مقالات وآراء

الى معالي الدكتور عبدالله حمدوك … تفارق وين تخلينا

يوسف عيسى عبدالكريم 
 

استفاق الشارع السوداني على نبأ استقالة الدكتور عبدالله حمدوك التي اجلت الغموض وحسمت الجدل الدائر في الأوساط السياسية بين مكذب ومؤكد للخبر . بين عشية وضحاها اصبح عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق . وبالرغم من ان الرجل حتى في استقالته لم يقدم أي جرد لما قام به من جهد سياسي او تنفيذي في سبيل انقاذ ما يمكن إنقاذه الا ان الطريقة الدراماتيكية التي طرح بها استقالته اعادت له ذلك الالق الذي خبت وضجت الوسائط الاجتماعية بالشكر الجزيل لشخصه … وعادت عبارة شكرا حمدوك الى الواجهة وانتشرت ساحبة حزن على موقع فيسبوك بل زرف بعض الناشطين الدموع وهم يترنمون بأغنية فارقنا اعز الناس … وين يا مسافر نار الشوق شديدة خلاص .
وللأمانة فانا شخصيا لي وجهة نظر مختلفة وأقول لي ناس شكرا حمدوك …
براي يا خلا … انا من عيني النوم قلا  .
يا يابا سعدابي … وفوقو الشجر كابي
بسجل ليك عذابي … كان ترضي كان تابي
مع احترامي الشديد للرجل الا انني اعتقد انه لم يوفق  سابقا عندما قبل التكليف وبالرغم من تبريره برغبته في حقن دماء السودانيين  الا ان المراقب يلاحظ عدم تحقق ذلك الامر حيث لعب به العسكر سياسيا باستخدامه كواجهة تم بها شرعنة الانقلاب بعد 25 أكتوبر . ولسان حالهم يقول .
قدمتو المحطة … وقيامو الساعة ستة
والقطر الشالك انت . يتكسر حته حته .
فالعسكر لا يهمهم ما اتفق عليه . بل يهمهم ان يركب حمدوك قطر الاتفاق الذي حقق لهم الشرعية والقبول في المجتمع الدولي وهو المطلوب اثباته .
كذلك لم يوفق الرجل لاحقا حينما استقال وانسحب من المشهد السياسي في ظل حالة الاحتقان ووالانفلات التي تشهدها البلاد فالاستقالة ليس لها تفسير غير التهرب من المسؤولية . لا السؤال المطروح من المواطن السوداني البسيط اليوم للسيد حمدوك هو
تفارق وين تخلينا ؟
ياحمدوك انت مسؤول فيما أدخلت فيه البلاد والعباد  … وظهورك بالمظهر الملائكي المثالي … او محاولتك للعب دور الشهيد في مواجهة دور العسكر الشيطاني لا يعفيك من المسؤولية . فانت شريك فيما ستذهب اليه الأمور والتاريخ سيسجل في دفتره انك في يوما ما خذلت امال البسطاء والمساكين الذين راهنوا عليك في لحظة فارقة في حياتهم كشعب يطمح بقائد ومخلص .
يعني نحن هسه نسوي شنو في النقاط دي:
1/ الحركات المسلحة التي تم الاتفاق معها في صفقة مجهولة وغير معلومة المصير .
2/ البرنامج الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي .
3/ شكل الحكم المحلي المزدوج والمشوه حيث يوجد ولاة ولايات وحكام أقاليم في البلاد .
4/ الغلاء الطاحن وتدني قيمة العملة وارتفاع التضخم .
5/ المنهج الذي تم الغائه والمنهج الجديد الذي لم يطبع بعد .
6/ الحكم العسكري الذي اصبح في رقابنا مثل خروف الامبررو .
وكأني بالبرهان الان ينادي بأعلى صوته
نادو لي حنوني ..نااااادو لي حنوني .
نادو لي الشباب الغلب الري ياحنوني .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..