مقالات وآراء

هذا بعد الاستقالة ياحمدوك

عبدالدين سلامه

لاشك أن استقالة حمدوك زادت المشهد تعقيدا على تعقيده ، غير أنها في الجانب الآخر فتحت كوّة أمام واقع جديد ، فالبلاد لايمكن أن تمضي بلاحكومة وبلا رئاسة وزراء ، والتّحول المدني المنشود لا يكون بغير حكومة مدنية  ، ومشكلة المدافعين عن العسكر والمدنين أن كلاهما ينظر للأمر من زاوية مختلفة ، فأنصار العسكر يرون أن الجيش حينما انحاز للشعب ( بحسب منطقهم ) في إسقاط البشير ، كان يجب أن يشكّل حكومة تكنوقراط تقوم بإعداد الانتخابات المفضية لحكومة مدنية ، بينما المدنيون يرون أنهم من أسقط البشير ، وأن الجيش أصلا ماكان ليدخل في المشهد من الأساس ، بل يظل في ثكناته ويتم تشكيل حكومة مدنية من صنّاع الثورة تقوم بالقصاص لشهداء الثورة من لدن الاعتصام وحتى شهيدي الأمس .
ورغم تباين المنطقين إلا أن الشراكة بين المكونين العسكري والمدني أثبتت عمليا فشلها الذريع ، ولابد أن تحمل ملامح الفترة القادمة واقعا مغايرا يكون للإستقرار ونبذ خطاب الكراهية والتّوحد في البناء والإعمار متصدرا لكل اهتمام ، فالشعب عانى مافيه الكفاية ولم يعد قادرا على احتمال المزيد ، ورؤوس الأموال الوطنية الكبيرة والصغيرة أخذت وتيرة هجرتها تتصاعد ماينذر بكوارث معيشية وخيمة حال استمر الوضع ، وحتى الأسر السودانية بفضل انعدام الأمن زادت وتيرة هجرتها واستقرارها في بلدان أخرى ممارفع معدل الهجرة خصما على حسابات الإنتاج ، وكل الملفات الخاصة بالدولة غدت ساخنة ومضطربة تصعّب من مهمة رئيس الوزراء القادم ، أما رئيس الوزراء المستقيل فمن الأفضل أن يلتحم مع شباب المقاومة ويؤسس بهم حزبا خاصة وأن معظمهم مؤمنون بأطروحاته ، ووقفوا معه ودعموه منذ توليه المنصب حتى استقالته ، ودون شك لوقام بتلك الخطوة فسيحقق مكاسب لاحد لها خاصة وأنه وجد احتراما مضاعفا زاد شعبيته بعد خطاب استقالته الذي شجع فيه الشباب على مواصلة المشوار حتى النصر ، وناشد فيه القوى المتباينة بتوحيد الرؤى والجهود وإعلاء المصلحة الوطنية لاالحزبية الضيقة .
الإنتخابات أضحت واقعا لامفر منه ، وعلى القوى السياسية أن تتجهز بدلا عن الاتهامات والمخاوف المسبقة التي ستستمر مهما تم تأجيل موعدها ، على الأقل يتم إقامة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس تكون مهمته الإعداد للإنتخابات القادمة ، أما العسكر فلاسبيل غير التوحّد في قوات واحدة وبشروط وطنية يتفق عليها الجميع ، ووجود أية قوة عسكرية خارج الإطار الرسمي أمر مرفوض في سوداننا القادم ، وبناء دولتنا من جديد يحتاج الكثير من الصبر والكثير من التنازلات والأكثر من الحكمة ، وعلينا أن نستفيد من أخطاء مابعد سقوط حكومة البشير حتى نمضي نحو غد شعارات الثورة بخطة حثيثة وثابتة راكزة ، وإلا فالحرب الأهلية والتقسيم طوفان حتمي
وقد بلغت

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. شكرااستاذقلت النصيحة لكن القحاطي
    اذاسمع كلمة انتخابات
    (بضرط)لانوعارف وزنو
    قشرة بصلة عشان كدة اقول ليك الشارع بس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..