مقالات سياسية

يوميات الإحتلال (16) طبيعة الصراع  .. آفاق المستقبل  .. الواجب المقدس

جبير بولاد 

… البارحة وكالعادة في مواجهة غير متكافئة ، بين الثوار العزل وحزب برهان المسلح ، فقدنا ثلاثة أرواح ملائكيه وفي قمة عنفوانها الثوري ، كذلك ، عشرات الجرحي ، ووقع الثوار والكنداكات في روزنامة العام الجديد حضورهم المضيء في دفتر الحضور الوطني و الثوري  .
… عشية هذا اليوم ، تقدم حمدوك بإستقالته وهو أمر متوقع من شخص في تركيبة وتفاصيل رئيس الوزراء ولطالما سلك خطوات اضعفت من مسيرة هذه الثورة لصالح معسكر وكلاء الإحتلال الجديد للسودان ، وذهابه بالاستقالة أمر بدهي ، لن نترك هذا الامر يغرقنا كثيرا ، فوقت الثورة ومواقيتها أهم بكثير في ترتبيات واجباتها والأهداف التي تنتظرها  .
… اصبحت طبيعة الصراع الآن واضحة لكل سودانية/ سوداني  .. تكالب علي الإنسان السوداني وأرضه من قبل جحافل دولية أرخت بكلكلها في عاصمة البلاد واقاليمها المستباحة ، للدرجة التي اصبحنا نراقب ردات الافعال الخارجية في أمرنا ، لأن الداخل اصبح بيدق صغير في رقعة شطرنج الفاعلين الأساسيين من مراكز القرار الاستعماري الجديد  .
… تفاصيل هذا النزوع الاستعماري الجديد هو وضع اليد علي مقدرات السودان ، كونه بلد كبير ، غني بالموارد ، قليل تعداد السكان ، يجلس قبل مناجم المعادن علي مناجم من التاريخ والذي اذا استنهض وعرفه السودانيين لحدث تحول كبير جدا ، ولتبدلت حتي في داخل صراعاته الداخلية العدمية كل معادلات هذا الصراع  ولعرف السودانيين من هو العدو الحقيقي ولكن كيف يحدث الاستنهاض وكل مضخات العمالة للوطن تضخ كل يوم أطنان من العملاء والذين رضوا ان يكونوا مجرد وكلاء للاجنبي لحلب الوطن وتدمير إنسانه معنويا وماديا؟! .
… بذهاب يهوذا السوداني، يعود المشهد لمربعاته الاولي ، سلطة حزب برهان المسلح والذي جمع لجنة المخلوع الامنية وجهاز أمنها المستعاد عشية توقيع إتفاق حمدوك/البرهان ، والذي مثل اكبر طعنة نجلاء لهذه الثورة العظيمة ولكننا نحيا ونتعلم من طعناتنا .. ايضا حوي حزب برهان المسلح، الحركات المشلعة التي لم تستطع ان تدخل الخرطوم إلا بأذن من الثورة وهذا أمر يحاول أن يتغافله قادة سفاح هذه الحركات ، ايضا حوي حزب المسلحين اجهزة الحركة الإسلامية المسلحة من كتائب ظل وأمن شعبي تحت غطاء هيئة العمليات، وايضا التحق بهذا الخليط السام فلول دولة الكيزان والمرتبطين بها مصلحيا والذين فقدوا ببزوغ فجر الثورة امتيازاتهم غير المستحقة ، ايضا لم يفت هذا المولد سقاط المجتمعات السودانية ، الذين يهرعون لكل ملمة في أذي الوطن و تأخره .
… الآن تعود البدايات  .. المعارك المؤجلة بقصد ان يرضي السودانيين ويستكينوا بفرض الأمر الواقع ، لكنهم هذه المرة خاب فألهم وكذبت رهاناتهم ، لأن جيل السودانيين الآن ، جيل الثورة ليس كما سبق من اجيال السودانيين ، الذين فجروا ثورة ديسمبر العظيمة وما زالوا في كل انحاء السودان يناضلون ويعطون الدروس في حب الوطن بالتضحيات الجسام هذه الأجيال أتت في لحظة وعي كوني ، تفجرت فيها منابع المعارف واصبحت مبذولة ، واصبح العالم مزرعة صغيرة ليست عصية علي التحليل و المقارنة لتصنع ذلك العقل الجدلي في مقابل العقل التسليمي المروض بالسلطات القديمة وهذه تفاصيل جديدة علي اجيال السودانيين السابقة أنفسهم ، لذلك هم ايضا يحتاجون لوقت ليس قصير لفهم تلك المعادلات الجديدة والتعامل معها  .
… الثورة تطبخ طبختها متمهلة وواثقة الخطي تمضي كل يوم لتصل مرتبة جديدة في ترتيب العقل والواقع السوداني المريض لعقود سابقة .
… ليس أمام هذا الشعب إلا المضي قدما بثورته الماجدة هذه  .. ليس أمامه إلا الإنتصار  .. وليس أمام أعدائه المحليين والدوليين إلا فهم وتفهم والتعامل مع رغبات هذا الشعب في النهوض ، لأنكم تجهلونه وما زلتم تحللونه في بلاهة ومزاعم معرفة جهولة هي في اقصي تجلياتها تأكل من مورايث نظراتها القديمة و المتآكلة.
… اما انتم حزب الوكلاء المسلحين ، فانتم الابناء العاقين لهذا الشعب والخونة لهذه الارض وذهبتم الي جبل مظنة انه يأويكم ولكن الطوفان القادم لن يستثني احدا فيكم .
… الثورة وعي وفعل وبناء مستمر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..