رسالة من السفير نصرالدين والي، إلى البرهان: لا شيء سيكسر شوكتنا.

لا أدري كيف تخيل قائد الجيش أنه سيحكم شعب كل يوم يعبر عن رفضه له بشتي السبل؟
أهو الخيلاء، أم قوة السلاح؟ أم القهر؟ أم البطش؟ أم التركيع والإذلال؟ أم البطانة الفاسدة التي زينت له سهولة حكم الملكية؟ أم يا تري هو الخوف الذي يدفعه ليتمسك بمقعد جلس عليه في غفلة من الزمان، مقعد من نار، محال أن يدوم؟
نعلم أنك أصبحت طاغية، وتجبرت، تنقلب علي الوثيقة الدستورية، وتطيح بأعضاء مجلسك السيادي، وتعفي رئيس الوزراء ومجلسه، وتنتقي السياسيين والفاعلين في الثورة والناشطين، تعتقل من تشاء في ظلمة الليل، وتزج بهم في السجن، ديدنك ديدن الطغاة والديكتاتوريين من الحكام من سطي منهم بالسلاح علي السلطة، واعتلي سدتها بليل، فمن يجلس علي كرسي السلطة من العسكريين، ويمسك بيده صولجان الجاه، وباليد الاخري يمسك السلاح، يغدو دكتاتوراً، وأنت كغيرك، لا تختلف عنهم في شيء.
ولكن، أليس مخزياً أن تعتقد أو يتملكك الشعور ويطغي عليك، بأنك ستبقي بقوة السلاح تجسم علي صدور الشعب السوداني لا تأبه لشيء، وبسلطانك وجبروتك وتقهر إرادة شعب وتكسر شوكته، بالاغتيال تارة، والاقتناص المخطط، والدهس بالسيارات العسكرية، والزج به في الزنانين والسجون، تارة أخري؛ وتبيح كل شيء لجنودك، وترخي الرسن لهم لفعل كل شيء، بما في ذلك أغتصاب الحرائر اللائي لا حيلة لهن؟
فهل من النخوة ألا تحرك ساكناً وأنت تجلس في قصرك، وأنت من ادعيت بأنك ستحمي حمي الوطن، فما بالك بحمي حرمة الخرائط؟ اليست هي أدعي؟ وهل من الرجولة إستخدام سلاح الاغتصاب ضد الحرائر؟ فربما من بينهن أختك، أو إبنة خالك، أو عمك، أو من تمت إليك بقربي أو نسب؟
الإغتصاب سلاح العاجز من الطغاة، وهو أداة حرب لجنود ليس لديهم “ضبط وربط، كما تقولون أنتم”، وجريمة لن تسقط بالتقادم، خاصة في مجتمع محافظ كما في السودان، الاغتصاب جريمة دخيلة علي ثقافتنا وتقاليدنا وموروثاتنا ومجتمعنا؛ ومن يقترف جريمة الاغتصاب ليس لديه وازع من ضمير، وليس فيه رجولة، ولا تحركه نخوة؛ خاصة إذا علم أن قائده يغض الطرف عن فعلته، ولا يستنكرها، ولا يستهجنها، ولا يدينها بأقسى عبارات الوعيد، ويطارد مقترفها حتي ينال عقابه المستحق.
لماذا تحاربنا بكنداكاتنا، وحرائرنا، الشريفات العفيفات، المصونات؟ ألا تستحي؟ وكيف تنام؟ وجنودك يغتصبون النساء والرجال علي حد السواء؟ أليس تلك سبة ووصمة عار ستطاردك طيلة حياتك وتلاحقك في قبرك وآخرتك؟ الكنداكة السودانية، فجرت الثورة، ورصيدها من الشجاعة والإقدام لا يقل عن الرجل. وإن كانت المرأة السودانية في تاريخنا، شاعرة، وحكامة، ألهبت مشاعر الجنود فقاتلوا بإقدام وشجاعة لا توصف.
