
صدام البدوي يوسف
إنّ السقوط السياسي والصراع حول ماهية السّلطة جعل الثورة تعيش حالة من التحديات العظيمة ؛ الثورة التي وحدت جذور المجتمع المبعثر ، وخلقت سطوة من التوافق حول عزيمة سقوط النظام البائد لم تقف عجلتهــا في صراع ٍ مع معدل الزمن العاثر ؛ بل توقّدت نار الثورة ، رغم أستمرار القتل والقمع ، الأعتقال ، لم تقف اصوات الرفض ضد سُنّة الذين يريدون السلطة بالسلاح ، وهي سنُتهم لا سُنّـة لهم غيرها حتي يحكمــون بها شعب قُهر وعاش اسوأ مراحل الأستعمار ، شعب يدفع فواتير الحروب والفشل والفساد من جيوبه بلا رحمة ، لك أن تتخيّل شعب يعطي دونما يآخذ ادني حقوقه ِ.. أليس هنالك اشدّ من ظلم ٍ بهذا الظلم ….؟؟ .
السقوط السياسي تمدد حتي تتناسل في موائد السلطة وتغذي بالرشوة ، واصبح كل من يخاطب الشعب بوطنية ٍ باردة وكأنّه يسمم كل يسمع له ، الثورة الآن كشمس ٍ لا ترتد ّعن وقتها ولا تخون من يراهـــا حقاً ، ولكنّ أؤلّئك الضّآلون أرتدواْ عنهــا ، غدوا بهــا تحت جُنح الليل كعادتهم الخبيثة ، ما بين المرتدون والغاضبون _ تبقي الحقيقة هي المعيار ، وهنا لا نقول : هذه الثورة العظيمة قاومت انقلابين _ انقلاب امام القيادة العامة وإنقلاب ٌ مُتعري برهن الصراع السياسي الساقط ، الصراع الذي غيّر موازين المعادلة السياسية وافرز كل المراحل الفشل بعد الثورة ، بعد الإنقلاب الآخير لم يقف الصراع نسبةً لأختلال المعادلة التي تّمت صيغتهــا علي باطل …
بعد الإنقلاب المنكــور من صُنّاعه ،، خرج حمدوك وحده امام تحديات غامضة ودولة منهارة واحزاب متشظية ، وحاضنة انقلاب ساذجة ، وأكثر ما يثير الرهبة بعد هذا الأنقلاب ليس القمع والقتل المكرر ؛ بل سخافة الإنقلاب وحاضنته التي اهانت عقول الشعب بأرتدئهــا ثوب الثورة وازلال الوطنية في ألسنتهم الآفّاكة ، صمت حمدوك ما هو إلاّ تعرية لما يدور في خفاء السلطة الإنقلابية ، وتلّويحه بالأستقالة هو مظهر لما يتعرض له من ضغوطات عالية الأجهاد ، ولكنّ الإستقالة هي معادلة اخري في مصير هذا الوطن المجهول ….
الوطن الذي اصبح كغابة تفترسهــا وحوش لا قانون فوق سطوة السلاح ، ولا قوة لغيره ، وهذا الأمر يفسر خفاء السلطة للدولة العميقة ، وهنا حمدوك لن يكن منتصراً وفق نظرية الفقاعة يحركهــا هواة السلطة مدمنيهــا ، فلابدّ ان يخرج من تلك الغابة للتعرية الحقائق وتتباين الأطراف في المعادلة .. وهنا يآتي حراك الشارع ضد كل ذلك فارضاً مطالبه ِ التي تخلق أعادة صحوة الثورة مجدداً بعد ذابت في مستنقع الصراع السلطوي ، وهنا تتغيير المعادلة وتصبح المواجهة تؤول الي فضاء ٍ مجهول ….
السلطة عريانة بوجود حمدوك وبدون وجوده فوجوده احسن عدمه.