
محمد حسن شوربجي
وفي صالة المطار كَنا جلوسا في انتظار الرحلة..
وكان هو بقربي وقد ملأت وجهه الحسرة على وطن يئن فانفجر قائلا : السلام عليكم يا اخي عليك الله دي بلد دي والله كأننا في استعمار عسكري محلي ووطني بغيض .. معقول يا اخوانا طول عمرنا نعيش في هذه المعاناة مع العساكر ..
وصلف وجبروت العساكر..
قلت له ضاحكا صدقت اخي فالوضع مأسوي وقد تعرضت له انا كذلك وقد استفزني مجند تمالكت نفسي وذهبت قبل ان يطلق علي طلقة ويسلم ملف قضيتي لنبيل اديب..
وحقا اخوتي فمن عاش الزمن الجميل سودان الستينات فالحسرة تقتله علي سودان اليوم وما يحدث فيه ..
فجليسي اخوتي رجل طاعن في السن و(كاتلاهو المغصة) ..
وهنا لن نخوض كثيرا في تفاصيل حال الشارع الذي رأيته والذي لا يخفى على احد بقدر حزني على ما قاله جليسي باننا في استعمار عسكري وطني ..
وقد شدد مجزما ان الاستعمار الخارجي (الخواجات) كانوا افضل نسبيا من الاستعمار الوطني البغيض (العساكر) ..
وان المستعمر الخارجي انشأ الكثير من المشاريع الحيوية من سكة حديد ومشروع جزيرة وزارات مازالت قائمة وقصر جمهوري وغيره ..
فماذا قدم لنا هذا الاستعمار العسكري الوطني الذي حكمنا 52 عاما بالحديد والنار غير القتل والسحل ..
وها نحن نعيش حالة مستعمر وطني بغيض مفلس سياسيا وماليا واقتصادية واجتماعيا ..
وكل حياتنا تخلف ومعاناة وبطش من لدن حكام عسكريون يمارسون علينا سياسة الاذلال وهم للاسف من بنو جلدتنا ..
واصبح شبابنا بالنسبة لهم وليمة لاسماك النيل احيانا يقتلون وينكل بهم وتربط ارجلهم بالحجارة ويقذفون فيه ..
واحيانا تنتهي بهم الحال جيوشا جرارة من العاطلين ..
وخلافات وجوع وحروب أهلية وإرهاب ودماء ومعسكرات ولاجئين ..
ومن المحزن حقا أن نشعر اليوم أننا ندخل مرحلة أشد سوءا من تلك التي كانت في حقب المستعمر الخارجي ..
لان المواجهة أو الرفض لهذا المستعمر الوطني تؤدي إلى تفلت امني وقتل في الشوارع كما نرى هذه الايام ..
صحيح أن أنظمة الحكم في الكثير من دول العالم -قديما وحديثا- يبالغون في استعمال العنف واحتكاره لحماية النظام ..
وهذا يجعل المواطن يشعر أنه أسير ابن جلدته الذي يتحدث لغته ويدين بدينه ويستولي على خيرات بلاده ويفرض عليه قيم الفساد جهارا ..
ومن فينا لا يحس أنه مقيد وتحت جبروت حاكم عسكري مستبد مدعم بسلطة القوة ومدجج بألاسلحة ..
نعم هو استعمار محلي وعسكري وطني تباح فيه حرمات الأوطان وسيادتها ويكثر فيه الفساد ..
وتضرب فيه النساء ..
وتتوتر فيها العلاقات الاجتماعية ..
ولا تدرك غالبية المواطنين ما لها وما عليها ..
فقد يظن كل طاغية أن مهمته هي فقط استغلال السلطة بقوة السلاح ..
لأن الفرصة لن تأتيه مرة أخرى ..
وليس هنالك ما يوقف الجرائم التي تقع يوميا ..
في غياب قضاء نزيه وسلطة عدلية تشيع العدل ..
فحين نرى هذا كله لا نملك إلا أن نعلن أننا نعيش استعمارا عسكريا محليا بغيضا ..
وهنا دعونا نتساءل اخوتي ما الحل للانعتاق من هذا الاستعمار العسكري المحلي والوطني؟..
والي متي الصبر عليه وهو يخرب البيوت ويدمر المدن ويحرق القرى ويشرد السكان ؟..
وماذا عسانا أن نفعل وهذه المجموعات تنصب نفسها حكاما بمنطق الخلود .. فالمستعمر العسكري الوطني أصبح حقيقة مرة في حياتنا السودانية ..
والقضاء عليه لا يكمن الا عبر الصمود والرفض لمخططاته وبالوعي الثوري والسلمية ..
وعلى طريقة مليونية 19 ديسمبر المجيدة ..
والتي وصلت للقصر ..
فلا للاستعمال العسكري المحلي والوطني والف لا..
والشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة ..
اخوتي كثيرة هي فيديوهات استباحة العسكر لهذا الوطن العزيز..
فما اقبحهم وهم يجلدون الماجدات في طرقات بلادي ..
وما اقبحهم وهم يستبيحون المنازل في شرق النيل ويضربون سكانها ..
وما اقبحهم وهم يقتلون في الانفس التي حرم الله في كل مليونية ..
وما اقبحه ذلك المجند الذي احتقر ست شاهي في احد الشوارع وقذف بعدتها على الارض ..
