
لاشك أن استقالة حمدوك زادت المشهد تعقيدا على تعقيده ، غير أنها في الجانب الآخر فتحت كوّة أمام واقع جديد ، فالبلاد لايمكن أن تمضي بلاحكومة وبلا رئاسة وزراء ، والتّحول المدني المنشود لا يكون بغير حكومة مدنية ، ومشكلة المدافعين عن العسكر والمدنين أن كلاهما ينظر للأمر من زاوية مختلفة ، فأنصار العسكر يرون أن الجيش حينما انحاز للشعب ( بحسب منطقهم ) في إسقاط البشير ، كان يجب أن يشكّل حكومة تكنوقراط تقوم بإعداد الانتخابات المفضية لحكومة مدنية ، بينما المدنيون يرون أنهم من أسقط البشير ، وأن الجيش أصلا ماكان ليدخل في المشهد من الأساس ، بل يظل في ثكناته ويتم تشكيل حكومة مدنية من صنّاع الثورة تقوم بالقصاص لشهداء الثورة من لدن الاعتصام وحتى شهيدي الأمس .
ورغم تباين المنطقين إلا أن الشراكة بين المكونين العسكري والمدني أثبتت عمليا فشلها الذريع ، ولابد أن تحمل ملامح الفترة القادمة واقعا مغايرا يكون للإستقرار ونبذ خطاب الكراهية والتّوحد في البناء والإعمار متصدرا لكل اهتمام ، فالشعب عانى مافيه الكفاية ولم يعد قادرا على احتمال المزيد ، ورؤوس الأموال الوطنية الكبيرة والصغيرة أخذت وتيرة هجرتها تتصاعد ماينذر بكوارث معيشية وخيمة حال استمر الوضع ، وحتى الأسر السودانية بفضل انعدام الأمن زادت وتيرة هجرتها واستقرارها في بلدان أخرى ممارفع معدل الهجرة خصما على حسابات الإنتاج ، وكل الملفات الخاصة بالدولة غدت ساخنة ومضطربة تصعّب من مهمة رئيس الوزراء القادم ، أما رئيس الوزراء المستقيل فمن الأفضل أن يلتحم مع شباب المقاومة ويؤسس بهم حزبا خاصة وأن معظمهم مؤمنون بأطروحاته ، ووقفوا معه ودعموه منذ توليه المنصب حتى استقالته ، ودون شك لوقام بتلك الخطوة فسيحقق مكاسب لاحد لها خاصة وأنه وجد احتراما مضاعفا زاد شعبيته بعد خطاب استقالته الذي شجع فيه الشباب على مواصلة المشوار حتى النصر ، وناشد فيه القوى المتباينة بتوحيد الرؤى والجهود وإعلاء المصلحة الوطنية لاالحزبية الضيقة .
الإنتخابات أضحت واقعا لامفر منه ، وعلى القوى السياسية أن تتجهز بدلا عن الاتهامات والمخاوف المسبقة التي ستستمر مهما تم تأجيل موعدها ، على الأقل يتم إقامة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس تكون مهمته الإعداد للإنتخابات القادمة ، أما العسكر فلاسبيل غير التوحّد في قوات واحدة وبشروط وطنية يتفق عليها الجميع ، ووجود أية قوة عسكرية خارج الإطار الرسمي أمر مرفوض في سوداننا القادم ، وبناء دولتنا من جديد يحتاج الكثير من الصبر والكثير من التنازلات والأكثر من الحكمة ، وعلينا أن نستفيد من أخطاء مابعد سقوط حكومة البشير حتى نمضي نحو غد شعارات الثورة بخطة حثيثة وثابتة راكزة ، وإلا فالحرب الأهلية والتقسيم طوفان حتمي
وقد بلغت




ايه. عبد الدين دي
قوم
شكرااستاذقلت النصيحة لكن القحاطي
اذاسمع كلمة انتخابات
(بضرط)لانوعارف وزنو
قشرة بصلة عشان كدة اقول ليك الشارع بس