أهم الأخبار والمقالات

ما المخاطر التي تهدد بقاء المؤسسة العسكرية في السودان؟

منذ سقوط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير في 2019، لم يكف القادة العسكريين في السودان عن التحذيرات من المساس بالمؤسسة العسكرية.
وخلال الاحتفال بأحد المعارك القديمة ضد “الاحتلال” جدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تحذيراته للداخل والخارج، مؤكدا على عدم إمكانية التفريط في مؤسسة الجيش.

ما هي المخاوف التي يخشاها البرهان وهو على رأس السلطة والجيش السوداني؟

بداية يقول السياسي السوداني، خضر عطا المنان: “يدعي البرهان دائما بأن العسكر أو القوات المسلحة السودانية هي الحامي لهذه الثورة، والشيء المعلوم لدى الجميع، أن المجموعة العسكرية الحاكمة الآن هم اللجنة الأمنية التي شكلها عمر البشير قبل أيام من سقوطه في 11 أبريل/ نيسان 2019”.

الخوف من المحاسبة

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “الشيء الأهم من ذلك أن البرهان ورفاقه في المجموعة العسكرية يحذرو من المساس بالعسكر، لسببين رئيسيين في اعتقادهم، أولهما الخوف من المحاسبة على الجرائم التي ارتكبت لأنه كان جزء من المشاكل التي حدثت في دارفور في العام 2003، بالتالي هم يخشون من مسألة المحاسبة”.
والشيء الثاني والأهم من ذلك أن الثورة في مجملها وهؤلاء الذين فجروا الثورة يسعون لإقامة دولة مدنية ديمقراطية بعيدا عن العسكر، لذا نادت كل المليونيات والمظاهرات والمواكب التي تخرج بقادتها وتنظيماتها، بأن يعود “العسكر للثكنات”، بحسب قوله.

مهام العسكر

وتابع المنان: “الشعب يطالب العسكر بالعودة للثكنات من أجل القيام بالمهام التي من أجلها أدوا القسم عند تخرجهم من الكلية الحربية، وهذا ما لم يحصل حتى الآن، لأنهم أصبحوا الآن يمارسون السياسة والتي هى ليست من مهام العسكر وهذا ما يرفضه الشارع والثوار، وكل المجموعات والكيانات التي خلقت هذه الثورة”.

وقال خضر عطا المنان: “لذا دائما وأبدا يكرر البرهان أنه لا مساس بالقوات المسلحة وبالمؤسسة العسكرية وهكذا”.

وأضاف: “ليس هناك من يسعى لتفكيك المؤسسة العسكرية الآن، لكن هناك مخاوف لدى قطاع واسع من الشعب السوداني والمراقبين والمتابعين للشأن السوداني، لأن اتفاق جوبا الذي حدث كان من ضمن البنود التي وردت فيه، أنه لابد من دمج قوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقية سلام دارفور في القوات المسلحة السودانية، ويصبح جيش وطني واحد بعقيدة واحدة، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن”.

رفض شعبي

وأشار السياسي السوداني إلى أن مسألة وجود العسكر في في الساحة السياسية أو ممارسة العسكر للسياسة هذا مرفوض من قبل الشارع ومن قبل العديد من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، والمنظمات الشعبية وقادة الحراك الشعبي على الأرض، مضيفا: “كل هؤلاء ولجان المقاومة بكل أشكالها ترفض ممارسة العسكر للسياسة، وهو ما يجعل البرهان يشعر بأنه يواجه الشارع وهذا يشكل خطرا كبيرا جدا عليه وعلى رفاقه بشكل عام”.
وأوضح السياسي السوداني أنه “ليس هناك من يسعى لتفكيك المؤسسة العسكرية وفق رؤية البرهان، ولكن هناك اتجاه قوي لدى الرأي العام كله، ينادي بدمج القوات المسلحة وجعلها جيش واحد، بجانب العودة للثكنات وحماية الحدود والمناطق المتاخمة للدول المجاورة”.
وتابع: “المخاوف كلها الآن أن يحدث صدام ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حمدتي والقوات المسلحة السودانية التي على رأسها الفريق البرهان، لأن الحركات المسلحة بشكل عام وميليشيات حميدتي وغيره”، مضيفا: “الإشكالية الآن هي المناداة بعودة العسكر للثكنات ودمج القوات المسلحة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية في دارفور وغيره من المناطق، علاوة على القتل اليومي للثوار في كل في كل مسيرة وكل مظاهرة”.
وتابع المنان: “كل هذه جرائم تترتب عليها محاسبة لهؤلاء العسكر، لأنهم هم من يهيمنون على رأس السلطة وهم الذين يقودون الحكومة خاصة بعد استقالة عبد الله حمدوك الذي كان يمثل الجانب التنفيذي في الهيكل الحكومي”.

