
المحامي
رغم الدماء والدموع التي يسأل عنها أعضاء اللجنة الأمنية وهم يدافعون عن الدكتاتور الحاقد على الشعب ، عمر البشير ، آثر الشعب السوداني حقن الدماء ودخل معهم في مفاوضات تهدف للإنتقال لعهد جديد ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام والإستقرار ، غير أن أعضاء اللجنة الأمنية وقد رضعوا من ذات الثدي الحاقد ، عادوا ليرتكبوا أبشع مجزرة في حق أبناء الشعب في ليلة التاسع والعشرين من رمضان ، داخل حرم دارهم ، ميدان الاعتصام ،،،
وبطبيعته المسالمة الباحثة عن الأمن والسلام والإستقرار ، عاد الشعب السوداني ودخل معهم في مفاوضات وقام بتنصيبهم رئيساََ وأعضاءً في مجلس السيادة ، أملاََ وعشماََ في أن يكون ذلك بمثابة عربون صداقة ووعد بالتجاوز ، يدفعهم للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب ، لكن الطبع غلب التطبع ، فلم يحصد الشعب إلا الخيانة والغدر والمزيد من الدماء والدموع ،،،
ورغم ذلك ظلت المبادرات تترا تعطشا لحقن الدماء وأملاََ في الخروج من الأزمة ،،،
غير أن الأمر تجاوز مرحلة الغدر بأن قامت اللجنة الأمنية ومع سبق الإصرار والترصد ، بإرتكاب مجزرة الثلاثين من ديسمبر ٢٠٢١، ليتجاوز عدد شهداء الإنقلاب الستين شهيدا ،،،
الواضح أن الرسالة الصريحة التي تود اللجنة الأمنية وأنصارها من العسكريين والمدنيين، توجيهها للشعب السوداني هي ،، كفو عن السلمية،، كفوا عن المبادرات ،، كفوا عن الحديث عن الإنتقال المدني الديمقراطي ،، كفوا عن الحديث عن الأمن والسلام والإستقرار ،، فنحن لا نملك لكم غير المزيد من الرصاص والدماء …
لكن فات عليهم أن البندقية التي تطلق الرصاص ، لن تصمد طويلاً أمام التي تطلق السلمية … فات عليهم أن السر في ذلك هو أن سلاح السلمية وقوده الإرادة الغالبة للشعب في تحقيق الأمن والسلام والإستقرار ، وهو هدف وطني نبيل يستحق الصبر والتضحية من أجله،،،
لكن الأيدي المرتجفة التي تتحالف مع العصابات الدولية والاقليمية ضد الشعب ، وتطلق عليه الرصاص من خلف الحاويات والسلك الشائك، لن تصمد طويلاً فهي ليست لها قضية وطنية تدافع عنها ، فقط جبلت على إرتكاب الجرائم في حق الشعب فأصبحت في حالة خوف وذعر من عقابه ،،،
والتاريخ يقول ان من يخاف عقاب الشعب يطلق الرصاص ثم يقع في قبضته فينال العقاب الذي يستحقه ، أو يرمي البندقية ويهرب ، وفي الحالتين تلاحقه لعنات المظلومين والناس أجمعين ، ثم غضب الله،، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
