مقالات وآراء

امريكا والكيزان من عذاب من ؟

محمد حسن شوربجي

وبصوت عال هتفوا :
امريكا دنا عذابها ..
وحقا فقد كانت كل تلك الشعارات زائفة وقد اكسبتنا عداوة سنين مع أكبر قوة في العالم ..
فانقلب علينا الامر وبالا ومقاطع قاسية للسودان حولته إلى صحراء جرداء في كل مناحي الحياة ..
وقد شاهدت ذلك بأم عيني خلوا للسفن في ميناء بورتسودان ..
ورغم ذلك ظلت امريكا تحكمنا عنوة وعن طريق مصر وحتي يومنا ..
ويكفي ما شاهدناه وطائرة  المبعوث الامريكي جفري فيلتمان في المواقع الإلكترونية وهي تغادر الخرطوم عشية الانقلاب المشئوم ..
وهذا غير اهتمامات الكونغرس وبايدن  بالثورة  السودانية ..
وكم الزيارات الماكوكية الامريكية التي ظلت متواصلة والضغوط التي مورست لاعادة الأمور إلى نصابها ..
والغريب حقا ان شعبنا قد ارتضي كل ما فعلته  امريكا بطيب خاطر ..
وحتي يصب الامر في مصلحة الثورة والمدنية ..
فلم يهتف يوما ضد امريكا وعنجهيتها ..
ولم نسمع هتافات   Down Down USA..
بل وظل بعضهم يطالب  الاعتصام امام السفارة الأمريكية في الخرطوم ..
وحقا  فامريكا هي من تصنع أمراضنا
وهي من تصنع معاناتنا ..
وهي من تصنع أزماتنا ..
وهي من تراقبنا ليل نهار بالاقمار الصناعية ..
وهي من تسلط علينا استخباراتها ..
وهي من تسجل علينا مكالمتنا ..
و هي من  تصنع الإرهاب..
وهي من تستعمر الاوطان..
وهي من تجلب أنفلونزا الطيور والخنازير والابقار  والكورونا ..
وهي من تصنع لنا الأدوية والأمصال واللقاحات ..
وهي من استثنت الصمغ العربي من المقاطعة ..
وهي من ابتكرت فوبيا الاساطيل الحربية التي تتحرك في البحار والمحيطات لتخويف الدول ..
وهي من ضربت مصنع الشفا ..
وهي من افقرت  الدول ..
وهي من طلبت نشر فضايح الكيزان علي الملأ..
وهي من تستخدم ويكليكس  لتسجيل  كل شيء ..
ورغم كل هذا نجد الآن امريكا الديمقراطية صديقة للشعب السوداني..
بل هي من تسانده  للتحول الديمقراطي ..
ولعلها بذلك تريد أن ترد الجميل للشعب السوداني و تقتص من الكيزان ودعوتهم (امريكا دنا عذابها)
فكان ردها (الكيزان دنا عذابهم)
فامريكا اخوتي دولة عظمى وهي قوية بقوتها العسكرية ..
وقوية بقوتها الاقتصادية..
وقوية بمؤسساتها العلمية..
وقوية بعلاقاتها الدولية..
فلا يجوز الدخول معها في عدائيات..
ومن منا لا يعرف  اطماع امريكا في السودان..
وكما كانت للصين وللاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا اطماع ..
لذا لا يجب علينا ان نعرض بلادنا للخطر..
بل لزام علينا اقتناص هذه الفرصة التاريخية
التي اتفق فيها الحزبان  للوقوف مع السودان..
ومتى اصلا كانت امريكا  تفشل انقلابا عسكريا في السودان ..
الآن يحدث هذا ..
فهي من جمدت انقلاب البرهان ..
فلها كل الشكر والعرفان ..
ولها الاعتذار  لما كان من اساءات من الكيزان لها ..
وظني انها هي من عذبت الكيزان وليس العكس ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..