هيكلة القوات

وشدد السياسي السوداني على ضرورة هيكلة القوات المسلحة وإعادة مسار الثورة الذي يعني مسارها الحقيقي، المتمثل في قيام دولة وحكومة مدنية، وفي هذا الإطار نجد عدد كبير من التنظيمات الشعبية والمجتمع المدني وعدد من الأحزاب أيضا، تنادي بعودة حمدوك كرئيس للوزراء، لمواصلة المشوار الذي بدأه في فترته الوجيزة قبل انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

الهيكلة والتفكيك

من جانبه يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني الفريق جلال تاور: “جاءت تحذيرات الفريق البرهان من المساس بالمؤسسة العسكرية في احتفال محلي للجيش، وهو حديث سياسي في مجمله، ومسألة تفكيك القوات المسلحة أو ما يسميه بعض السياسيين وخاصة قوى الحرية والتغيير “إعادة هيكلة القوات المسلحة”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “هناك فرق كبير جدا بين إعادة هيكلة القوات المسلحة والحديث عن تفكيك القوات المسلحة، ومن المعروف القوات المسلحة السودانية هي أقدم قوات عسكرية في المنطقة كلها، في شرق أفريقيا وغربها وهي مدربة ومؤهلة منذ قوة دفاع السودان منذ أكثر من 100 عام، فمسألة تفكيكها أو الذهاب بها جملة والمجيء بميليشيات أو قوات غير مدربة لتحل محلها، هذه الفكرة لا تعتبر سديدة، وقد ارتبطت بعض الجيوش بالقادة وعندما سقطوا سقطت جيوشهم بالكامل كما حدث في إثيوبيا”.

نوايا خاصة

وتابع جلال تاور: “لكن الجيش السوداني متماسك وثابت وجيش قائم على نوع من المؤسسية والقانون والتطور، وهذا يعني أن ثبات الجيش واستمراره كمؤسسة كاملة لا تتطلب هذا النوع من التفكيك والإحلال والإبدال”، مضيفا: “هذه فكرة غير سليمة ولا يقوم بها إلا شخص لديه نوايا خاصة، وقد طرحت تلك المسألة في الكثير من وسائل الإعلام وتحدث بهذا الرأي بعض السياسيين، وبعضهم كان له أحقاد قديمة على الجيش، ويتحدثون الآن عن إلغاء أو تبديل الجيش أو تكوين نواة جديدة من الجيش”.
وأكد الخبير العسكري على أن تلك الفكرة غير سليمة، وأن مخاوف البرهان مشروعة مائة في المائة مهما كانت الانتقادات والتعليقات الموجهة له، لأن أي مؤسسة يمكن أن يكون بها تجاوزات وأخطاء، لا يمكن أن يعطي ذلك مبررا لحلها.
واتهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، بريطانيا بمحاولة تفكيك الجيش السوداني، مطالبا بمحاسبتها على قتل 18 ألف جندي سوداني خلال معركة كرري، التي جرت في العام 1898.
وقال البرهان، خلال احتفال أقيم لإحياء ذكرى المعركة في ضاحية كرري بشمال أم درمان، إن “نفس الادعاءات التي كانت تساق ضد الثورة المهدية التي وقعت المعركة في عهدها توجه اليوم ضد الدولة السودانية”.
وأضاف: “ما قام به جيش المستعمر كان جريمة ضد الإنسانية يستحق مرتكبوها الحساب، لأنهم مارسوا القتل والفظائع لمدة أربعة أيام بعد المعركة”.
واستنكر البرهان “السكوت عن المطالبة بالقصاص بحق شهداء معركة كرري”.
وتابع: “ينبغي مطالبة دولة المستعمر بتقديم اعتذار رسمي لأسر الشهداء ولأبناء الشعب السوداني الذين أبادوهم بطريقة مقصودة تحت سمع وبصر كل العالم وقتها”.
وأبرز أن “نفس من قتلوا السودانيين في معركة كرري هم من يتنادون اليوم بقتل الثورة السودانية، وذلك باستخدام نفس الأساليب القديمة في الدعاية وتغذية الصراعات القبلية والتشكيك في القيادة والتحريض على تفكيك القوات المسلحة”.
وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على أن “من يريدون تفكيك المؤسسة العسكرية السودانية من خلال تلفيق التهم والشائعات المغرضة لن يفلحوا في ذلك”، مشيرا إلى أن خروجها من السجال السياسي لا يعني أنها ستسمح لأي فئة أن تكرر ما قام به المستعمر من قبل”.
كما اتهم البرهان جهات لم يسميها بمحاولة إشعال الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدا أن القوتين لن توجها سلاحهما ضد بعضها البعض، ومطالبا تلك الجهات بالانخراط في التوافق وتشكيل هياكل الحكم بعيدا عن محاولة إشعال الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية.
سبوتنيك

