أخبار السودان

محاولة (قحت) لتأسيس جبهة عريضة ..تقاطعات بلاحدود

الخرطوم: سعاد الخضر

وجدت الرؤية السياسية التي طرحتها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الخميس الماضي في مؤتمر صحفي لتشكيل جبهة عريضة لاسقاط الانقلاب وجدت انتقادات حادة بسبب ان قحت نفسها منقسمة في موقفها من الانقلاب لأن عضويتها من الحركات مشاركة في المجلس السيادي الذي دخلته بموجب اتفاقية السلام بالإضافة إلى موقف رئس حزب الأمة المكلف برمة ناصر وما أثير حول مشاركته في صياغة الاتفاق السياسي الذي وقعه عبد الله حمدوك مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي أقدم في الخامس والعشرين من أكتوبر بحل الحكومة ووضع حمدوك قيد الإقامة الجبرية واعتقل وزراء الحكومة المحلولة وعضو مجلس السيادة محمد الفكي وعضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح ، ووصفت قحت ماتم بالانقلاب.

عودة قحت لقيادة الشارع لا تزال مرفوضة وعلى الرغم من انها أكدت انها لا تحتكر قيادة التغيير إلا أنها قدمت رؤية أقرب الى إلاعلان السياسي رغم تحاشيها استخدام مصطلح إعلان لتجنب المواجهات او الاتهام بأنها تسعى لفرض رؤيتها على الشارع والقوى الثورية وحتى لا تضع نفسها في امتحان مكشوف من خلال حجم الاستجابة التي سيجدها اعلانها السياسي حال أطلقته في ظل هذا الوضع السياسي المعقد فهل ستنجح في تشكيل الجبهة العريضة بنفس طريقتها وتكتيكاتها القديمة من خلال عقد التحالفات مع الاجسام المهنية والقوى الثورية والنسوية وهل سيجدي تراجع قحت المتشدد تجاه الإسلاميين الذين لم يكونوا جزء من النظام البائد بعد إعلانها فتح الجبهة لهم للانضمام إليها لمقاومة الانقلاب وهل ستنجح التحالفات الجديدة التي بدأت تتشكل مؤخرا كتحالف اوقد وغيرها من التحالفات الجديدة في ازاحة قحت من المشهد حتى يسهل لها الانفراد بقيادة الشارع ؟ ام ان الحزب الشيوعي هو الذي سينجح في قيادة تلك التحالفات ؟

 

حالة انعدام توازن

 

وقال المحلل السياسي وائل محجوب في( صفحته الشخصية على فيس بوك،) تابعت المؤتمر الصحفي لقادة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وقد أطلق المتحدثون في المؤتمر حزمة من الخطوات التي يعتزمون القيام بها، وعلى رأسها العمل على توحيد جبهة القوى الرافضة للانقلاب، وفي تقديري ان قوى المجلس المركزي تعاني من حالة انعدام وزن و”طشاش سياسي”، أفقدها القدرة على قراءة الواقع ومراجعة اوضاعها، ويمكن التدليل على ذلك بنموذجين صارخين يغنيان عما عداهما.

كيف يمكن لتحالف لم تحسم قواه الرئيسية موقفها من الانقلاب، تأييدا أم رفضا ان تسعى لتوحيد الأخرين، وماذا سيقول مثلا القيادي بالحركة الشعبية شمال والجبهة الثورية ياسر عرمان لمن يلتقيهم من هذه القوى، وهو ينتمي لمؤسستين تشاركان في أعلى اجهزة السلطة الانقلابية، وباشر الوزراء الذين ينتمون لحركته وتحالفه السياسي ممثلا في الجبهة الثورية مهامهم، واختاروا بكامل وعيهم القبول بكل ما قام به المجلس الانقلابي..؟

