اننا نحلم بدولة

وتظل ماثلة في الذاكرة  مأساة فض الاعتصام كأسوء عمل اجرامي في تاريخ السودان ..
وان كنا وحتى الآن حياري في أسباب تلك المجزرة المروعة ..
ومسبباتها ..
ودوافع من قاموا بها ..
وكل الذين لم يراعوا ان حق التظاهر والاعتصام والعصيان مكفول في السودان ..
فكيف يمكن لعاقل  أن يقدم علي مثل هذه العمل الغير انساني ..
وان يقوم بقتل كل هذه الاعداد من الانفس المسلمة ..
بل وكيف يقوم بربط الشهداء بحجارة ويرمي بهم في النيل ..
فالامر جد خطير ويطرح  علي ضمائرنا الوطنية تسائلا  ليس على مستوى جزئيات الحادث وحيثياته الحزينة ..
بل في أسبابه الكبرى ..
فهل يمكن لصراع  سلطوي ان يحول الناس الي وحوش كاسرة ..
فما يهمنا اخوتي في المقام الاول ايقاف استمرارية وديمومة مثل هذه الجرائم البشعة ..
وان كان واجب علينا جميعا  تفعيل كل القوانين التي تكبح جماح القتلة ..
بل واكثر من ذلك معاقبة كل من يتستر على القاتل..
رغم ان الوضع الحقيقي في بلادنا معقد للغاية  وهو أكثر تشابكا وقد خلقناه بأيدينا ..
ولابد من تفيكك كل عقده..
وأولها احتكار فئة دون اخري  لمراكز النفوذ والثروة ..
و احتكار نفس الفئة كل الامتيازات ولابد ان تتفكك هذه الاحتكارات وتمكين العدالة ..
وثانيها سوء توزيع الثروة الوطنية وشيوع الفساد والافساد بدرجة تزكم الانوف ، وقد بدأناها بادارة تمكين تم حلها قبل ايام ..
وثالثها مراكمة الرساميل والخدمات في مثلث صغير واستئثار البعض بها دون بقية جهات الوطن ..
ورابعها سوء معاملة   “الرعية” والتعامل معها  كقطعان من البهائم يجمعون في الساحات للتصفيق والتهليل للزعيم الأوحد ..
وخامسها عيوب كل المنظومات الامنية وبكل تفاصيلها التي تبدأ بالجندي الأمي وتنتهي بالفريق المتعجرف ..
فهذه الوضعيات المعوجة تحتاج منا الي تعديل ..
فالحل بالتأكيد سيكون قاسيا جداً وفي ظل الوضع المتشظي المستمر وكل الراهن المشحون بالاحقاد والمحاصصات والنعرات القبلية والتي تحتاج الي :
** اعادة هيكلة المؤسسة العسكرية كما يجب ..
** ان نوجد حلولا جذرية لأزمة الحكم المستفحلة ..
** ان نجعل الوطن هدفنا الأول ..
** ان يقبل بعضنا بعضا ..
** ان نترفع عن الصغائر ..
** ان نجنب انتمائتنا الحزبية حين يكون الوطن..
** ان نتفق على كلمة سواء ..
** ان نتوافق على دستور جامع ..
** ان نقيم دولة مؤسسات وقوانين بعيدة عن الايدلوجيات ..
**ان نحافظ على هوية السودان القديم بجميع قبائله وسحناته كما كانت..
** ان نوقف كل عمليات التجنيس ونقفل الباب امام رعايا دول الجوار ..
** ان نطبق العدالة الحقيقية في تقسيم السلطة والثروة ..
** ان نستعين بخبراء دوليين في هذا المجال ..
صدقوني نتمناها دوله وقد هرمنا …