وأكرر مثلاً في النخوة والجندية السودانية في أنصع عهودها، مثل ضربته في مقال سابق، ولا أمل من الاستشهاد به مرات ومرات.
“ألم تسمعوا بالجاويش الشهم عِوَض إدريس ذلك المحارب السوداني القديم الذي كان يتبع لرئاسة بلوك الهجانة في الأبيض والذي شارك في الحرب العالمية في ليبيا، وعندما سمع بأن ضابطاً بريطانياً برتبة برقدار قد إقتاد فتاة ليبية عنوة إلي الثكنات العسكرية وهم بإغتصابها وهي تقاوم، فما كان من الشاويش عِوَض إلا أن أخرج بندقيته وأردي الضابط البريطاني قتيلاً بثلاث طلقات، وعندما قدم لمحاكمة عسكرية، سئل عن السبب الذي دعاه لقتل الضابط، فقال وبشهامة وشجاعة لا توصف “أنا سوداني إفريقي عربي مسلم، وهذه الفتاة ليبيه إِفريقية عربية مسلمه، إذن هي أختي، وأنا لا يمكن أن أترك أن يفعل بها هذا” فقام الإنجليز بتكريمه ومنحه نيشاناً. وكرمته وزارة الدفاع السودانية!”
فلتتذكر بأن الشعب السوداني له تاريخ ناصع في سمو الخلق، وعلو الهامة، وعدم الخنوع، وشرفه فوق كل شيء.
والشعب السوداني أكبر من أن تدنس كرامته وتمتهن، وشرف المرأة السودانية مصان ومحروس بنخوتنا وشجاعتنا وإقدامنا، وعفاف مجتمعنا، وسمو أخلاقنا، وثقافتنا الجمعية علي مختلف مشاربنا، فنحن رجال الهجعة، وإكرام الضيف، ونجدة الملهوف، ونصرة المصروم، بيوتنا مفتوحة لضيف الهجعة، لا نسأله من أين أتي والي أين يتجه والي متي سيمكث.
فالمرأة السودانية صنو الرجل في الحروب والملمات والقتال، ولها مكانة خاصة وبارزة في وجدان السودانيين علي مر العصور، “تكرب بطنها، وتتقدم الصفوف، لتلهب مشاعرهم بأشعار الحماسة، فيقاتلون كالأسود الضارية، ” وما في ود مقنعة بيعاين ليها إلا بنظرة فخر وإعجاب لشجاعتها ورباطة جأشها” وتظل مصانة بين الشجعان من الرجال”. فكانت رائدة المفردة من أشعار الحماسة التي تمجد الأخلاق الفاضلة والقيم الحميدة والشيم السمحة من كرم وشهامة وشجاعة وتضحية وإيثار، ولأشعارها تأثير كبير في إذكاء الروح القتالية وشحذ الهمم وحث الرجال على الثبات في المعارك ومقاتلة الأعداء وإدخال الحماسة إلى قلوبهم في وقت الحروب والشدائد، وتطرد الجبن من القلوب الوجلة وتزيل عنها الخوف وتبث فيها الحماس والنخوة والشجاعة مما يجعل الممدوح يبلى بلاءاً حسنا وقت الشدائد والكروب”.
“والوقائع التاريخية السودانية تبرز أثر الشعر الحماسي في اتخاذ القرارات وتغيير موقف الحكام والقادة وخوضهم للحروب نتيجة لهذه الأشعار التي تبث فيهم روح القتال والتضحية والاستهانة بالموت”.