وكيف سيقوم القيادي بحزب الأمة صديق الصادق المهدي بذلك، وبينما مكتب حزبه السياسي يتخذ قراره برفض ومقاومة الانقلاب، وتندفع كوادره للشارع، يواصل رئيس الحزب وأخرين من دونه العمل على تعديل الاعلان السياسي واسناد السلطة الانقلابية بالدعم، في خروج صريح على قرارات المؤسسة، ويواصلون تصريحاتهم المربكة دون حسيب أو رقيب، ودون اكتراث بأثرها على موقف حزبهم المعلن..؟

ولفت إلى أن الصراع الذي تخوضه الجماهير الثائرة في الأساس ضد الانقلاب وجملة من الممارسات التي مهدت وقادت لوقوعه، واردف وهم كتحالف لهم نصيبهم منها، من بينها هذا الضرب من الاستخفاف والتحايل السياسي، وهذا من الأسباب الرئيسية للقطيعة بين تحالفهم والشارع.وذكر يتوجب على هولاء القادة أن يرتقوا لمستوى الجماهير التي ظلت تقاتل منذ صبيحة الانقلاب وستظل حتى سقوطه، وأقل ما تفعله قيادات المجلس المركزي لنفسها أن تحسم مواقف أحزابها من الانقلاب، قبل ان تتحدث عن قيادة الثورة أو توحيد القوى الثورية، ففاقد الشيء لا يعطيه.

 

نهاية دور قحت

 

وكان الحزب الشيوعي قد حث رئيس الوزراء وقائد الجيش إلى الالتزام بحماية المواكب ووقف القتل والاعتداء على المتظاهرين السلميين ومحاسبة المتورطين في القمع الدموي.

وقال عضو اللجنة المركزية للحزب صديق يوسف طبقاً لصحيفة اليوم التالي ، إن الاتحاد الافريقي خالف المواثيق عندما أعاد عضوية السودان أعقاب اتفاق حمدوك البرهان وتابع لاتزال الحكومة في الخرطوم انقلابية ديكتايورية عسكرية.

واشار إلى أن ميثاق الاتحاد لايعترف بالنظم الانقلابية واعتبر يوسف أن دور التحالف الحرية والتغيير في قيادة الحراك الثوري قد انتهى وأن الشارع رافض لمواقف تلك القوى مشيراً إلى أن الشارع الآن تقوده لجان مقاومة وتجمع المهنيين والتنظيمات الديمقراطية.

 

وأشار يوسف أن إستقالة حمدوك من عدمها أمر لايهم الشعب وأن الحراك متمسك باللاءات الثلاث لاتفاوض لا شراكة لا مساومة وان السلطة المدنية اصبحت واقعا قريب المنال.

 

ربكة في حزب الامة

 

وأقر القيادي بحزب الامة القومي الصديق الصادق المهدي في المؤتمر الصحفي بان مابدر من قيادات الحزب يمكن أن يتسبب في ربكة واستدرك قائلا هناك نقاط اود توضيحها أصلا الحزب قام بمجهودات مختلفة كمحاولات لملمة الأزمة كونتها أجهزة الحزب قبل الانقلاب كاستقراء للاوضاع وللتعامل مع الاحتمالات المختلفة وعندما جاء التوقيع على الاتفاق السياسي ذهبت مجموعات مختلفة لأغراض مختلفة وعندما شعروا بأن الاتفاق الذي تم عرضه لم يكن يلبي التطلعات لم يحضروا لحظة التوقيع نفسها والمكتب السياسي لحزب الامة رفض الاتفاق لانه لا يستجيب لمتطلبات حل الأزمة وتجاوزناها بصورة موضوعية ولم نتمترس لتصعيد الموقف وكشف عن شروعهم في اعداد خارطة طريق لحل الأزمة والحزب ملتزم بها.

