مقالات سياسية

يعتزم الإستقالة ونعتزم إسقاط الانقلاب كاملا !!!

اصحى ياترس

بشير اربجي

حبر كثير اريق أمس وأمس الأول عن استقالة يعتزم رئيس وزراء الانقلاب تقديمها، وتحولت الشائعة التي تدحرجت ككرة الثلج لخبر ملأ كل الوسائط والمواقع الإخبارية الموثوق منها وغير الموثوق، ولم تكن الشائعة نفسها تستند إلا لمصدر مجهول، وصف بالموثوق والمقرب من رئيس الوزراء، وقام لاحقا نفس المصدر الموثوق والمقرب من حمدوك بنفي الخبر أو الشائعة لا فرق، وقال كثير من المتابعين إن حمدوك تردد في تقديم الاستقالة كما تردد سابقاً في كثير من القرارات التي كان ينتظرها الملايين الثائرة، فهو يعزم على الشيء ثم يحجم مثلما فعل أخيراً في موقفه من الانقلاب، ولكن هل يجب علينا أن نصدق أن حمدوك كان يريد الاستقالة حقاً، وهو الذي أوصل إلينا عبر مدير مكتبه سابقاً وحالياً علي بخيت، أنه كان ممنوعا من الحركة والحديث والاتصال والتواصل، بينما كان يتمتع بكل ذلك ويحاجج ويصحح ويجهز في إعلان الانقلاب السياسي الذي وقعه مع قائده البرهان، فهل علينا نحن كشعب أن نصدق أنه حريص على التحول الديمقراطي وهو لا يتحرى الصدق فيما يفعل ويقول، ويعمل على أن يسرب لنا ما يريد ولا يفعل ما نريد، لا أظن أن شخص عاقل سيأخذ ما يأتي من قبل حمدوك بجدية، أو على الأقل لن يهتم أحداً من الشعب السوداني وثواره بما يأتي ويصدر منه الآن أو مستقبلاً، فكل إهتمام القوى الثورية الآن هو إسقاط الانقلاب الذي هو جزء منه، كما أنه هو من منحه قبلة الحياة ضد رغبة الشارع الثوري، ولن ينجح كما لن تنجح المحاولات المستميتة من مصر والإمارات وكيلتي إسرائيل في فعل ذلك، فالمعركة بين الثوار والانقلابيين صارت واضحة المعالم وصار كل طرف فيها مستعد لاكمالها للنهاية، ولا يوجد سلاح هزم شعبا أراد الحياة بحرية وسلام وعدالة.

لذلك تبقى هذه الاستقالة إن صحت مناورة بين طرفين انقلابيين، وليس للشعب السوداني فيها ناقة ولا جمل، فالثوار والقوى الوطنية على الأرض اكملوا استعدادهم وأعدوا العدة لمعركتهم الفاصلة، وهي معركة ذات إتجاه واحد وطريق واحد للنهاية، وان شاب تحرك الثوار نحو القصر في التاسع عشر من ديسمبر بعض المعوقات، مع عدم تنسيق رافضي الانقلاب من لجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب، فليس هناك ما يمنع أن يجتمعوا مجددا تحت لافتة واحدة ببرنامج محدد، خصوصاً إذا نظرنا للطرف الآخر سدنة النظام البائد والانقلابيين، فهم ومعهم رئيس وزرائهم إجتمعوا جميعاً لضرب التحول المدني الديمقراطي، وأقاموا لأجل ذلك إعتصام (الموز) الوهمي، وخلقوا حاضنة من حركات مسلحة ليس لديها مبادئ وطنية أو ديمقراطية، ولصوص وضعت لجنة التمكين الحبل على أعناقهم، إضافة لانتهازي كل عهد مثل التوم هجو وخلافه، واجتمعوا جميعاً لأجل إجهاض ثورتنا المجيدة ولن يفلحوا، أليس في ذلك مدعاة لنا نحن الذين عملنا للتحول المدني الديمقراطي لمدة جاوزت الثلاثين عاما للوحدة، على برنامج سياسي وأهداف نذهب نحوها بتؤدة وعزم نحو تحقيقها بدلاً عن اعتزام رئيس وزراء الانقلاب تقديم استقالته، فلا حمدوك سوف يفيدنا ولا من أعاد تعيينهم سوف يقدمون للثورة قلامة ظفر مما يقدمه ثائر يفتح صدره للرصاص من أجل التغيير، لذلك علينا المضي قدماً في طريق ثورتنا المجيدة ولندع من يريد أن يدعم الانقلاب يدعمه، ومن يريد أن يقفز منه لن يكون بيننا إلا بعد أن يحاسب حساباً عسيراً على تعطيل أهداف الثورة المجيدة.

الجريدة

تعليق واحد

  1. شكرا بشير اربجي فقد كفيت وافيت ..
    واقع الامر وبكل بساطة حمدوك حاليا هو رئيس وزراء “اضينة” لحكومة -تحت التشكيل- تديرها عمليا طغمة عسكرية فرضت نفسها بقوة السلاح عقب قيامها بانقلاب عسكري على الشق المدنى للحكومة الانتقالية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..