“ولنا في بطلتنا الأميرة مندي بنت السلطان عجبنا، أسوة في الشجاعة والاقدام، وقد ضربت مثلا في الشجاعة والاستبسال ضد المستعمر الإنجليزي، وخاضت المعارك متقدمة الصفوف وعادت وبقية الثوار من الناجين إلى ديار القبيلة تكلل هاماتهم فيوض الفخر بسبب المواقف المشرفة تحت قيادة أميرتهم وقائدتهم” وفي هذه المعركة حازت الأميرة مندي على أعجاب فرسان القبيلة لشجاعتها واقدامها، وخلدوها من خلال الأغاني الشعبية التي يرددها أهل المنطقة وقبائل الدلنج، وتم اعتماد “أغنية مندي الشعبية” وتسجيلها مارشا عسكريا بفرقة موسيقى دفاع السودان لرفع الروح المعنوية للجنود والمقاتلين بالقوات المسلحة تلك المعزوفة الأكثر شهرة”.
مارش (مندي) أو نوبا سلارا.
أم لعلك لم تقرأ التاريخ؟ لتستلهم منه العبر والدروس!! ألم تسمع بود حبوبة، وأسد الشرق عثمان دقنة، ومهيرة بت عبود ورابحة الكنانية، ألم تسمع أغاني الدليب، والدوبيت والتم تم، والمردوم، والبوشاني، والنم وما فيها من قيم ومباديء سودانية أصيلة؟
هل ستغير فينا طبائعنا، وعاداتنا، وتنزع من ضمائرنا النخوة، والرجولة، وتفتت عضد تآلفنا وسماحتنا وكرمنا؟ هل تعتقد بأنك بإستحلاء النساء، وإغتصابهن، ستكسر فينا أو فيهن ألا يخرجن ليهتفن في وجهك؟ هل تعتقد بأنك ستكسر شوكتنا، ورجولتنا، وتقهرنا، فنخنع ونصغر لك، ونسلم، ليستتب لك حكمنا؟
فإن نسيت من هم السودانيون، فعليك أن تعيد قراءة تاريخنا، وتقف أمام نفسك لتعرف من تحكم بقوة السلاح والصولجان والرياش الذي اعتقدت بأنك قد نلته.
أليس عيباً علي سلطة أن تقفل مداخل الكباري بكونتينرات؟ ألهذا الحد تخاف غضبة الشعب السوداني وتهابها؟
هل سمعتم بسلطة تستخدم القناصة ضد المتظاهرين العزل؟ أليس القناصة مكانهم الحروب؟ وهل تحارب شعبك بقنصه واغتياله غيلة؟ وهل سمعتم بجنود يركبون سيارات دون لوحات ويخفون وجوههم خلف العمائم خوفاً من التعرف عليهم، فيعيثون فساداً، وضرباً وبطشاً بالعزل من الرجال والنساء علي حد السواء؟
نحن شعب تهابه الأسود، وخبرته المعارك، وستري كيف ستكون مقاومتنا ضارية، وشوكتنا قوية علي الكسر، ومرؤتنا ورباطة جأشنا وهاماتنا عصية علي الانحناء، وعليك بالعظات إن لم تكن تعلمها. فلا تعتقد بأننا يوماً سنرفع راية بيضاء نستسلم لك ونسلم بسطوتك!
أحذر، ثم أحذر غضبنا، وثورتنا، فإنها طاغية، موجها عال، وطوفانها عاتي، وريح الهبباي تسد الأفق، وتلامس قبة السماء، كاسحة ومدمرة، ولن تبقي علي شيء، وهي ليست ببعيدة، ولا مستحيلة، فأتق شرها المستطير. وحذاري أن تلعب بالنار، فتمد يدك فتحرقها حتي العظم.
لقد طفح الكيل، وانت من أطلقت عنان غضبتنا، بإستحلاء حرائرنا وكنداكاتنا، إخواتنا في وضح النهار، في المساجد، بقوة السلاح.
ولم يفتح الله عليك بكلمة في حق من جري اغتصابهن من قبل جنودك، وأنت قائدهم، ألم تطلق علي نفسك من الألقاب قائد القوات المسلحة السودانية، وجمعت كل القوات الاخري والمليشيات تحت كنفك، ونصبت نفسك رئيساً لمجلس السيادة، الكسيح.
