مقالات وآراء سياسية

البرهان بلغة الجسد – وحمدوك بلغة الحبل المَسَّد

 عمر الحويج
                                      كتبت في صفحتي في الفيس:
البرهان : هل قرأت لغة  الجسد وأنت تخطب في الجند وفيك الرجفة  الراجفة .
البرهان : هل قرأت لغة  الجسد وأنت  تخطب في الجند وعَيناك تُبحلقان مُفرَغة
البرهان : هل قرأت لغة  الجسد وأنت تخطب في الجند ، والصوت  رَنْةَ  مَعسِرة .
البرهان : هل قرأت لغة  الجسد وأنت تخطب في الجند ويداك  تلوِّحان مُغرَقة .
البرهان :  هل قرأت لغة  الجسد وأنت تخطب  وكأن في العنق  حبل المَشنَقة .
***
وكتبت أيضاً في ذات الصفحة:
حمدوك : يخدعونك بفقه الضرورة ويستجيبوا لمطالبك غير  المُكْلِفة .
حمدوك : وهم (خافي نفسه) حتي التمكين كعهدهم به حتى مرور العاصفة.
حمدوك : جرب قدم طلبك بالواضح ما فاضح
بسحب ورفض وإدانة قرارات الإنقلاب والغاء قانون الطوارئ والعودة إلى الثكنات والمدنية الكاملة .
حمدوك : حينها سركلونك بالبوت .. دون أرضاً سلاح إستقل حِفظاً لكرامتك وتقدم كإقدام الثورة الظافرة المنتصرة .. والردة مستحيلة .
***
المؤكد أن  السودان تحت قبضة إثنين تائهين زائغ أحدهما الأعين والآخر  زائع الألسن ، أحدهما مرتجف ولا يجد غير أن يحتمي بجنوده مخاطباً ، وآخر متردداً مع من يقف وإلى أين المسير وما المصير .
في الأثناء تمر البلاد بمرحلة مفصلية يكون أو لا يكون فيها السودان ، وقبلاً قالها حمدوك قبيل أن يجعل من أدائه ، أداة  تميل بأن لا يكون السودان نفسه موجوداً ، ذلك المواطن الذي إختارته الثورة ليكون المسؤول الأول والقائد الذي يسير  بالدولة الديمقراطية الوطنية إلى مبتغاها الأخير ، فأختار موقع المنقاد هو المختار من قبل الشعب ، الذي سلمته الثورة *الجمل بما حمل* ولكنه تخلى عن ذلك الجمل وما حمل ، وظل في كل مسيرته ، حين يسأل عن  أذنه اليمنى ،  يبعد عنها ، ويشير بأصبع يده اليمنى إلى أذنه اليسرى !! ، وناشدناه أن يكون مانديلا أفريقيا الثاني ، فأختار أن يكون تشومبي خائن إفريقبا الثاني  بل قام بتسليم الثورة ومطالبها بكاملها للمكون العسكري ، وظل متفرجاً وكأنها مباراة لكرة القدم لاتهمه نتائجها في شئ، حتى فريقه الذي أتى به لايحزن ، على الأهداف التي تسجل ضده وفي مرماه. ساعده في ذلك وزراء رئاسته ، الذين إنشغلوا عن المباراة بإحتلال كراسي المقصورة الفاخرة . والفريق الآخر يسجل هدفاً وراء هدف ، بداية من تخليه عن تنفيذ قضية السلام  ، والتى أنهاها المكون العسكري ، المسؤول عن إدارتها ، يصحبه المكون المدني كديكور ، وغالباً قد إستحب هذا الدور المنكفئ على ذاته ومصالحه الخاصة والحزبية ، وظل مواظباُ على هذه الديكورية ، وأنفرد المتفاوضون من الجانبين المكون العسكري وحركات الكفاح المسلح ، الذين رَبطُوا *وظَبطُوا* وبدلوا أهداف كفاحهم  المسلح ، منذ حينها ، بكفاح اللجنة الأمنية ، التي كانوا معها فرقاء ليصبحوا بعدها رفقاء  ، فقد خرجوا سوياً  باتفاقيات ، غالب بنودها قنابل موقوتة ، لم يتأخر موعد تفجيرها ، في وجه السلام المنشود ، وقتاً طويلاً أو  كثيراً ، بل من لحظتها ،  وقد عادوا بها حروباً ، بالنيابة والوكالة والأصالة عن حملة السلاح ، السابقون والآتون الجدد ، وضحاياها  ، ذات ضحايا ، مناطق الإبادة الجماعية السابقة والمتواصلة ، ومناطق اللجوء والنزوح زادت مساحاتها وأعدادها ، وكأنهم جاءوا بسلامهم ، المفترى عليه ، ليكملوا ناقصهم ، من حروبهم السوابق.
