مقالات وآراء
مجزرة 30 ديسمبر: تجديد روح المقاومة الباسلة ووصمة عار في جبين الإنقلابيين
محمد الامين عبد النبي1 يناير، 2022
محمد الأمين عبد النبي
العنف المفرط الذي حدث في 30 ديسمبر2021 أقل ما يمكن وصفه بأنه مجزرة فاجعة وصادمة ، طبعاً ليس جديدة ولا مفاجئة ، وفي ذات الوقت ليس مجرد جريمة ارتكبها النظام الإنقلابي وانما وصمة عار على جبين الانقلابيين ، وهي تعبر عن حالة يأس وبؤس وخيبة أمل تعتري قادة الانقلاب نتيجة تناس وتجاهل عظمة هذا الشعب ووعيه وصموده في مواجهة الطغيان والاستبداد، فقد كانوا يظنون – وان ظنهم كله اثم- ان انقلاب 25 اكتوبر سيعيد لهم سلطة كاملة بعد الغدر بالمكون المدني وتبني تقسيم القوى السياسية، فلم تجدي عملية إستدعاء قوى سياسية حليفة للإنقلاب، ولم تمنحهم عودة حمدوك الشرعية، ولم تعيد الدعوة لميثاق لهم الشراكة المدنية لتجميل وجه الانقلاب الكالح.
خيبة الأمل هذه وراء التخطيط الي مجزرة 30 ديسمبر التي تم الاعداد لها بقرارات واضحة وارهاصات مكشوفة ، لتخلف جريمة تضاف إلى سجل مخز من الجرائم التي ارتكبها ومازال النظام الانقلابي ضد الشعب السوداني.
في المقابل إنتظمت البلاد طولا وعرضا مقاومة باسلة فجرها الثوار في مليونيات الجدول الثوري رفضا للانقلاب وما ترتب عنه، قدموا فيها ثمناً غالياً للحرية والمدنية ، وهذه التضحيات العظيمة لن تضيع هدراً ، فهي بلا شك “قيدومة” التحول الديمقراطي وإختفاء العسكرة وللأبد في سودان العزة والكرامة.
في المقابل إنتظمت البلاد طولا وعرضا مقاومة باسلة فجرها الثوار في مليونيات الجدول الثوري رفضا للانقلاب وما ترتب عنه، قدموا فيها ثمناً غالياً للحرية والمدنية ، وهذه التضحيات العظيمة لن تضيع هدراً ، فهي بلا شك “قيدومة” التحول الديمقراطي وإختفاء العسكرة وللأبد في سودان العزة والكرامة.
الانقلابيون يدركون ان المواكب سلمية ولن تنزلق للعنف، ويدركون أيضا أن السلمية هي مصدر قوتها في مواجهة الانقلاب ، لذلك عمدوا على جر البلاد لبراثن القتل والفوضى والحرب الأهلية.
ويدركون كذلك أن استخدم السلاح في الاستحواذ على السلطة وتحريك آلات القتل التي من المفترض أن مكانها لا يتعدى حدود الثكنات أو جبهات الدفاع عن الأرض من العدو الخارجي ، ولن تكون آلة لتثبيت كراسي السلطة ومع ذلك يتوهمون بأن القتل والعسف في مواجهة المدنيين العزل سيبقيهم في كراسي السلطة المغتصبة ، فلم يتعلموا من التاريخ .
الدولة العميقة أو الموازية شريك أساسي في القمع والعنف، ونشوة الفلول وهم يحلمون بإعادة نظامهم المباد إلى دفّة السلطة بفعل الانقلاب مرة آخرى، بعد أن عادت عقليتهم ومنهجيتهم القمعية وسيطرة على تفكير الانقلابيين.
هذا الإنقلاب حتما الي زوال لأنه ببساطة يحمل عوامل فنائه داخله ، ولأنه إعتمد العنف وسيلة للهيمنة والتسلط على الشعب، ولكن لإستعجال إسقاطه هناك إستحقاقات أهمها تصاعد المقاومة السلمية للانقلاب بحشد كافة أساليب العمل النضالي السلمي، وإصطفاف قوى الثورة من لجان مقاومة وثوار وكنداكات ومجموعات مطلبية ونقابية ومهنية وسياسية ومدنية، والاستعداد للانتقال الديمقراطي بتجاوز كل الخلافات، والاقبال على بناء مشروع سياسي جديد، واستيعاب حصيلة ودروس الفترة الانتقالية الماضية عبر مراجعات حقيقية للشراكة المعطوبة، والانتقال المتعثر ، هذه هي إشتراطات نجاح الموجة الثورية الحالية.
هذا الإنقلاب حتما الي زوال لأنه ببساطة يحمل عوامل فنائه داخله ، ولأنه إعتمد العنف وسيلة للهيمنة والتسلط على الشعب، ولكن لإستعجال إسقاطه هناك إستحقاقات أهمها تصاعد المقاومة السلمية للانقلاب بحشد كافة أساليب العمل النضالي السلمي، وإصطفاف قوى الثورة من لجان مقاومة وثوار وكنداكات ومجموعات مطلبية ونقابية ومهنية وسياسية ومدنية، والاستعداد للانتقال الديمقراطي بتجاوز كل الخلافات، والاقبال على بناء مشروع سياسي جديد، واستيعاب حصيلة ودروس الفترة الانتقالية الماضية عبر مراجعات حقيقية للشراكة المعطوبة، والانتقال المتعثر ، هذه هي إشتراطات نجاح الموجة الثورية الحالية.
الأولوية والمهمة التي لا تقبل التأجيل هي إلتقاء كافة قوى الثورة والتغيير في مائدة واحدة ، وتجميع كل الرؤى في ميثـاق الثـورة وبرنـامج الانتقـال، الذي يتجاوز الشراكة مع العسكر ، ويقطع الطريق أمام القوى الظلامية المساندة للانقلاب ، ويستكمل تفكيك التمكين، ويحقق العدالة ويؤكد عدم الافلات من كل الجرائم التي ارتكبت في حق الوطن والشعب ، فلا مكان للمشاريع الآحادية تحت اي مسوغ.
وجدير بالمجتمع الاقليمي والدولي ، إن كان مازال ثمة ضمير إنساني عالمي، ان يفعّل آليات كشف وعزل وضغط ومحاسبة القتلى ، فلا تكفي بيانات الادانة ، أو التعبير عن القلق ، بل التضامن الصريح والرهان على الشعب السوداني، ودعم التحول الديمقراطي في السودان.
لن ينسى التاريخ ان يسجل بمداد العار مجزرة 30 ديسمبر في صفحات سوداء تلاحق القتلى والسفاحين والانقلابيين وحلفائهم، وبمداد المجد والصمود في صفحات من نور لهؤلاء الشباب البواسل الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة، جيل يقدم نسخة جديدة من الشجاعة والاقدام والتضحية في سبيل المبادئ والوطن.
محمد الامين عبد النبي1 يناير، 2022