مقالات سياسية

حقيقة استقالة حمدوك !!!؟

د. سعدالسيد محمد الطيب 
تسرب خبر استقالة د.حمدوك مساء امس عبر السوشل ميديا الامر الذي جعل الشارع منقسم بين مؤيد ورافض كل حسب دوافعه وقناعاته.
مما لا شك فيه الراهن السياسي يمر بأزمة حقيقة وخطيرة بسبب اخطاء تراكمية تحتاج لحكمة وتحمل مسؤلية واخلاق ومثل الشيئ الذي يتوفر فقط في دكتور حمدوك دون غيره.
الاخطاء التراكمية التي جعلت حمدوك ينوي تقديم استقالته هي :-
١/ اسباب تتعلق بالأحزاب السياسية التي كانت حاكمة (قحت1)
الكل يعلم التقاطعات وتداخل الاجندة لدي تلك الاحزاب علي الرغم من تاريخها النضالي وشعاراتها البراقة الداعمة للتحول الديموقراطي الا ان افعال بعضها ضد التحول الديموقراطي وقد اكتفت بالمناصب التي حصلت عليها بعد سقوط النظام البائد بل تريد ان تستمر الفترة الانتقالية لأبعد مدة
دون اي تقدم ملحوظ والواقع السابق واللاحق اكد ذلك.
٢/ اسباب تتعلق بالجيش والاجهزة الامنية وذلك نسبة لتخلخل منسوبي النظام المباد فهم يسعون  للحفاظ علي مكاسبهم والسعي الدؤوب لعودة شيوخهم عبر اي فرصة تتاح لهم وقد ظهر ذلك جليا في انقلاب ٢٥اكتوبر وكذلك بعض العساكر البزنس الذين يريدون الحفاظ علي تلك المكاسب عبر الشركات والاجسام الاقتصادية المثيرة للجدل فضلا عن بعض المتطرفين والفاسدين الذين يكرهون المدنية وسلطة القانون (عسكريتهم زايدة شوية) …. الخ.
٣/ اسباب تتعلق بالحركات المسلحة التي حصلت علي مكاسب بأسم اتفاق جوبا وسعت الي اقصاء القوى الثورة الحية في مقابل تمسكها بتلك المناصب الخاص بها الامر الذي يضع حمدوك في موضع الظلم والانحياز .
اضافة الي فشل وضعف وعدم مقدرة تلك الحركات جعل السلام واقع ملموس.
٤/ اسباب تتعلق بلجان المقاومة وعامة الناس
من خلال الضغط والحراك الثوري والنقد المستمر من دون اي رؤى او قراءة للواقع المحلي والإقليمي والدولي.
كل هذه الاسباب مجتمعة جعلت د.حمدوك يقديم استقالته.
عليه وللامانة والتاريخ هذه الضغوطات كفيلة للاستقالة لكن السؤال ماذا يستفيد الشعب السوداني بعد رحيل حمدوك!!؟ .
بلاشك اذا رحل حمدوك في ظل هذه الظروف الرابح الاول والأخير هم الكيزان والثورة المضادة والمتطرفين وكارهي التحول الديموقراطي والحكم المدني  والخاسر الاكبر تلك الحركات المسلحة نفسها التي حصلت علي مكاسب لاتحلم به والجيش والقوى الثورية وعامة الشعب السوداني.
حرب اهلية شاملة – مجاعة – انقسامات مجتمعية ….. الخ .
الي الحكماء والعقلاء التدخل .. التدخل الفوري
وإلا الطامة الكبرى اتية لا محال !!! .
اللهم احفظ السودان واهله وجنبنا الفتن وركوب الراس قبل ما الفأس يقع في الراس .

‫4 تعليقات

    1. ليس بهذه الضحالة والسطحية تبتى الدول.
      لا لف ولا دوران هذه الحقيقة التي يهرب منها الاحزاب السياسية التي ادمنت الفشل ولا زالت تريد تبديد ما تبقى من عمر الانتقال في التشاكس والمواكب الغير مدروسة حتي يتفأجوا بعودة الكيزان
      شكرا حمدوك علي تخلصك من كرور الاحزاب الفاشلة

  1. يا دكتور الشارع ما منقسم لان وجود حمدوك او عدمه لا يقدم ولا يؤخر ومن الافضل له ولنا ان يقدم استقالته فهو شخص ضعيف وخاب ظن الناس فيه. وسؤال لك هل انتم اجريت استفتاء لتعلم ان الشارع منقسم؟ الشارع هتف وقال حمدوك الني الشارع حي.

    1. ليس من الحكمة استقالة حمدوك في هذ الظرف المفصلي من تاريخ السودان في ظل تعدد الجيوش والمليشيات .
      حمدوك حلقة وصل بين العسكر والمدنيين والمجتمع الدولي
      نعم انا اتفهم حماسك الثوري لكن الحكمة وطول البال الذي يتمتع به حمدوك قد لا يوجد في كثير من السودانيين .
      تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..