أما العدالة فقد تلاعبوا بها ما شاءت لهم رغباتهم ، والأوامر التي يتلقونها ، فحمايتهم لروسائهم السابقين في محاكماتهم التي تحولت إلى مسرحيات كوميدية مصنوعة ، مجها الناس لسماجتها، وحتى قضاتها هربوا منها ، بالترغيب أو الترهيب.
أما الحرية فقد أجهزوا عليها بالضربة القاضية في إنقلابهم المخطط له مسبقاً والمعلن عنه ، في 25 اكتوبر ، مدعين أنه جاء لتصحيح مسار الثورة ، وهو في حقيقته إنقلاب كامل الدسم والوسامة لهم، بإعلانهم حالة الطوارئ ، وأصبح تصحيحاً لمسار  سرعة إعادة النظام البائد ، وهكذا يجب فهم هذا الإنقلاب وطبيعته . دون أي تلفيقات وساطة أو مصالحة معه ، يزعمها أصحاب المصالح والإنتهازيين وقصيري النظر أمثال اللواء  برمة ناصر بعقليته العسكرية  وحيدر الصافي بخلفيته المجلس – مركزية وتابعي التابعين من خلفهم .
وكما يقال رب ضارة نافعة، فقد مَثَّلَها هذا الإنقلاب سئ التوقيت ، سئ الإخراج ، سئ السمعة ، ويا يوم مولده المشؤوم ، حيث بدأت الثورة ضده لحظة إعلانه ، دون مارشاتهم العسكرية التى يعشقونها ، فحرمته مستقبلاً ، كأبن سفاح من نسبه ، وسوف يتم تجاهله، ويسمى يومه بثورة ٢٥ اكتوبر ، التي إندلعت لحظة إنقلابهم ، بل تزامت معه ، تيمناً بيوم مولد ثورة ٢٥ اكتوبر الممتدة من ديسمبر الأم ،التي ستقبره آجلا أو عاجلاً ، وهي في طريقها إلى ذلك قريباً . ومن هنا جاء نفعه من حيث لم يحتسب ، فقد أدى إنقلابهم الهالك ، إلي وحدة كل القوى السياسية والجماهيرية ، تحت راية إسقاط هذا مهما صعب الثمن ،وفي مقدمتها  قوى لجان المقاومة وتجمع المهنيين الأصل الذي إستعاده أصحاب الحق إلي دياره ، والنقابات والإتحادات ومنظمات المجتمع المدني وقوى الثورة الحية بشتى إتجاهاتها ، تلك التي ظلت ترفع شعار تصحيح مسار الثورة بالحق الذي سرقه الانقلابيين وشركائهم من المدنيين ، أولئك من هم ، فاقدي الوطنية، ومصاصي موز القصر، وجعلوه مبرراً لفعلتهم الإجرامية ، وأنضمت اليهم قوى  الحرية والتغيير الذين أسموا أنفسهم بالميثاق الوطني . وهذا حصاد دولتكم أهل المجلس المركزي ، الذين سردبتم لهم تتلقون إتهامات المكون العسكري وجوقته من الخبراء الإستراتيجيين ومنظري مسرحية (القصر والموز) بما فيكم ، وليس فيكم ، كل ذلك لمسلككم المشين طيلة سنتين احتكاراً وإقصاءاً وخصخصة ، بعيداً عن أعين رِفقتكم من الذين تحالفوا معكم ، لإسقاط النظام البائد ، حتى أسماكم مناصروا الثورة بداية ، بأحزاب الأربعة ، (ولفحها) الإنقلابيون وأعادوها تحقيراً لكم بمسمى ، عصابة الأربعة ،  نكاية مُضافة إلى مبررات إنقلابهم ، التي نسب الإنقلابيين كل مؤامراتهم التي حاكوها تحضيراً لإنقلابهم ، ونسبوها لعصابة الأربعة كما أسموكم .