 

مأزق حقيقي

 

وفي السياق أقر القيادي بقوى الحرية والتغيير والحركة الشعبية شمال ياسر عرمان بأن الانقلاب وضع الحركات المسلحة التي جاءت للسلطة بموجب اتفاقية السلام في تحدي وقال هناك كثيرون جاؤا ليسألون هل نشتغل اذهب للسجن حبيساً واذهب الى القصر رئيساً، نحن لسنا مشاركين في الانقلاب والحركات في قحت وهي جزء من السلطة مالك عقار، أو د الهادي ادريس، الطاهر حجر ، عبد الله يحيى وبثينة دينار لم نشارك ولم نرض عنه ووصفناه بالانقلاب ونحن وضعنا في مأزق حقيقي بين التخلي عن اتفاقية السلام أو الامساك بها وهل التخلي عنها سيقود الى حرب أخرى ام لا وأوضح أن هذه جملة قضايا يدور حولها حوار عميق داخل الحركة الشعبية شمال وبقية الحركات والجبهة الثورية وذكر سيتم التصدي للانقلاب من داخل السلطة ومن خارجها، ولفت الى أن جود الحركات والتنوع في قحت مهم جداً لأن القضية الاساسية كيفية بناء الوطن وقطع بأن الانقلاب سيزول، وتابع ويجب أن تبقى اتفاقية السلام وارادة الشعب ونصل لتحول مدني وأكد أن الانقلاب الحالي يشكل تهديد جدي لاتفاقية السلام التي مثل لها بأنها مثل الصورة التي يتم وضعها في برواز في الجدار واضاف اذا مافي براوز الصورة ستقع والبراوز هو التحول المدني .

 

تناقضات الواقع

 

وأكد عرمان التزامهم بالوقوف مع غالبية الشعب لهزيمة الانقلاب وتعهد بالمحافظ على وحدة الحركة الشعبية و تمسكهم بالحركة الجماهيرية وأقر بوجود تناقضات في الواقع تحتاج الى معالجات من خلال إعمال الفكر.

ولفت الى أن اتفاقية السلام تقوم على تنفيذ الترتيبات الأمنية التي تتضمن اصلاح المؤسسة العسكرية بما يؤدي الى بناء جيش مدني مهني ، ودمج على المستوى القاعدي واشار الى أن عدم تنفيذ الترتيبات الامنية أدى الى تصاعد العنف في درافور وأبوجبيهة ،وجنوب كردفان وقطع بأن تلك الاحداث ترتبط بالانقلاب بشكل مباشر وكشف عن محاولات لنهب الموارد السودانية في دارفور، وذكر دارفور تسع جميع القبائل التي تسكن فيها لكن عمليات النهب التي تتم لها صلة بالانقلاب .

ودافع عرمان عن تمسك القوى الرافضة للانقلاب باللاءات الثلاث لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية وقال هذه اللاءات الثلاث جاءت كرد فعل لما قام به الانقلاب الذي لعب لعبة صفرية بازاحته بصورة نهائية للحركة السياسية والمدنيين ومن صنعوا الثورة من قيادة التحول المدني، وأردف: لعبة صفرية ولدت هذا الموقف و من يلوم الحركة المدنية يرجع لهذا الفعل لأن اي فعل يولد رد فعل.

وأعلن أن الحزب الشيوعي أبدى ترحيبه بالاجتماع بقحت بعد الانقلاب وتمت لقاءات غير رسمية وذكر سعداء بتوحيد للمهنيين ومايتم من وحدة أكبر في صفوفهم وكل القوى الراغبة في التغيير ودعا للمشاركة في مليونية 25 ديسمبر وكشف عن لقاءات مرتقبة تعتزم قحت تنظيمها مع المثقفين والمبدعين بمركز الخاتم عدلان خلال الايام المقبلة.

وانتقد عرمان موقف مصر تجاه الثورة وقال: نحب مصر لكن شعبنا غير راضي عن الموقف المصري تجاه الثورة ولحبنا لها ندرك اهمية تصحيح هذا الموقف.

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..