‫19 تعليقات

    1. ههه وهل وجود ٨ مليشيات بجانب الجيش وضع طبيعي ؟ وهل المطالبة بدمجها في الجيش حسب أتفاق جوبا االذي وقعه حمديني ووافق عليه الساذج البرهان يعتبر دعوة لتفكيك الجيش ام دمحة وهيكلته .. فهذا البرهان يخطرف لامليصدقه امثالك من الخفيفين، هذا مع إبعاد الجيش من السياسة والتجارة ولو شايف غير كده تكون أخطل،

  1. اكبر مهدد لوجود السودان و امنه هو القحاتة و الشيوعيين و ابواقهم النتنة ..كفى كذبا على قطيعكم الساذج ..انتو اعلنتم على الملأ انكم ستفككون السودان و ليس الجيش طوبة طوبة..لا حل فيكم غير البتر ..رحم الله نميري لم نكن نعي مايقول و يفعل فيكم الا ضحى الغد.

  2. هل تصدق

    اراضي حول قرية العيكوره يتم تسجيلها بليل كوقف ؟؟؟؟؟؟

    ؟؟؟؟؟؟؟

    لماذا…؟؟؟؟

    وكيف؟؟؟؟

    كيف يتحكم الافراد في مصير الالاف وفي المصالح العامه بيع وشراء؟؟؟؟؟

  3. تم تلسليط البرهان من قبل الكيزان لاضعاف الجيش السوداني لمصلحة جهاز الامن المركب ماكينة دعم سريع وجرهم لمواجهة المنتصر فيها يتسيد المشهد , السياسيين المافاهمين الحاصل شنو او فاهمين وماشين في خط الكيزان زي ناس سلك وابراهيم الشيخ احسن ليكم تبعدوا من المشهد وتخلوا قوي الثورة الحقيقية تشوف شغلها .

  4. أضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “هناك فرق كبير جدا بين إعادة هيكلة القوات المسلحة والحديث عن تفكيك القوات المسلحة، ومن المعروف القوات المسلحة السودانية هي أقدم قوات عسكرية في المنطقة كلها، في شرق أفريقيا وغربها وهي مدربة ومؤهلة منذ قوة دفاع السودان منذ أكثر من 100 عام، فمسألة تفكيكها أو الذهاب بها جملة والمجيء بميليشيات أو قوات غير مدربة لتحل محلها، هذه الفكرة لا تعتبر سديدة، وقد ارتبطت بعض الجيوش بالقادة وعندما سقطوا سقطت جيوشهم بالكامل كما حدث في إثيوبيا”.

    الزول دي طاشم يقول كلام فارغ عشان يقول عكسو…مين طالب ب تفكيك الجيش الناس تتطالب بالهيكله وتقننين وضع الدعم السريع والحركات المسلحه لتكون تحت منظومة الجيش بقيادة موحده.كيف وصل تاور الي فريق الا عن طريق اللولوه!!!!!!!!!!!!

  5. نحن نحكم الان بعصابات وحركات مسلحة وامراء حرب وللأسف نقولها الجيش تابع لهذه المليشيات عن قصد او من غير قصد ولكن الشاهد انه موافق علي ما يجري من قتل للشعب السوداني وبالتالي لا يمكن ان نصف القوات المسلحة في الوقت الراهن بانها قوة دفاع عن الوطن فهذا محض افتراء
    المتابع للشان السوداني ان اتفاقية جوبا المشؤومة هي من مكنت الجيش والحركات المسلحة واعطتهم حق ليس لهم فيه اي دور فهم لم يقوموا بالثورة ولم ينجحوها بل كانوا خصما عليها ومازالوا
    وبالتالي لابد من دمج الحركات المسلحة في الجيش ودمج الدعم السريع ويصبح جيش واحد ويرجع الي الثكنات والمهمة الاساسية حماية الحدود والوطن وليس قتل المتظاهرين او ادخال النعرات القلبية كما في دارفور والنيل الازرق

