
عبدالدين سلامه
لاشك أن تباين الآراء حول استقالة حمدوك لاينفي أن فترة توليه رئاسة وزراء البلاد كانت بالضبط كفترة تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مقاليد حكم بلاده ، فأداء ترامب كشف الكثير من الوجوه الخفية للدولة الأمريكية ، وفضح بجلاء تلك المسافة بين القول والفعل ، وبين الأخلاق والواقع ، وتعامل ترمب مع الكثير من دول العالم الثالث بنظرة سمسار أوفتوّة كجزء من الإدارة الأمريكية كان خافيا على الكثيرين ، وأنانية السياسة الأمريكية كانت مستورة حتى بانت عملية قرصنة كمامات أوربا القادمة من الصين في عرض البحر ، والمسنين الذين لفظتهم بدايات هلع الجائحة ومناظر الشاحنات المملوءة بالجثث ، وأيضا كشف سوءات العملية الديمقراطية تلك الأحداث التي سبقت تولّي الرئيس الحالي جو بايدن .
فترة حمدوك هي الأخرى كشفت سطحية الطموحات السياسية لقوانا المختلفة الفاعلة منها والخاملة ، وكشفت مدى التباين الواقع في السياسة السودانية التي لم تتوحد حتى الآن على فكر وطن واحد ، وفضحت مدى سوء بعضنا من خلال استعادة الأموال والأصول المنهوبة ، وكشفت أحزاب اليسار وبعضا من أحزاب اليمين والتي مثّلت مجتمعة بجانب العسكر وضيق أفق الكثير ممن تولوا إدارة الحكم من المدنيين سببا مباشرا في الوصول لهذا النّفق المظلم الذي جعل الكثير من البسطاء يتحسرون على نظام اقتلعوه بأيديهم .
الأهم في استقالة حمدوك أنها أبرزت بسالة وإرادة الشباب الذين رسموا أحلاما محددة لسودان مابعد البشير ، وسرق أداء المسؤولين تلك الأحلام من خلال الفوضى والعشوائية التي انتهجوها في الإدارة ، ونشروا خطاب الكراهية بين أبناء الشعب الواحد ، وأفرزت سياساتهم المختلفة وضعا معيشيا بائسا وموضعا أمنيا مضطربا وفوضى عارمة في كل شيء .
الأخطر الذي كشفته الإستقالة في الشأن السوداني هو التّدخّل السافر والإستعمار شبه المباشر لبلادنا من الغرب وخاصة الولايات المتحدة التي أعلنت عن بعث وفد من المخابرات الأمريكية للجلوس مع المكون العسكري والقوى المدنية لاختيار رئيس للوزراء بعدما صال ممثلهم في السودان وجال وبات يصدر الأوامر ويحدد كيفية إنشاء المرحلة القادمة ويضع المحظورات بكل وقاحة .
إستعمار بلادنا من أي جهة كانت لايشبه تضحيات شباب ثورتنا ، ومنح أبناء الجيش للدراسة في السعودية خلق علامات استفهام كبيرة ليست أقل من تلك التي اندهشت لتدخل الغرب العلني في مصيرنا ، ولابد لشباب الثورة من التعامل بوعي مع هذه الحالة الاستعمارية غير المسبوقة والتي انبطح لها بكل أسف معظم إن لم يكن كل ساستنا الفاعلين منهم والخامدين.
سودان الثورة يجب أن يتم تقرير مصيره بعقول سودانية وإرادة سودانية صرفة، وإلا فلن تكون لكل تضحيات شبابنا قيمة ، ولن يكون للصبر على معاناة السنوات الماضية اعتبار ، ويكفي أننا أصبحنا نملك أرضا ولانملك دولة ، نملك مسؤولين ولانملك قرار ، نملك شعارات ولانملك توافق .
لن يتم التوافق التام على أية حكومة قادمة ، لأن التوافق التام أمر مستحيل لا في السودان وحده ولكن في كل مكان ، والدرس الوحيد الذي يجب على القادمين استيعابه هو ان الشباب الذي صنع الثورة لن تقبل أي معادلة حكم اسقاطه ويجب أن يكون أسّا في كل قرار وعلينا أن نتعلم الكثير من دروس استقالة حمدوك.
وقد بلغت
فترة حمدوك هي الأخرى كشفت سطحية الطموحات السياسية لقوانا المختلفة الفاعلة منها والخاملة ، وكشفت مدى التباين الواقع في السياسة السودانية التي لم تتوحد حتى الآن على فكر وطن واحد ، وفضحت مدى سوء بعضنا من خلال استعادة الأموال والأصول المنهوبة ، وكشفت أحزاب اليسار وبعضا من أحزاب اليمين والتي مثّلت مجتمعة بجانب العسكر وضيق أفق الكثير ممن تولوا إدارة الحكم من المدنيين سببا مباشرا في الوصول لهذا النّفق المظلم الذي جعل الكثير من البسطاء يتحسرون على نظام اقتلعوه بأيديهم .
الأهم في استقالة حمدوك أنها أبرزت بسالة وإرادة الشباب الذين رسموا أحلاما محددة لسودان مابعد البشير ، وسرق أداء المسؤولين تلك الأحلام من خلال الفوضى والعشوائية التي انتهجوها في الإدارة ، ونشروا خطاب الكراهية بين أبناء الشعب الواحد ، وأفرزت سياساتهم المختلفة وضعا معيشيا بائسا وموضعا أمنيا مضطربا وفوضى عارمة في كل شيء .
الأخطر الذي كشفته الإستقالة في الشأن السوداني هو التّدخّل السافر والإستعمار شبه المباشر لبلادنا من الغرب وخاصة الولايات المتحدة التي أعلنت عن بعث وفد من المخابرات الأمريكية للجلوس مع المكون العسكري والقوى المدنية لاختيار رئيس للوزراء بعدما صال ممثلهم في السودان وجال وبات يصدر الأوامر ويحدد كيفية إنشاء المرحلة القادمة ويضع المحظورات بكل وقاحة .
إستعمار بلادنا من أي جهة كانت لايشبه تضحيات شباب ثورتنا ، ومنح أبناء الجيش للدراسة في السعودية خلق علامات استفهام كبيرة ليست أقل من تلك التي اندهشت لتدخل الغرب العلني في مصيرنا ، ولابد لشباب الثورة من التعامل بوعي مع هذه الحالة الاستعمارية غير المسبوقة والتي انبطح لها بكل أسف معظم إن لم يكن كل ساستنا الفاعلين منهم والخامدين.
سودان الثورة يجب أن يتم تقرير مصيره بعقول سودانية وإرادة سودانية صرفة، وإلا فلن تكون لكل تضحيات شبابنا قيمة ، ولن يكون للصبر على معاناة السنوات الماضية اعتبار ، ويكفي أننا أصبحنا نملك أرضا ولانملك دولة ، نملك مسؤولين ولانملك قرار ، نملك شعارات ولانملك توافق .
لن يتم التوافق التام على أية حكومة قادمة ، لأن التوافق التام أمر مستحيل لا في السودان وحده ولكن في كل مكان ، والدرس الوحيد الذي يجب على القادمين استيعابه هو ان الشباب الذي صنع الثورة لن تقبل أي معادلة حكم اسقاطه ويجب أن يكون أسّا في كل قرار وعلينا أن نتعلم الكثير من دروس استقالة حمدوك.
وقد بلغت
