مقالات سياسية
الدفاع عن الزهد بالرصاص !!

اصحي ياترس
بشير أربجي
المفارقة الموجودة في العنوان أعلاه تعبير عن حالة الدهشة، التي تتملك كل من يسمع قائد الانقلاب يتحدث عن زهده في السلطة، بينما هو يتشبث بها ويتمسك بالاستمرار فيها موجها الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لرافضي انقلابه، بل يصل به الأمر لاتخاذ إجراءات منعية مثل الاعتقالات وقطع الإنترنت والإتصالات السلكية واللاسلكية، وإغلاق الطرق والكباري في سبيل إفشال قيام موكب واحد يرفض انقلابه، كل تلك الإجراءات وهو يتحدث ليل نهار عن زهده في السلطة وتسليمه لها دون صدق، فكيف كانت ستكون الأوضاع لو أعلن قائد الانقلاب ونائبه تمسكهم بالسلطة؟، هل كانوا سيسحقون الشعب السوداني سحقا مثلا، هل كانوا سيمنعوننا الخروج من منازلنا ويوقفون قناصتهم أمامها، أم كانوا سيجمعون الشعب السوداني بمكان واحد ويرمون عليه قنبلة نووية؟، الزاهد في السلطة كما تدعي لا يغلق الجسور بالحاويات ويقطع شبكات الإتصالات، ولا يستخدم ما تستخدمه من عنف وقمع، ولا يقوم بهذه الإنتهاكات الجسدية الجسيمة ضد الثوار، بل إن من يفعل ذلك هو الذي يريد أن يحكم بالقوة، وهو شخص يعتبر السلطة ركيزة وجوده في هذه الحياة، ولا يسوي شيئا بدون تواجده على رأسها متجبرا مخادعا ومخاتلا، والغريب حقا أنه يتحدث بإستمرار لقواته النظامية وهو يدعي أنه يحكم شعبا لا يقبل حتى مجرد ذكره ولا يستطيع الخروج للتحدث له.
لكن هل ستحمي هذه الإجراءات الانقلابيين وتمنع الشعب من اسقاطهم؟، لا لن يحصل هذا الأمر ابدأ وفق المعطيات الموجودة على الأرض، فبعد كل هذا المجهود والاستعداد لخوض معركتهم كأنها مع عدو خارجي ، ها هو الشعب قد وصل الي قصر الطاغية للمرة الثانية، وصله وهو أعزل تماما متسلحا فقط بالهتاف وحب الوطن وحقه في الحرية والسلام والعدالة، وقدم ثواره نمازج من البسالة الملهمة وقوة العزيمة والشكيمة الغير معهودة لأجل حريته، مضحيين بأرواحهم فداء لما يؤمنون به، وهما كما نري نموذجان مختلفان تماما يجعلاننا نقول : شتان بين باحث عن وطن حر مدني ديمقراطي عبر السلمية والتضحية بروحه، وبين باحث عن ذاته وحماية نفسه مما ارتكبه من موبقات لا يفتأ يضاعفها كلما اشرقت شمس يوم جديد، وهو يجعل نفسه في موقف محرج دوما، بادعاء الزهد تارة والتمسك بالسلطة حد إصابة الثوار بالرصاص الحي دون أن يطرف له جفن تارة أخرى، ولكن لن يكون النصر حليفه فالشعب السوداني وثواره قرروا إسقاطه مهما كلف الأمر وسيفعلون ذلك عبر نفسهم الطويل الهادي وسلوكهم السلمي الديمقراطي الذي زلزل عرش الطاغية وسيدكه مسقطا له كما فعل مع المخلوع.
الجريدة
وهل من يزهد في السلطة يستولي عليها بانقلاب بقوة سلاح وجيش الدولة؟؟؟ كذب الأغبياء دا أبلد زول عارفو إلا الغبيان وحده الذي يعتقد أنه قد خدع الجميع!! لا فائدة يا استاذ من إخضاع أقوال وتصرفات الرعاع الجهلاء للمنطق!
انتخابات ..بعد تسليم رياسة السيادي لشخصية مدنية مستقلة…