
مبارك همت
كلما يمضي يوم من عمر ثورة ديسمبر المجيدة ، نشعر بأن التأثير الإيجابي والوعي الثوري عند الثوار يزداد ويتسع فهماً وَمَعَنَا وفعلاً ، فالذين يُراهنون على ملل الثوار قد خابوا بالفشل وهم يرون الثوار يجوبون الشوارع ليلاً ونهاراً للتجهيز لمسيرة تلو المسيرة ، فاليأس لا يوجد في قواميس الثوار وليس له معناً ، فما زالت المسيرات تجوب أنحاء متفرقة من بلادنا الحبيبة ، وكالعادة الثوار يضيفون أَلْقًا لمسيراتهم بالهتافات المعهودة والمتجددة ، يهتفون جماعات وفرادى ويشحذون الهمم ، اويسكتون الأسنة الساخطة على هذا الحراك، فهذا الحراك الثوري يُؤَرِّق منام ثلة أدمنت الخنوع والاستعباد والمنافع الشخصية . فانتظروهم في يوم معلن فهو يوم زلزال عظيم لتروا بام أعينكم أسود البراري وفهود عطبرة ورجال أم در وشرق النيل وبحري الخرطوم جنوب وأبطال كردفان والأبيض ودنقلا وبورتسودان وكل وليأت السودان شرقها وغربها شمالها وجنوبها فكلهم عشقوا هذه البلاد جهراً وسراً حد الثمالة ، ووضوعوا أهداف واضحة لما يصبون إليه ولن يتراجعوا ابدأ بتحقيق كل المطالب ، وكما رفع أحدهم لافتة مكتوب عليها “إن لم تتركونا نحلم لن ندعكم تنامون”. فحرياً للسادة الذين يهتف الثوار ضدهم أن يحفظوا ماء وجوههم أن تبقى منه شيء؟؟؟ . فعليهم اليوم الرحيل اليوم قبل الغد لكي لا يقتلعوا كما اقتلع البشير ، فالثوار لديهم مطالب مشروعة وصادقون في حبهم لوطنهم ثابتي العزم في مقصدهم ومثابرين في مساعيهم ، فسريرتهم نقية تخلوا من أساليب الدهاء والمكر السياسي الخبيث ، فلا تستهويهم السلطة والمنافع الشخصية ولا الانتماءات البغيضة ، لم يتلونوا بالمحسوبية والمال الحرام لذلك سينتصرون ، فاردات الشعوب والثوار دوماً هي التي تصنع الفارق وهي التي واجهت السلاح والبطش ، وعملية فرض الأمر الواقع بالقوة لهذا الجيل لن تجدي وعمرها قصير والشواهد كثيرة ومن لم يتعظ بالتاريخ فلا واعظ له ، وسيصفعه التاريخ ويلعنه الشعب ، وليعلم كل من تسول له نفسه العبث والمساس بالثورة والثوار ، أن الثورة باقية في دماء هؤلاء الشباب ما دام الدم يجري في عروقهم ، ويعلم الجميع أن الثوار هم القلعة التي تحمي هذه الثورة ولا يمكن كسرها ولا غلبتها ، فهم دوماً في الميدان وفي الموعد والشوارع لن تخون، وان غلقت الاطرق وغلقت الكبراي بالاسلاك الشائكة والحاويات ، فمن لا يهاب الموت لا يهاب تلك الموانع ، ونعلم أن هنالك الكثير من ضعافي النفوس الذين خانوا البلاد والعهود والمواثيق كثيراً ، ولكن هؤلاء الثوار ليسوا من طينتهم ، فالثوار أنقياء أقوياء صابرون ومثابرون يحملون لواء السلمية التي ترعب كل أفاك أثيم ، وهتافهم كالسهم المسموم يدخل في قلوبهم المتجبرين فيرهبهم ويدب الخوف في نفوسهم ، ولن يستكينوا إلا بعد أن يجدوا بلادهم تنعم بالحرية والسلام والعدالة في ظل حكم مدني ديمقراطي . وليعلم الجميع أن هؤلاء الثوار أكبر منهم أرادة وعزيمة ويفوقون الكثيرون نضجاً سياسياً رغم صغر سنهم وتجاربهم ولكن صقلتهم الثورة طيلة الأعوام السابق ، ولذلك فشلت كل محاولات شق الصفوف التي مورست عليهم ، وهم الآن يدركون الحقائق تماماً فلن تستطيع الأيادي التي اعتادت على اللعب على الذقون وشراء الذمم والولاءات أن تشتريهم ، ولن تنجح معهم أساليب “أطعم الفم تستحي العين” فهم شباب لم يعتادوا على هذه الأساليب الملتوية ومازالت نفوسهم نقية لا تعرف الخيانة والبيع الرخيص في سوق النخاسة ولن تستكين لحكامها استكانة العبد للسيد فجميعهم أسياد في بلادهم ، ونعلم أن الفساد طال أغلب المجالات السياسية ، بما في ذلك بعض الأحزاب التي لديها بعض من كوادرها التي ضلت طريقة الثورة ، ولكنهم سيعودون للثورة والثوار لأن هؤلاء الشباب يمثلون نواة السودان الجديد وسيغيرون كل المفاهيم المغلوطة طيلة الثلاثون عاماً من حكم الإنقاذ في كل النواحي التي تمثلت في الجوانب السياسية والعسكرية والمؤامراتية ، وهم يتعلمون يوماً بعد يوماً ويزدادون نضجاً ويفقهون أين تكمن أسباب ضياع الثورات السابقة في السودان والربيع العربي عامة . فالصراع الآن هو صراع مبادئ بين من يريد تحقيق أهداف الثورة ومن يريد أن يحقق أهداف لنفسه وقبيلته وفصيله وجماعته التي تأويه. ونثق أن كفة الحرية والنضال السلمي ستتفوق على محبي الذات والانتماء الرخيص ، وحتماً سينتصر الثوار . وسيستمر الحراك إلى أن تتحقق المطالب . فهؤلاء الثوار أكبر من التوقعات التي رسمت لهم بمخيلتنا . مبدعون حقيقيون ملهمون لبعضهم البعض ولنا ، لا نستطيع أن ولكن نثق تماماً أن التاريخ سيسجل عنهم أروع القصص ، وسيصبحون قدوة لشعوب كثيرة . فلا قفل الكباري ولا قطع للانترنت والاتصال يحول دون ما يصبون اليه فالعزيمة اقوى والردة مستحيلة . وثوار أحرار حنكمل المشوار … وحتماً ستنتصر الثورة ولو بعد حين.
حقيقة تلك الثورة من كان لايهتم بها اجبرته ان يهتم بها
وربما يشارك فيها عن قناعة ولن يرجع عنها،
في بداية الثورة منع اب من ابنه ان يذهب الى المظاهرات
وقال له يا ابوى الفتيات في نصها عاوزنى اقعد في البيت
وفعلا كانت كتف بكتف مع الشباب واحيانا تراها في المقدمة،
والروعة وحدت الشعب في بوتقة واحد حب الوطن
وانقشعت الجهوية والقبلية من عقل هذا الجيل،
لايهمه غير مصلحة هذا الوطن وللجميع،
حقيقة ثورة مذهلة ومدهشة بكل المقايس،
الحمد لله امد الله في عمرنا ونشاهد ثورة هذا الجيل،
وكم نتمنى ان نراهم في القصر الرئاسي ونحن مطمئنين ان الوطن
في اياد امينة، وفقكم الله وثورة حتى النصر.