودة حمدوكك انتهي ولا رجاء فيه فليذهب غير مأسوف عليه.