عنف الفاشلين

أصحى ياترس
بشير أربجي
منذ تاريخ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م المشؤوم، ولا تزال الدولة وحكومتها بمفهومها المتعارف عليه غائبة، ونراها تسير وهي تتوكأ على قرارات ومراسيم يصدرها البرهان لوحده، أو ربما بالتشاور مع حميدتي وجبريل ومناوي واردول وخلافهم من المتسلقين والانتهازيين المتحلقين حوله، والذين ورطوه بأن مهدوا لانقلابه ونصحوه بالقيام به متعجلا مثلما كان يهتف ذلك التور فى مخزن الخزف، (الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع)، وها قد خرج بيانهم الشائه كوجوههم القميئة التي تستبطن كرها للشعب، وهو بيان ساقط حتى قبل اذاعته من قائد الانقلاب، فماذا كانت المحصلة غير أن ازدادت الفوضى التي تسببوا فيها قبل انقلابهم بالبلاد، فلا برهان ولا مجموعته الانقلابية استطاعوا تعيين رئيس وزراء ومن اجبروه على العودة استقال، كما لم يعينوا وزير أو مسؤول واحد منذ انقلابهم المشؤوم، وفشلوا كذلك فى توفير السلع الاساسية التي كان يهرطق نائبه بأنها صارت غير موجودة، بقوله فى لقاء مبثوث (صبرنا) مكررا لها ثلاث مرات بطريقة باكية كالأطفال، كما قام مؤخرا وزير ماليته (الكوز) جبريل إبراهيم برفع أسعار الكهرباء بشكل غير مسبوق فى ظل إستمرار القطوعات وأنكر أنه فعل ذلك، وأظنه قام بذلك لتوفير الأموال لشراء (البمبان) والرصاص وبنزين التاتشرات التى يمتطيها قتلتهم، الذين أصبح من الواضح أنهم منحوا سلطات القتل خارج نطاق القانون دون محاسبة، كما ظهر جليا فى تسجيلات لقادة الانقلاب وقادة مليشياتهم، لذلك أصبحت المليشيات ترتكب الإنتهاكات بكل بجاحة وتسييء للثوار والثورة بالفاظ يعف اللسان عن التفوه بها، مما يوضح مدي الانحطاط الذي وصلت إليه الأجهزة النظامية التى يقودونها بكل غبن تجاه الشعب السوداني وثواره، وكم شاهدناهم ينتهكون حرمات المساجد ودور العبادة فضلا عن انتهاكهم لحرمات الأنفس والمنازل كأنما لم تتم تربيتهم وسط أسر سودانية تحمل قيم المجتمع السوداني.
كل هذا حادث الآن ويمكن مشاهدته عيانا بيانا، مضافا إليه الفشل فى تحقيق الأمن الذي كان يتشدق به البرهان وحميدتي على الشق المدني قبل انقلابهم المشؤوم، مع تعطيلهم الكامل للحياة المدنية عبر إغلاق الطرق بالاسلاك الشائكة والجسور بالحاويات وقطع خدمتي الإنترنت والاتصالات، وما يحدث من السلطة الانقلابية بقيادة البرهان تلاعب بمصير السودان سيورده الهلاك، وما الاغتصاب والقتل وتهديد الحرائر والأطفال إلا علامة لذلك الأمر، ولن يعتبر إنجازا لمدبري الانقلاب بل هو خزي لهم يضاف لمخازي مجازر دارفور ومجزرة فض الإعتصام بالقيادة العامة، كما لن يجعلهم العنف يستقرون فى الحكم إطلاقا وإن توهموا ذلك، فهم فاشلون فى كل شيء وكانوا يبررون فشلهم بوضعه على عاتق السلطة التنفيذية، ولكن بعد انقلابهم المشؤوم انكشفت كذبتهم البلقاء ووضح أنهم فاشلين حتى فى القيام بانقلاب زمانيا ومكانيا، لذلك أصبحوا يطلقون النار على الجميع للتغطية على فشلهم، وقريبا سترتد عليهم بالضغط الشعبي المتواصل حتى نجدهم يطلقونها على أرجلهم وهم يولون.
الجريدة