مقالات سياسية

ضيف شرف 2018..!!

ظروف قاهرة جدا حرمتني التواصل مع القراء طيلة الفترة الماضية، فيها الظرف الصحي وظرف السفر وفيها الظرف الخاص جدا، عزائي أننا عدنا وإلتقينا مرة أخرى لنواصل رحلة قلم وكفاح لن تقف حتى اعلان النهاية وزوال هذا النظام تماما عن خارطة السياسة السودانية. الغياب القسري لم يمنعني التفكير لحظة عن الكتابة المحببة ورصد ما يدور في الشارع من حركات احتجاجية ومسيرات سلمية عفوية تطالب بحقها في الحياة الكريمة والحرية وفقا للدستور دون تسجيل اي مخالفة قانونية او دستورية من قبل المحتجين، وفي هذا محمدة كبرى.

وبينما احاول لملمة افكاري طيلة الفترة الماضية لعكس ما يدور، تذكرت ان هناك احصائيات وجرد سنوي لابد وان يتم رغم انه معلوم للجميع. فقد جاءت أبرز انجازات الحكومة في العام المنصرم بحسب رصدي، في الكم الهائل من المخالفات والتجاوزات التي قام بها عدد من النافذين في الحكومة والنظام وذكرها المراجع العام للدولة دون ان تجد إهتماما من قيادة الدولة، وكل الذي تكرمت به مجرد تصريحات لم تسمن ولم تغن من جوع، حتى تكررت المخالفات وتراكمت قضايا الفساد وشكلت خصما على ميزانية الدولة بعد ان تم تأسيس ما يسمى بـ(مفوضية مكافحة الفساد) والتي لم نسمع لها بإنجاز واحد تمثل في إلتقاط (قط سمين أو هرة مبغبغة). وفي رأيي هذا قمة الفساد.

حلَ الحكومة أكثر من مرة والإعلان عن أسماء قديمة متجددة في أماكن جديدة والعكس كان هو أبرز (إنجازات) الحكومة في 2018 وهو الامر الذي سخر منه الشارع السوداني وأطلق عليه العديد من النكات لعل أخفها (تجريب المجرب).

ولعل اصدق تعبير ما جاء به الاستاذ بكري الصائغ عمن يطلق عليهم دستوريآ اسم (مساعدو رئيس الجمهورية) فهم اشبه بقصص (المهرجين ورجال البلياتشو) الذين كانوا يقومون بتسلية السلطان في قصره!!، كل ماهو واجب القيام به في (القصر) هو عدم القيام باي عمل رسمي! ، ومقابل هذا (اللا شيء) فانهم يتقاضون رواتب عالية بالعملة المحلية والأجنبية، ومازال محمد الحسن الميرغني يشكل اكبر لغز في جهاز الخدمة المدنية السودانية والعالمية ايضآ بحكم انه موظف دولة غير موجود في مكان عمله بالقصر منذ عام ٢٠١٥ حتي كتابة هذه السطور!!

صفوف الخبز والوقود وصرافات البنوك كانت ابرز ملامح العام المنصرم وهي التي مهدت للقيام بكل هذه الاحتجاجات التي ارهقت النظام ولا تزال، ولكن الملمح الابرز كان التصريحات المستمرة للمسؤولين بقرب انتهاء اجلها وهو ما لم يعد يهضمه المواطن. ولعل مفردة (نحن ما كضابين) كانت الابرز في تصريحات كبار المسؤولين.

(تغريدات معتز) كانت أحد ابرز أحداث العام، فقد تفوق معتز موسى رئيس الوزراء وزير المالية على نفسه وهو يغرد يوميا، واعدا المواطنين بما ليس في إستطاعته حتى اصبح مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي وباتت السخرية من تغريداته هي الأكثر تداولا أكثر من التغريدات نفسها.

أزمة السيولة كانت صادمة بل كانت الاكثر تأثيرا على المواطن، حيث فشلت كافة السياسات التي إنتهجتها الحكومة في حل هذه الازمة، ولم تفلح معها كافة الحلول الخارجية المتمثلة في الودائع المليارية التي ظلت الحكومة تستخدمها ك(مسكن وقتي) لتخدير وإطفاء غضب المواطنين دون فائدة، حتى سقط الجنيه السوداني في لُجَة السياسات الطائشة وبات أمام الدولار الامريكي مجرد ورقة فاقدة للقيمة غير قابلة للتداول.

أما البرلمان فقد إستحق لقب (ضيف شرف 2018) عن جدارة وإستحقاق.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..