وقد كانت ضربة الحظ النافعة كما قلنا -ربة ضارة نافعة – فقد أيقظت أحزاب الأربعة من ثباتهم العميق ونومتهم ، التي كادت تطال نومة أهل الكهف . ونرجو لهم  أن يستفيدوا ويتعظوا ، من بعد أن أستيقظوا من ثُباتهم العميق والمعيق ، على الحقيقة الناصعة ، وهي ، أن هذه الثورة العملاقة جاءت للتغيير الجذري ولم تأتي للإصلاحات الشكلية والخارجية المظهر ليظل عظم السودان وظهره القديم ، صلداً يمارس فيه أهل السودان البئيس ، لعبة إدمان الفشل القديم ، التي أودت بالبلاد الى مدارج الهلاك .
فقط لنا ملاحظة لأعضاء الحرية والتغيير ومجلسهم المركزي ، نعم أنهم جاءوا  للثورة حقاً ، ويطلب الجميع ويتمنى أن تكون عودتهم بذلك القلب المفتوح والذهن الصافي ، من الأوشاب . ولكن  للأسف حتى اللحظة ، لم يتطهروا من أوشاب الذهن المنغلق على طموحاتهم الخاصة وطموحات أحزابهم ، في هذا الوقت الذي يحتاج فيه الوطن للجميع  ، كما يرى الجميع حتى الآن ، وقد شاهدت وشاهد الجميع ، مؤتمرهم الصحفي ، الفاضح لنواياهم ، فقد أظهر حتى مجرد إنعقاده ،  أن إنحيازهم الحالي شبيه بإنحياز لجنة البشير الأمنيه للثورة صبيحة الحادي عشر من ابريل 2019م حيث كان في ظاهره إنحيازاً للثورة ، وفي باطنه إنقلاباً على الثورة ، فها هي الحرية والتغيير المجلس المركزي، تأتي الينا ، وفي تصورها أنها لازالت ذلك القائد ، لذاك التجمع الشامل الكامل ، الذي أسقط النظام البائد ، ولازالوا في غيهم سادرون . ولم ينتبهوا ، أو يتبينوا ، أن هناك مياه غزيرة جرت  تحت جسر الثورة ، أخرها شعار ، لاتفاوض لا شراكة لا مساومة مع العسكر . وها نحن نرى بعض أطرافهم علناً وبعضهم تحت الطاولة يقدمون تنازلاتهم للعسكر ، بل بعض أطرافهم قد قدمت فروض الولاء والطاعة لهم ، فلكي تنجح وحدة قوى الثورة ،فعلي  قوى الحرية والتغيير المجلس العسكري ، أن تتواضع كثيراً ، حتى تتسلم من هذا الشعب الجبار ، صك البراءة والعفو والغفران وليكن أولها ، إتخاذ قرار الإعتراف بوجود إنقلاب رابع في البلاد ، تم صبيحة 25 اكتوبر وأن هناك الثورة الرابعة إنتظمت البلاد والعباد لإسقاطه . فعلى المجلس المركزي أن يقبر هذه التسمية ذاتها ، التي كانت نتاج ظرفها ، والتي جلبت لهم وللثورة ، كل ماجرى من مآسي وعقبات ومطبات ، أعاقت مسيرتها الظافرة ، وأن تجلس مع الآخرين لولادة تجمع جديد وتحالف يقابل هذا المشهد المتردي الذي صنعه الإنقلاب ، بأي مُسماً كان ، يعكس شعارات هذه المعركة الشرسة ، يتفق عليه الجميع ، دون تطاول من المجلس المركزي ، أو غيره بإدعاء الفوقية والاستاذية ، وتقديم مبادرات سوبرمانية تخصه هو ، ولاتخص التشكيلات المتحالفة . علينا أن نتفق بشرف على أن يكون تحالفاً بقامة الثورة الرابعة  المتممة والمكملة للثورة الأم ديسمبر المجيدة . والثورة مستمرة .. والردة مستحيلة.

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..