    1. كلامك مجموعة من المغالطات ..اذا لم يكن هو الجيش فمن سيقف في وجه حركات التمرد ؟ ح تقولوا انتو عمل تطهير عرقي سلموه للجنائية..و طبعا من نحى البشير هو الجيش و ليس الكنداكات لكن الجيش ندمان و الوطن ندمان..بعدين شنو حكاية قتل الشعب السوداني دي ..طفل ما بتقنعه ..اذا كان قصدك شهداء البنبان فدي مضحكة جدا انو جيش ينوي قتل الشعب و لا ينجح في قتل اكثر من 100 شهيد باستخدام الدبابات و الطائرات . ليه اصلو كلهم محجبين؟!!,,ادخال النعرات ..الخ اعلم انه لو لا الجيش و الدعم السريع لكان القتلى بالالاف ..قليل من المصداقية و الامانة لأن اشانة سمعة جيشك بالكذب و الباطل سترتد وبالا عليك و على وطنك ..انسوا للحظة الكيزان و فكروا في الوطنِ

  6. الخطر الاعظم علي الجيش ،هي قيادته ،فهي قد استعانت بالدفاع الشعبي…وللدعم السريع..وسلحت القبائل وقصرت في أداء أعمالها وانشغلت بالتجارة والصناعة والاستثمار…

  7. الجيش مهمته فقط حماية الحدود من العدوان الخارجي ..هههه دي كلمة قحاتة و خونة ..الحقيقة انه عمليا لا يوجد مهدد او غزو خارجي ..المهدد داخلي من الجواسيس و اليساريين و حركات التمرد التي كانت قبل شوية اسمها حركات كفاح ..تسمية قحت ..الان بدأوا يهاجمونها وونيطسوا ان حمدوك في خيانة عظمى وقع معهم اتفاقية جوبا المشؤومة ..ح ينكروا القحاتة و لكن لن يستطيعوا محو ترحيبهم و احتفالهم بالاتفاقية في كل مكان بما في ذلك في الطائرة العائدة من جوبا وعلى انغام هدى عربي.

  8. المهدد للمؤسسة العسكرية وجود برهان ومن حوله من فسدة وقتلة النظام السابق ثانيا وجود ثلاثة حركات لقبيلة واحدة مثل جبريل مناوي تماذج خلاف المساليت الفور وخلاف عبدالواحد حميدتي خطر لان الفسدة يحتمون به ونافذين بالتنظيم عقار خطر الحلو خطر هذا هو المشهد لحل اي مشكلة لازم الصدق والشجاعة في طرح القضية والمعرفة انا اقول راي بشجاعه ………اولا وحسب راي ومن له راي اخر يقنعنا انا اريد جيش وطني واحد هنا امتحان لصدق النوايا وحب الوطن واهل الوطن …… الحركات المسلحة مكونها وشعارها عرقي عنصري داخل اقليمها تهمش فئات جيش للنوبه جيش للفونج الانقسنا ثلاثة اربعه جيوش للزغاوة جيوش للفور والمساليت هنالك جيش لجبهة الشرق وجيش للرشايدة كل هذه الجيوش للحركات من صالح اهلها من صالح السودان ان تسعى قبل الجيش الدمج في المؤسسة العسكرية واقولها بصريح العبارة هذه الحركات المسلحة اذا ارادت ان تفرض نفسها لشهور و ايام ليس في صالح قضيتها اذا كانت صادقة وبالاخص المواطن السوداني هم اخواننا زغاوة ولا قورة ولا نوبة ولا انقسنا فونج ولا هدندوة او بني عامر احباب او رشايدة اين قبائل السودان الاخرى من هذا المكونات العسكرية وهم اكثرية فقط متسامحين لكن لمن تقع الكريهه ولا نتمناها كل الحركات المسلحة سوف تخسر خصوصا اخواننا المواطنيين الذين لا ذنب لهم سوى على راسهم جهله اصحاب سلطة مرتزقة بدول الجوار لذلك انصح بان يهتم كل سوداني وطني اي كانت قبيلته القبيلة السودان وقسما بالله اي شخص يعمل ضد الدمج هو الخاسر دمج بطرق علمية يوجد خبراء امن وقانون وجيش سودانيين فقط يجب انشاء لجنة مؤسسة مهمتها الدمج التسريح وبزمن وبشفافية حتى لا يتلاعب علينا كل شيخ حلة ولا شيخ طريقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..