
كتبت في صفحتي بالفيس:
حمدوك : إستقالتك موفقة جعلت البرهان عارياً مع إنقلابه دون غطاء.
حمدوك : جاءتك الفرصة الأخيرة لتقود الثورة والسودان لدولته المدنية.
حمدوك : كن مع الثورة وأعلن أنك قائد المسيرة الثورية حتى الإنتصار.
حمدوك : سيقبلك الجميع حتى وإن قلتها
وأنت خارج البلاد سيدعمك الثوار وقوى الثورة الحية ، والمجتمع الدولي.
حمدوك : ومع ذلك وافقت أم لم توافق الثورة مستمرة ومنتصرة .
.. # والردة مستحيلة#
* * *
وبداية أُنوه أنني طيلة سنتين ، ظل فيها حمدوك رئيساً للوزراء ، ظللت ناصحاً ورافضاً سياساته المستكينة والمترددة والخاضعة للمكون العسكري مرات ومرات وقد ردمته “كما يقول الثوار” وقلت فيه ما لم يقله مالك في الخمر ، وقد قلت قبل توقيعه للبيان السياسي مع العسكر “كن مانديلا بطل إفريقيا التاني ولا تكن شومبي خائن إفريقيا الثاني” ولكنه للاسف وقع ذلك البيان المتماهي مع الإنقلاب قلباً وقالباً ، مع بعض الشروط الواهية التي وضعها حمدوك ليستر بها فعلته الشنيعة تلك . والتي ظل تنفيذها في يد الإنقلابي البرهان ، وفعلاً تجاهلها الإنقلابي الأول ، وتحايل على بعضها لصالحه . وبعد خروجه وأعني حمدوك من المهشد السياسي ، قد أصبح اشكالية كبرى بين الثوار والثايرات والشارع ، منهم من ظل يعشم فيه ، ويوازره ، وبعضهم من يرفضه تماماً ، بل من يعده خائناً للثورة المجيدة ، وحتى يتحد الموقف تجاهه ، ولا تنشغل الثورة عن مهامها بالإختلاف حوله : لذلك أقول وطالما أنه أخرج نفسه ، من المشهد السياسي تماماً باستقالته التي طالبناه بها يوم الإنقلاب المشؤوم والتي تأخرت كثيراً ، فأقول لن نتركه هكذا يقرر وضعه بنفسه ، وإنما يجب محاسبته ، عند دخوله وخروجه من المنصب ، حتى تتوحد قوى الثورة ، برائها ، ولن نكلفه كثيراً بتبيان موقفه من الثورة ، بأخذ اقواله أو غيرها. وعليه وهو خارج البلاد أو لازال داخلها كما قلت في مقدمتي ، التي ناشدته فيها ، مرة أخرى ، نقلاً عن صفحتي في الفيس بوك ، علينا أن ننظر إلى أين يسير وإلى أين المصير . فإذا كان لازال قلبه على الثورة والوطن ، أن يعلن موقفاً واضحاً بأنه كان تحت ضغط العسكر ، وسَيُغفر له ذلك ، بشرط أن يعلن بأنه الآن ضد الإنقلاب العسكري الذي قام به البرهان ، وسيعمل ضده ، وفي هذه الحالة يمكن أن بستعيد مجده ، وربما تدفعه الجماهير لقيادة ثورتها .
او خياره الثاني :
أن ينزوي ليعيش مع أسرته وعمله ، وفي هذه الحالة ، سيعتبره شعبنا خائناً لثورته ، وأنه جاء لخدمة آخرين لأغراض خاصة بهم ، وأداها لهم ثم تخارج ، وفي هذه الحالة سيتم بعد إنتصار الثورة ، جلبه إلى السودان ، إن لم يكن داخله ويحاكم مع البرهان الإنقلابي ، في جرائمه خاصة بعد الإنقلاب ، بما فيها التخطيط للانقلاب نفسه. وخصوصاً جرائم قتل المتظاهرين وسحقهم وضربهم واغتصاب حرائرهم ، يظل فيها شريكاً أصيلاً مع البرهان . في إرتكابها وهي جرائم لا تنقضي بالتقادم .
وليس من خيار ثالت له . إما بطلاً يُكرم ، أو خائنا يُجرم . أما لعب دور الوسيط بين الإنقلاب والثورة ، بين العسكر والشعب ، فلا مجال له في ذلك ، بعد الآن . فالدخول في شباك الرئاسة والمسؤولية ، ليس سهلاً كالخروج منها .
والثورة مستمرة ..# والردة مستحيلة# .
يا حويج حمدوك لن يفعل هذا ولا ذاك فهو كرت قد احترق يوم تنكر للثوار وانحني امام برهان فيخس ويخس عليه ولا تنتظر منه شيئا فقد خذلنا.