
حمدي حاج هلالي
بدأ الشباب يرسمون ملامح دولة المستقبل بعد أو وضعوا أساسه متينا في الارض ، وبدأوا يقومونه طوبة طوبة ليكون أصلها ثابت وفرعه في السماء لا تهزه العواصف الهوجاء ولا هرولة المرجفين في الارض ابتغاء سلطة أو جاه يرجونها …
تساقط الانتهازيون بعد ان عجزوا التسلق على اكتاف الثوار والآن الشباب الثائر على قلة خبرتهم في مضمار الحياة إلا انهم اختصروا الزمان واختزلوه بوضوح الرؤيا والهدف واخذوا يلتمسون لها الوسيلة الناجعة وهي ناجحة بعون الله … السنتان اللتان تليتا ثورة ديسمبر المجيدة بما مرت به من مخاض عسير أفرزت واقعا جديدا على الارض غير الواقع المهترئ الذي أقامه المكونين العسكري والمدني والذي كان على اساس المحاصصة والترضيات البغيضة التي كانت يتبعها نظام الانقاذ السيئ الذكر والذي أقعد السودان لاكثر من ثلاثين عاما للحاق بركب العلم والتطور … والآن يريدون أن يرجعوا بالوطن للمربع الاول
ولكن هيهات … فالشباب اليوم أوعى من الاحزاب وأوعى من العسكر الذين يحاولون رسم ملامح الوطن عبثا وقد نسوا او تناسوا ان الكلمة الفصل اليوم للشارع وليس للذين ينتظرون في مقاعد المتفرجين أو الذين يتوهمون أن بيدهم السلطة … مفاتيح الحل والربط ليست بيد السلطة الان ولكنها بيد الشارع يقومها كيف يشاء … لا مكان للسجن والارهاب والقتل في عهد الفضاءات المفتوحة وليست الدنيا كسابق عهدها فالدنيا اصبحت قرية صغيرة واي خبر مهما كان صغيرا ينتشر بسرعة البرق ليعم انحاء المعمورة بين طرفة عين وانتباهتها …
والخلاصة ان الذي يبذل روحه ودمه في سبيل اعلاء شان الوطن هو الذي يحق له أن يحكم لا الذين يتهافتون على الكراسي ويسرقون احلام الشباب في غفلة منهم .