العالم من حولك تنادي بنبذ ما وقع من أغتصاب لحرائر السودان، وأنت صامت، لم يتحرك لك ضمير، أو وازع، أو نخوة. ولا تنسي أن مس الشرف شر مستطير.
فأحذر غضبتنا دفاعاً عن حرائرنا، وكنداكاتنا، وشبابنا؛ فليل الظلم لن يطول، وسيحل الصبح الأبلج قريباً. فلا شيءٍ سيكسرنا، ولن يهدأ لنا بال حتي نزيل حكم القهر والتسلط والتجبر والطغاة والمغتصبين، وستخرج المواكب السلمية، تلو المواكب، تهتف ضدك وتقف في وجهك، تطلق صرخاتها لتصل لعنان السماء، وستردد صداها جنبات الكون، وسفح النيل، والقاش، وجبال التاكا، وأودية المقدم، وأزوم وحمرة الشيخ، وحمرة الوز، وتحملها رياح الهبباي الي أروما وهمشكوريب حتي تخوم سنقنيب وخليج دنقناب الوادع علي البحر الأحمر، وعند تكسر الأمواج العاتية عند أقدام قصور ومنارات سواكن العتيقة.
أنا أدعوك لتعود لرشدك؛ فقد طغيت وتجبرت وبطشت، فالطوفان لا محال قادم.
السفير نصرالدين والي
نصر الدين ده قاعد في السودان والا في أوروبا؟
ايها الاسد الدبلوماسي الاصيل السفير نصرالدين والي
ما اشجعك وانت تعبر عن ما يجيش في صدور هذا الشعب الابي الصابر الشجاع
لقد نصحت ونافحت
نصحت: البرهان ولكن عساه يرعوي قبل ان تتجاوزه الامواج الهادرة من الثوار
ونافحت: عن حرائر هذا الوطن بكل صدق وامانة
هذه الرسالة تستحق ان تكتب بماء الذهب وتودع الصدور قبل دار الوثائق
عشت حرا كريما وعاش شعب السودان الذي لا يقهر
قد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي،
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد.
فقد اعمته شهوة الحكم ، تك الشهوة من اقوى الشهوات
مستعد ان يقتل ابنه! ولن يسمع قولا ولا نصيحة،
ويزل متشبثا بذلك الكرسى، وقد دفعته الصدفة من غفلة
من الزمن، يا برهان ارجع من غيك قبل ان يقتلعك
الشعب اقتلاعا، دعك من تلك الاحلام التي حلمت بها
كانت كذبا! وختاما ارجع الى رشدك، فالتاريخ يعرفك
ما فعلته انت وبتاع الحنجويد في دارفور.
سوف يكون تاريخك اسودا ويلفظك التاريخ ومن اتصل
معك برحم.
تجسم على صدور الشعب السوداني ..سفراء ٱخر زمن…مع كامل ادانتي وكرهي للبرهان
الصحيح (تجثم)
ولكننا ليس في اختبار قواعد او حصة في الاعراب
بل لعمري انها لخطبة عصماء عبرت عن هذا الشعب خير تعبير
بخيته الكوزه، برهانك للان ما فتح خشمه ليدين اغتصاب اخواتك… رايك شنو في كيزانك ناس مثنى وثلاث ورباع وغلمان عند الضروره… تفو كيزان وسخ وعفن.. واخوات نسيبه معاهم…
هذا المعتوه الديوث القاتل لا حياة له ولا حياء .. فما زال في غيه يحلم بحكم السودان تحقيقاً لأضغاث أحلام عن والده ! ليته نام في تلك الليلة قبل أن ينجبه وليت أمه ماتت قبل أن تؤذينا وتؤذي دولتنا بقذارة خراجها
لا داعي لسب الأم أو الأب مهما كنت (مغبون)…