مقالات وآراء

 منشور بنك السودان الكارثى رقم  2/2015

عبد المنعم على التوم 

بعد أن تحدثنا فى مقال سابق عن منشور بنك السودان الكارثى رقم 20/2020 والذى تناولنا فيه إهدار حصائل صادرات السلع السودانية عبر السماح بإستغلال حصائل الصادرات السودانية فى عمليات الإستيراد أو بيع الحصيلة لمستورد آخر  تقنينا وتكريسا لتجارة  العملات خارج منظومة الدولة الإقتصادية وذكرنا بأن المنشور المذكور هو واحد من عدة اسباب فى دمار الإقتصاد السودانى ومازال المنشور حى يرزق يمشى بين الناس الى يومنا هذا !!!! .

اليوم نتناول أيضا أحد كوارث بنك السودان  فى المنشور رقم 2/2015 والصادر بتاريخ 28  يناير 2015  والذى يختص بضوابط النقد الأجنبى للفنادق والجهات العاملة فى الأنشطة السياحية حيث تم إلغاء المنشور السابق بتاريخ 5/6/2012  والذى منح الحرية للعملاء الأجانب بحرية دفع الخدمات بالجنيه السودانى او العملات الأجنبية وفى تقديرى المتواضع وقع عليهم المثل السودانى :(جو يكحلوها عموها) على أقل تقدير كان الجنية السودانى حضور عند الدفع وقد تم طمس الجنية السودانى أو كما يقول : المثل السودانى (غطسوا حجرو) !!! .
فحوى المنشور المذكور أعلاه هو إلزام عملاء الفندق الأجانب بدفع قيمة الخدمات الفندقية والأنشطة والخدمات السياحية بالعملات الاجنبية القابلة للتحويل فقط !! وهذا إعتراف ضمنى من بنك السودان (بنك الدولة السودانية) بأن الجنية السودانى عملة غير مبرئة للذمة وغير قابلة للتحويل – هل هناك كارثة  إقتصادية أكبر من أن البنك المركزى لا يعترف بالجنية السودانى ولا يضعه ضمن العملات القابلة للتحويل ؟!!! .
(موظفو بنك السودان الى أى الكواكب ينتمون ؟!!)(كلام غريب و عجيب  – بنك يصدر عملة و لا يعترف بها !!!!) ، (للـه دُرك يا وطن) .
يبدو صاحب هذا القرار ببنك السودان والموقعين  على هذا المنشور  لا يعلمون ما هو الفرق بين الجنية السودانى عملة الدولة الرسمية والعملات الاجنبية القابلة للتداول فى الاسواق العالمية ، إنتهاك  سيادة الجنية السودانى  فى قعر داره وبين جمهوره من قبل موظفى بنك السودان غير مقبول على الإطلاق وأمر فى غاية الغرابة و دعدم المسئولية – السماح للفنادق بإلإستئثار بالعملات الاجنبية يعد من الكوارث الإقتصادية الكبيرة فى دولة مثل السودان تعانى من هشاشة الوضع الإقتصادى  وشح العملات الأجنبية ويسمح بنكها المركزى بتسريب أموال السياحة خارج منظومة الدولة الإقتصادية هو عيب كبير يسأل عنه القائمين على بنك السودان الذين همشوا دور الجنية السودانى وهمشوا دور البنوك فى الحفاظ على تداول العملات الإجنبية داخل البنوك وعبر الطرق الرسمية !!! .
العجيب وغريب وأغرب من غريب – !!!!  يسمح المنشور بتغذية حسابات الفنادق والجهات العاملة فى مجال الانشطة السياحية بالنقد الأجنبى بدفع القيمة المتحصلة من العملاء الأجانب بتحويلات من الخارج أو بموجب إيصالات إستلام نقدى بالعملات الأجنبية (سبحان اللـه)  ، هذا الاجراء  إذلال للجنية السودانى وتحقير له ، ويعزز بنك السودان من قيمة العملات الاجنبية ليضعف قيمة الجنية السودانى ويدفع بالعملات الاجنيبة لصالح الفنادق والجهات ذات الصلة ويحرم الدولة من مورد إقتصادى هام للغاية !!! .
المضحك والمدهش حد البكاء ، ويا حسرة أهل السودان على أموالهم وثرواتهم من النقد الاجنبى المهدر فى مجال الصادرات والسياحة بكل أنواعها والتى يجيرها بنك السودان بطريقة أو بآخرى ويقننها ويدفع بها لصالح أفراد أو أشخاص ويهدم بها إقتصاد الدولة !!! .
(حقيقة على قول المرحوم الطيب صالح طيب الله ثراه فى قولته المشهورة من أين آتى هؤلاء !!!)
وما زلنا نتابع قراءة المنشور الكارثى رقم 2/2015 بتاريخ 28 يناير 2015 حتى وصلنا الى مكان الوجع والمرض والألم الحقيقى ، واللبن المسكوب جراء إستخدام حسابات الفنادق والجهات العاملة فى الانشطة السياحية والتى حددها المنشور للأغراض التالية :-
1/ إستيراد إحتياجاتها من الخارج .(الفنادق و الجهات السياحية مثل المطاعم السياحية) .
2/ سداد إستحقاقات العاملين الأجانب .
3/ تستخدم كنثريات لمقابلة سفر منسوبيها للخارج بعد إبراز المستندات المؤيدة لذلك !!(والمستندات المؤيده لذلك عبارة أريد بها تذويق التورتة !!!) .
(المصدر) : (https://cbos.gov.sd/ar/content منشورات – ادارة – السياسات) .
هكذا نشاهد بآسى بالغ وحزن عميق ضياع ثروات البلاد وإهدار النقد الأجنبى وإستباحة قيم وسيادة وأخلاق الجنية السودانى وإنتهاكه السافر – كيف لا يتدهور سعر صرف الجنية السودانى إذا كانت الدولة تدير إقتصادها بمثل هؤلاء الموظفين ؟!!! .
نلتمس من الحكومة ومحافظ بنك السودان تشكيل لجنة قومية من ذوى خبرة وإختصاص فى العمل المصرفى لديهم خبرات فى إقسام النقد الأجنبى لمراجعة كل المناشير التى تحط من قدرة الجنية السودانى تحت شعار
(رمزية وسيادة الجنية السودانى فى حدود السودان الجغرافية السيادية) .
و كيف يعظم ؟!! وكيف ترفع له القبعات ؟!!!
وأخيرا من خلال هذا المنشور نؤكد للشعب السودانى بأن الإقتصاد السودانى منهار ، والجنية السودانى ضعيف القيمة ، ليس من قلة إنتاح كما يزعمون !!!، ولكن سوء  الفهم و الجهل والغرض  فى إدارة الموارد النقدية التى يتمتع بها السودان!!!.

[email protected]

تعليق واحد

  1. للاسف مدراء ونواب ورؤساء البنوك هم سبب بلاوى السودان شى مقزز بلد منتهيه كلهم لصوص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..