مقالات وآراء

المشهد السوداني حقائق وقراءات (1)

صالح موسى عيسى 
# حقائق المشهد السوداني الراهن .
* انعدام الرؤية السياسية المشتركة للخروج من المأزق الراهن لدى المكونات السياسية والحزبية في البلاد من اليمين الى اليسار مرورا بالوسط.
* هناك العديد من المعسكرات المتنافرة ؛ لكل منها رؤيته ودوافعه ومحركاته الخاصة ؛ على سبيل المثال الحرية والتغيير المركزي ، هؤلاء اصبحوا اسرى لازمة انهيار الشراكة مع المكون العسكري ؛ اما جماعة القصر او ما يطلق عليه الحرية والتغيير التوافق الوطني هؤلاء كذلك اصبحوا اسرى لاستجابة البرهان لرغبتهم في فض الشراكة مع الحرية والتغيير المركزي ، فهم بين نشوة النصر والازمة التي تلته اي (خروجهم من المولد بدون حمص) وهناك الحزب الشيوعي الذي ظل في منبر المعارض في الظاهر والمستفيد الاول من الربكة الحاصلة في الواقع ؛ وعلى الصفة الاخرى من النهر يوجد المؤتمر الوطني والتيارات الاسلامية بما فيها الاخوان المسلمين وانصار السنة ، هؤلاء موقفهم ضد حكومة حمدوك من حيث المبدأ ، وكانوا يعولون على استمرارية انقلاب البرهان الى نهايته ، ولكنهم فجعوا بأن انقلاب البرهان انتكس عن خارطة الطريق التي حلموا بها وهي العودة الى وضع ما اشبه بنظام البشير مع تعديلات طفيفة تحافظ على مكتسباتهم ، وبالنسبة للمؤتمر الوطني الحفاظ على اموالهم . وطبعا كاذب من يعتقد ان كنس هذه المجموعة الاخيرة الى هاوية العدم امر ممكن .
* الحركات المسلحة القبلية والمناطقية ؛ هدفها النهائي هو تحقيق ما عجزت عنه بالسلاح عن طريق الضغط والاتفاق السياسي كما حدث في اتفاق جوبا .
* القوات المسلحة تعاني فقدان القوة اللازمة لفرض معادلة ترجيحية لتعزيز ارادتها كما حدث في تاريخها الطويل من الفريق عبود الى البشير ؛ وذلك لان البشير طعن القوات المسلحة والوطن في مقتل عندما انشأ القوات الضرار مثل الدعم السريع .
* الدعم السريع ؛ كان هدفه الاول الحصول على المال لاسيما في عهد البشير ولكن بانهيار عهد البشير وجد نفسه على مرمى حجر من السلطة ، فاصبح يفكر فيها ايضا ، بل طفق يخطط لذلك بالتعاون مع دول اقليمية ومنظمات دولية عابره للحدود .
* الحقيقة الاكثر خطورة ؛ هي رغبة المكونات اعلاه جميعها في السلطة ، والسلطة فحسب وفقط ، دون التفكير في صناعة آلية مشتركة لتداول هذه السلطة ، وهي الحلقة المفقودة في شائكة الحكم في السودان منذ الاستقلال .
* الذين اتهموا من اطلقوا عليهم جماعة اربعة طويلة بالاستئثار بالسلطة دون التفكير في تقاسمها مع الاخرين ، نعم هذا الاتهام صحيح ولكنه مذمة من ناقص ، فهم انفسهم يسعون للاستئثار بالسلطة لانفسهم من دون الاخرين.
#  قراءات المشهد السوداني الراهن ؛
سوف اركز  على السيناريوهات المتوقعة جراء هذا الصراع المحتدم على السلطة كغنيمة ، وليس السلطة كوسيلة لتعزيز الرفاه وبناء الوطن .
* السيناريو الاول :- حدوث اتفاق على مستوى عالي بين القوات المسلحة والدعم السريع والحركات المسلحة برعاية القوى الاقليمية المعروفة، يعمل هذا الاتفاق على استكمال ما تراجع عنه الانقلاب العسكري في 25 اكتوبر 2021 ،  ومن ثم سحق المعارضة الشبابية في الشارع بقوة السلاح ومواجهة ضغوط المجتمع الدولي ممثل في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعقوبات الدولية القاسية المتوقعة ، وذلك من خلال المراهنة على دور روسيا والصين في مجلس الامن. سوف يستفيد هذا السيناريو من عاملين ؛ العامل الاول هو الارهاق والاحباط الذي ينتظم الشارع وخيبة امله في المنظومات السياسية سالفة الذكر ، والعامل الثاني سوف يجد هذا السيناريو الدعم  والمساندة من المؤتمر الوطني والجماعات القبلية والحزبية المتحالفة معه ، هذا هو السيناريو الاسوأ .
* السيناريو الثاني : حدوث معجزة تجمع الاحزاب السياسية والفاعلين السياسيين في البلاد على جبهة متحدة هدفها واحد وهو وضع خارطة طريق (ROAD MAP) لتحديد كيف يحكم السودان ؛ وذلك من خلال عقد مؤتمر قومي يحدد اولويات الانتقال الديمقراطي بالتعاون بين الجميع دون اقصاء ، وذلك لاعداد الدستور الدائم وقانون الانتخابات والتعداد السكاني ، وتحديد الدوائر الانتخابية، واي قضايا اخرى ، حدوث هذا السيناريو رهين بعاملين اساسيين الاول تأييد الاحزاب الرافضة لاتفاق البرهان – حمدوك  والعمل على تطوير الى اعلان سياسي بالتوافق على استكمال المرحلة الانتقالية بحكومة كفاءات مستقلة بقيادة حمدوك او بغيره ، العامل الثاني ؛ صدق نوايا البرهان وجماعته في قيادة الفترة الانتقالية الى انتخابات حرة نزيهة لايشاركون التنافس عليها والعمل على تزويرها .
#  ملتقين ان شاء الله في المشهد السوداني حقائق وقراءات (2) .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..