مقالات سياسية

صوت العقل أم صوت الدوشكا يابرهان؟؟

أصحي يا ترس

بشير أربجي

كان فاجعا جدا لكل من شاهد فيديوهات ولقطات مصورة من مواكب 30 ديسمبر المجيدة، أن يشاهد يافوخ (مخ) أحد الشهداء يحمله أحد رفاقه ضاما عليه فردتي حذاءه، نعم الكلمة صحيحة والمنظر كان فى منتهى البشاعة لكل من شاهده، لكن المؤلم أكثر من ذلك بمراحل بعيدة أن يأتي أعضاء ما يسمي بالمجلس السيادي الغير شرعي ليدينوا العنف، الذي مورس على الثوار بسبب الحصانة التي منحها قائدهم وقائد الانقلاب للاجهزة الأمنية، والأدهى والأمر أن يأتي قائد الانقلاب نفسه ليقول، في خطاب مسجل يوجهه للشعب السوداني بمناسبة أعياد الإستقلال كأنما هو الحاكم الفعلى للبلاد، إن التنازع والانفراد بالسلطة وإزهاق الأرواح تحتم علينا تحكيم صوت العقل، وهو حديث مفارق للواقع ويبعث على الضحك من بين ثنايا الألم الممض، فمن هو يا ترى الذي ازهق الأرواح بأوامره وبالحصانة التي منحها للأجهزة الأمنية يا برهان، وهل التوقيع بإسم عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة المزيل به قرار قتل الثوار أخرجه شخص سواك، ولماذا تتشبث بسلطة تتقرب إليها بازهاق الأرواح كل يوم وتطلب من ضحاياك تحكيم صوت العقل، ولماذا لا تحكم انت ولجنة المخلوع الأمنية عقلكم وتكفوا سلاحكم وأيديكم وأجهزة امنكم وغدرها عن هذا الشعب الأعزل، فالشعب السوداني كما يشاهد جميع من بالعالم لا يرفع سوى اكفه وهتافه رفضا لانقلابكم وحكمكم، ولم يفعل شيئا ليحول بينكم وبين الارتداد على ثورته المجيدة سوى تسيير هذه المواكب السلمية، فكيف يا ترى خاطبت انت ومن معك من لجنة المخلوع الأمنية مواكبه، ألستم أنتم من حكمتم بينكم وبين ثوار الشعب السوداني صوت الدوشكا والرصاص بدلا عن صوت العقل الذي تدعو له، ثم ما هو صوت العقل الذي تطلبه ممن لا يعرفون غير السلمية سبيلا؟، أهو ترك دماء الشهداء تضيع سدى حتى تسلمون السلطة للمدنيين وأنتم آمنون على أنفسكم، أم ماذا تقصدون بصوت العقل ولم نسمع منكم غير قعقعة السلاح وغدره منذ مجيئكم المشؤوم.

كما كرر قائد الانقلاب وبنفس الطريقة للمرة الثانية عزمه بناء مؤسسات الحكم الانتقالي وتنظيم إنتخابات حرة، وهو لا يترك موكبا رافضا لحكمه يصل لنقطة النهاية إلا على أشلاء الثوار وعقب قنص بعضهم بكل عنف، قائلا إن السبيل الوحيد للحكم هو تفويض شعبي عبر الانتخابات، وللمفارقة هو يغلق الطرقات على المواكب ويمنع الصحافيين من رصد الإنتهاكات والجرائم، فأي إنتخابات هذه التي تقام تحت القمع وجرائم القتل، ومنع تشييع الشهداء واختطاف الجرحى من سيارات الإسعاف وقطع الانترنت والاعتداء على القنوات الفضائية؟، ومن بالله عليكم يفكر لقائد الانقلاب ومن يشير عليه بمثل هذا الحديث، لأنه لو كان لديه مستشار حقيقي لكان أشار عليه بالصمت والانزواء عقب مجزرة الثلاثين من ديسمبر المخزية، وقال له لا تتحدث فقد تحدثت الدوشكا بدلا عنك وعزفت لحنا جنائزيا حزينا على أجساد الثوار، وحلقت بهم فى أعلي الجنان فداء لحلم الحرية والسلام والعدالة الذي تقف بينهم وبينه ويدك على الزناد وقواتك فى أهبة الاستعداد للقتل.

الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. المشهد معقد جداً ،واذا لم تقدم تنازلات من كل الأطراف سوف يكون الفصل السابع للأمم المتحدة حاضراً اذا لم تتم تنازلات ،،اعتقد الصراع صراع سلطة وايدولجية ايضاً فالعسكر مع أيدولوجية الإسلاميين وقد لاحظنا ذلك في تصريحات البرهان الأخيرة ،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..