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا فانصرنا عليهم ..
وكان هو بقربي وقد ملأت وجهه الحسرة على وطن يئن فانفجر قائلا : السلام عليكم يا اخي عليك الله دي بلد دي والله كأننا في استعمار عسكري محلي ووطني بغيض .. معقول يا اخوانا طول عمرنا نعيش في هذه المعاناة مع العساكر ..
وصلف وجبروت العساكر..
قلت له ضاحكا صدقت اخي فالوضع مأسوي وقد تعرضت له انا كذلك وقد استفزني مجند تمالكت نفسي وذهبت قبل ان يطلق علي طلقة ويسلم ملف قضيتي لنبيل اديب..
وحقا اخوتي فمن عاش الزمن الجميل سودان الستينات فالحسرة تقتله علي سودان اليوم وما يحدث فيه ..
فجليسي اخوتي رجل طاعن في السن و(كاتلاهو المغصة) ..
وهنا لن نخوض كثيرا في تفاصيل حال الشارع الذي رأيته والذي لا يخفى على احد بقدر حزني على ما قاله جليسي باننا في استعمار عسكري وطني ..
وقد شدد مجزما ان الاستعمار الخارجي (الخواجات) كانوا افضل نسبيا من الاستعمار الوطني البغيض (العساكر) ..
وان المستعمر الخارجي انشأ الكثير من المشاريع الحيوية من سكة حديد ومشروع جزيرة وزارات مازالت قائمة وقصر جمهوري وغيره ..
فماذا قدم لنا هذا الاستعمار العسكري الوطني الذي حكمنا 52 عاما بالحديد والنار غير القتل والسحل ..
وها نحن نعيش حالة مستعمر وطني بغيض مفلس سياسيا وماليا واقتصادية واجتماعيا ..
وكل حياتنا تخلف ومعاناة وبطش من لدن حكام عسكريون يمارسون علينا سياسة الاذلال وهم للاسف من بنو جلدتنا ..
واصبح شبابنا بالنسبة لهم وليمة لاسماك النيل احيانا يقتلون وينكل بهم وتربط ارجلهم بالحجارة ويقذفون فيه ..
واحيانا تنتهي بهم الحال جيوشا جرارة من العاطلين ..
وخلافات وجوع وحروب أهلية وإرهاب ودماء ومعسكرات ولاجئين ..
ومن المحزن حقا أن نشعر اليوم أننا ندخل مرحلة أشد سوءا من تلك التي كانت في حقب المستعمر الخارجي ..
لان المواجهة أو الرفض لهذا المستعمر الوطني تؤدي إلى تفلت امني وقتل في الشوارع كما نرى هذه الايام ..
صحيح أن أنظمة الحكم في الكثير من دول العالم -قديما وحديثا- يبالغون في استعمال العنف واحتكاره لحماية النظام ..
وهذا يجعل المواطن يشعر أنه أسير ابن جلدته الذي يتحدث لغته ويدين بدينه ويستولي على خيرات بلاده ويفرض عليه قيم الفساد جهارا ..
ومن فينا لا يحس أنه مقيد وتحت جبروت حاكم عسكري مستبد مدعم بسلطة القوة ومدجج بألاسلحة ..
نعم هو استعمار محلي وعسكري وطني تباح فيه حرمات الأوطان وسيادتها ويكثر فيه الفساد ..
وتضرب فيه النساء ..
وتتوتر فيها العلاقات الاجتماعية ..
ولا تدرك غالبية المواطنين ما لها وما عليها ..
فقد يظن كل طاغية أن مهمته هي فقط استغلال السلطة بقوة السلاح ..
لأن الفرصة لن تأتيه مرة أخرى ..
وليس هنالك ما يوقف الجرائم التي تقع يوميا ..
في غياب قضاء نزيه وسلطة عدلية تشيع العدل ..
فحين نرى هذا كله لا نملك إلا أن نعلن أننا نعيش استعمارا عسكريا محليا بغيضا ..
وهنا دعونا نتساءل اخوتي ما الحل للانعتاق من هذا الاستعمار العسكري المحلي والوطني؟..
والي متي الصبر عليه وهو يخرب البيوت ويدمر المدن ويحرق القرى ويشرد السكان ؟..
وماذا عسانا أن نفعل وهذه المجموعات تنصب نفسها حكاما بمنطق الخلود .. فالمستعمر العسكري الوطني أصبح حقيقة مرة في حياتنا السودانية ..
والقضاء عليه لا يكمن الا عبر الصمود والرفض لمخططاته وبالوعي الثوري والسلمية ..
وعلى طريقة مليونية 19 ديسمبر المجيدة ..
والتي وصلت للقصر ..
فلا للاستعمال العسكري المحلي والوطني والف لا..
والشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة ..
اخوتي كثيرة هي فيديوهات استباحة العسكر لهذا الوطن العزيز..
فما اقبحهم وهم يجلدون الماجدات في طرقات بلادي ..
وما اقبحهم وهم يستبيحون المنازل في شرق النيل ويضربون سكانها ..
وما اقبحهم وهم يقتلون في الانفس التي حرم الله في كل مليونية ..
وما اقبحه ذلك المجند الذي احتقر ست شاهي في احد الشوارع وقذف بعدتها على الارض ..
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا فانصرنا عليهم ..
