مقالات سياسية

التوحش على الهواء!!!

وجدي كامل

ما درجت عليه السلطات بقطع الاتصالات وخدمة الانترنت لا يعد وقاية امنية نموذجية من تفاقم الاوضاع بسبب الاحتجاجات، ذلك ان الثوار والثائرات لهم برامج عمل معلنة المسارات والتوقيتات ولن يثنيهم عنها مانع او طارئ ولن يرهبهم غلق الجسور بالحاويات او أستخدام اخر صيحات الغاز المسيل للدموع او احدث منتجات الرصاص المطاطي او قطع التواصل فالعالم يرى ويسمع عبر القنوات الفضائية وغيرها من توثيق يحدث باللحظة. وليس اشد سوءا من ان يعرف العالم اقدام سلطات ما كسلطات هذا البلد على ارتكاب جرم كهذا واخذ حق كفلته حقوق الانسان في التواصل وحق العلم والمعرفة بالاخبار وتبادل المعلومات وان يتفرج على الهواء بما تقوم به السلطات من تقتيل وقمع للابناء والبنات.

ذلك توحش منقول على الهواء، والاجدى والافضل الا يحدث أبدا اذ ان ذلك لا يجرى الا في ظل الحكومات الاستبدادية واعتى الديكتاتوريات المتناقصة يوما بعد يوم بالعالم، والتي وفي قلتها وندرتها قد صارت تتراجع مرغمة عن اتخاذ مثل تلك التدابير والإجراءات في هذا التوقيت من التقدم التكنولوجي والتطور البشرى العام.
الا يدرك القائمون على امر هذا التوحش ان هؤلاء الابطال والبطلات وهذه (الماكينات) هى من اوصلتهم خدماتها الثورية الى سدة الحكم؟

ازاحة البشير لم تتم بانقلاب سبق الثورة وعجلت به قوة عسكرية او امنية او انتصار لمؤسسات حزبية او مدنية اخرى وافراد، بل تم بيد هذه القوة الشبابية الطامحة المتطلعة الى مستقبل حر وخلق قطيعة مع ما سبق من تاريخ سياسي مؤلم وقاسي لم يفلح في بناء بلد يعد من اغنى بلاد العالم من حيث الثروات. انهم فتية وفتيات وقطاع عريض من السودانيين يديرون غضبهم ويوجهون ثورتهم ضد كل الموروث لبناء سودان يخصهم كأصحاب حق في تحديد وتعريف مستقبلهم. فلماذا يتم تقتيلهم وضربهم وتعذيبهم وقد اذاقوهم الامر من قبل بفض عرسهم الوطني الاستثنائي المجيد في الاعتصام.

كل شهوة للسلطة وكل رغبة في امتلاك الثروات التي هى ملك للجميع الى نهاية وان كل جلاد ومستبد الى مكب التاريخ، وان مصير الحق ان تشرق شمسه مهما طال الليل واستطال وهم الانفراد بالسلطة والثروة لدى من سيكتب لصا او خائنا ومخادعا في التاريخ..
[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..