
.. اليوم الخامس و العشرين من ديسمبر .. كل العالم المسيحي احتفل بميلاد السيد المسيح عليه السلام و كان للسودانيين احتفالهم و لكنه اتي علي نسق ثوري في ثنايا تخلق ميلاد السودان الجديد ، سودان الحضارة و الطموح و القيمة المرتفعة الي عنان السماء .
.. عشية هذا اليوم حشد برهان و حزبه المسلح(جنجويد و حركات مشلعة ) كل آلة للموت من المجنزرات و الي الغاز السام و أغلقوا الجسور و المعابر و اوقفوا خدمات الإتصالات و الإنترنت ظنا منهم أنهم بتلك الخطوات البائسة يمكنهم توقيف تخلقات ميلاد السودان الجديد عبر هذه الثورة المباركة التي يقودها كنداكات و ثوار السودان و التي في كل مرة تعطي درسا جديدا في التاريخ و المعني .. تقهقهرت جيوش العسكر أمام إصرار و عزيمة الثوريين و تحطمت كما العادة روحهم المعنوية أمام الأصوات الهادرة و الحناجر الراعدة و الخطوات المجلجلة ليقف ضمير الزمان احتراما و تجلة لهم و يسجل في صفحاته يوميات اعظم ثورة في تاريخنا المعاصر في السودان و المنطقة و العالم .
.. يهوذا السوداني يغالب صمته الخجول و اتخيله في منزله متكوم ككومة قطن ذابل اثقلته الأمطار بقطراتها و جاحظ الأعين كما عرفناه علي الدوام و ينظر في الفراغ و يا لبؤس خاتمة أيامك بعد أمجاد كانت من الممكن ان تضيف لك اعمارا جديدة في ذاكرة السودانيين .
.. البرهان و بقية الجوقة المسلحة لابد من انهم عند كل موكب يظلون يرجفون و يدعون إله من صنعهم لتعدي سحابة هذا اليوم ليستردوا أنفاسهم الي حين جلجلة اخري و ما أكثر الجلجلات القادمة قبيل السقوط المدوي لتجرفكم الخيبات الي مزبلة التاريخ .
.. الحياة للفرد الواحد هي تجربة واحدة، فأما ان تعيشها بشرف او تموت ميتة الجبن و الخذلان، فكونوا بقامة هذا الشعب يا ساسة السودان و مثقفيه و كتابه و أصحاب الراي، أما المخذلين منكم فسوف نعبرهم كما نعبر فضلات في مبني مهدم ، لا تسكنه إلا الهوام الضالة و العناكب .
.. اما انتن يا كنداكات و يا ثوار بلادي فلكم نقف و ننحني ثم نقالدكم مقالدة القلب للقلب علي خلفية زغرودة من امهاتنا البواسل، أمهات الشهداء و نفسح المجالس لأباء الشهداء و نسمي بأسمائهم اعيادنا القادمة .
الثورة وعي و فعل مستمر و بناء في المعاني و المباني .
اثبت ان المسيح ولد في ٢٥ ديسمبر