مقالات وآراء2

وطن النجوم .. كم أذوب خجلًا أمامك (2)

خارج السياق
مديحة عبدالله
في الذكرى (66) للاستقلال أجد نفسي أذوب خجلًا في حضرة الوطن العظيم، فحاله لا يسر، الحاضر غائم والمستقبل غير واضح، كل المؤشرات تدل على أننا سنبقى في دائرة الدول الفاشلة، حتى نعي الدروس المريرة من تاريخنا القريب والبعيد، ليس في الأمر شيء يرتبط بالتفاؤل أو التشاؤم، بل بالحقائق الموضوعية:
أولًا/ حالة الانقسام وانعدام الثقة بين مكونات المجتمع والطبقة السياسية، بكل مكوناتها، عدم الاهتمام الكافي بالتدخل الدولي والإقليمي في شأن السودان.
ثانيًا/ ارتفاع وتائر العنف اللفظي والمادي لدرجة مصادرة حق الحياة والاغتصاب في الريف والمدن من قبل الأجهزة النظامية والأمنية
ثالثًا/ غياب الرؤية السياسة والاجتماعية المتوافق عليها لإدارة المرحلة الانتقالية، فالوثيقة الدستورية تم ويتم العبث بها، وتعثر ظهور البديل المقنع من الشارع الثائر.
رابعًا/ فقر وجدب الحياة السياسية والثقافية، فالثورات صنو الإبداع، توقف الإبداع والابتكار الذي صاحب أيام الثورة الأولى وفترة الاعتصام وجسد ذلك الجداريات الجميلة، التي زينت شوارع المدن السودانية.
خامسًا/ تنامي خطاب الكراهية والعنصرية والإقصاء والتشكيك والتخوين، حتى بات إبداء الرأي المخالف يمثل جريمة يتم مواجهتها بكل صنوف الإرهاب الفكري، وطال هذا الخطاب حتى المؤسسات الدولية.
سادسًا/ يستخدم البعض الوسائط الإلكترونية لترويج الشائعات، والأخبار الملغومة واغتيال الأشخاص المعارضين للرأي معنويًا بشكل لا يقل بشاعة عن التصفية الجسدية، ويمس ذلك شعار سلمية الثورة في بلد يتوفر فيه السلاح لدى مجموعات عديدة والحركات المسلحة والمليشيات، ويمور الغبن والغضب في القلوب والعقول، وينتهك حرية التعبير وهو أول مبادئ الحقوق المدنية.
سابعًا/ الهجمة الشرسة على الأحزاب بشكل يكاد يكون ممنهجًا، في تجاهل مقصود للدور الكبير الذي قامت به في مقاومة نظام الانقاذ والثمن الغالي الذي دفعته كوادرها منذ الثلاثين من يونيو 1989 وحتى الآن.
ثامنًا/ غياب صوت الأغلبية الصابرة على الفقر والمرض والدكتاتورية بكل أشكالها.
تاسعًا/.عدم الاهتمام الكافي بدور الفلول المخربين، واستنادهم على قاعدة من المنتفعين (أفراد وجماعات) الذين يعيثون فسادًا ويمشون بين المكونات الاجتماعية بكل ما يفسد العلاقات ويزيد من الشقاق.
عاشرًا/ الصراع الفوقي الحاد على السلطة الذي يدهس في طريقه الأغلبية من الفقراء الذين يكاد صوتهم ومطالبهم تضيع وسط العوالم الإسفيرية.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..