مقالات سياسية

الوزير الدجّال.. أحمد بلال..!!

أبو الحسن الشاعر

ظهر وزير الداخلية الكاذب الدجال.. أحمد بلال، بعد غيبة طويلة عن مشهد الأحداث رغم تأزم الأوضاع وفداحة الخسائر البشرية بين أبناء الشعب السوداني، ظهر أمام البرلمان وهو مغلول اليد إلى عنقه فيما يبدو وكأنه ضحية أخرى “للسقالة” بعد أن ظل معقود اللسان طيلة الفترة الماضية وكأن الأمر لا يعنيه في حين تصدى لسرد التصريحات الكاذبة عن إسرائيل وعبد الواحد والمخربين، بدلاً عنه، مدير جهاز ما يسمى بالأمن الوطني والمخابرات، صلاح قوش وعدد من رجرجة ودهماء السياسة السودانية من أعضاء المؤتمر الوطني والمتحالفين معه.

ظهر الكاذب الدجال المتعجرف أحمد بلال وهو يتحدث عن حرق 118 مقراً حكومياً وحزبياً بينها 18 من مقرات الشرطة بينما نحن في عالم لم يعد يمكن فيه إخفاء الحقائق ولا الحرائق لأن الصور والمشاهد والتسجيلات الحية تكذب مزاعمه وادعاءاته.

نعم لقد رأينا النيران تشتعل في عدد قليل من مقرات الحزب الوطني وفي ذلك رمزية عميقة فهي تمثل مقار أوكار اللصوص والحرامية والقتلة وتمثل الحزب الذي ظل يحكم ويقتل ويخرب ويدمر الوطن منذ ثلاثين عاما بغض النظر عن تغيير مسمياته.. ولو طالت أيدي المتظاهرين كل مقر للحزب “الوثني” لتم حرقه فهي رموز شاهدة على الفساد في أوضح صوره بما تحتويه من مكاتب فخمة وسيارات فارهة ومعدات متطورة وأجهزة ترصُّد وتنصُّت وهي وحدها المسؤولة عن هذه الكوارث التي حاقت بالسودان.

حرق مقرات الوطني هو حرق للكبرياء الزائف والهيبة المصطنعة والقوة المزعومة والتسلط والتحدي الأجوف والاستفراد بالسلطة والحكم عبر البندقية حيث قال رئيسهم يوماً “نحنا جبناها بالبندقية والدايرا يجيها بالبندقية” لكن الشعب المسالم قرر أن يستردها بالهتاف “سلمية.. سلمية.. ضد الحرامية”..!!

لم نشهد مقرات الشرطة تحترق بهذا الكم الذي يتحدث عنه الدجال أحمد بلال ولو كان ذلك صحيحا لوجدت الشرطة من المبررات ما يكفي لتبرير تصديها للمتظاهرين بالرصاص فلم نسمع من صلاح قوش ولا وزير الداخلية نفسه ولا وزير الدولة بوزارة الإعلام أي حديث من قبل عن التعدي على مراكز الشرطة بما يضطرهم لإطلاق الرصاص لحماية أنفسهم على سبيل التقدير والتبرير بل نسبوا ما حدث لعدد من المقرات، خاصة في عطبرة والقضارف، للمخربين دون تحديد باستهداف الشرطة.

وقد شاهدنا وشاهد العالم كيف يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين ليس في أيديهم حتى شعارات مرفوعة بل كل ما هناك هتاف قوي يزلزل أركان النظام وليس في محيطهم مركز شرطة ولم يهاجموا مقرا حكوميا .. ولكن الحكومة وأجهزتها الخائبة والخائفة المرتعشة تحسب كل صيحة عليهم العدو فتضغط الأيدي المرتعشة على الزناد ولا يهمهم إن أصاب فتاة أو قتل شيخا أو مزق طفلاً..!!

وزير الداخلية بصمته الذي زينه بعد أسابيع بأكاذيب واهية لا تصمد أمام الحق الأبلج ، مسؤول وأجهزته القمعية ورئيسه من قبل وحكومته من بعد عن كل دم سفكته آلة الحرب ، التي واجهوا بها أبناء الوطن وهم يطالبون بحقهم في الحرية والعدالة والسلام والعيش الكريم!!

لقد كان مؤلما أن يدافع وزير الداخلية عن جرائم أجهزته القمعية بتبريرات واهية ويبدو وكأنه يمنحها الضوء الأخضر للقتل كما فعل رئيسه البشير من قبل وهو يفتي للشرطة بأن “تقتل قصاصاً” مباشرة بلا محاكمة ولا قضاء ولا يحزنون..!!

إن نظاما يرأسه البشير وعلى ووزير داخليته الجاهل الدجال أحمد بلال، غير جدير بالبقاء ويمثل خطرا أكبر في المستقبل مثلما ظل خطرا طيلة فترة حكم دولة الفوضى والتدمير منذ ثلاثين عاماً.

الشعب الذي خرج.. المارد الذي انطلق من قمقمه.. الشعارات التي رفعت “تسقط .. بس”.. الدماء التي روت الطرقات في كل مدن السودان.. تبقى هي مؤشرات زوال النظام ودولة الظالم إلى غير رجعة مهما عظمت التضحيات..

أحمد بلال.. وزير لا يستحي من الدفاع عن الباطل وتبرير القتل.. فليقتلوا ما شاء لهم وليستعدوا إلى ” يوم تشخص فيه الأبصار ” وما ذلك على الله والشعب ببعيد.

“تسقط.. بس”

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..