مقالات وآراء

القيادات التي افرزها اتفاق سلام جوبا !! (حشفا وسوء كيلا)

جمال الصديق الامام 
 
تندر المدعو سليمان صندل من مطالبة العقلاء  بان تعامل المواقع القيادية التي منحت للحركات المسلحة معاملة المواقع القيادية الاخرى في الترتيبات القادمة ، وذلك بان يسكن بها قيادات من الكفاءات الوطنية غير الحزبية حالها في ذلك حال بقية المواقع القيادية الاخرى .
ولا ادري لماذا علا نفس الرجل وهبط تجاه طلب معقول جدا ، وقد سبق لقادة الحركات المسلحة الاصطفاف جانب المكون العسكري حين تزرع المكون العسكري قولًا بان حكومة حمدوك الثانية خالفت الوثيقة الدستورية وجنحت الى تكوين الجهاز التنفيذي من الاحزاب ولم يكن الوزراء من التكنوقراط .
اذن مطلب تسكين التكنوقراط بالمواقع القيادية هو مطلب الحركات المسلحة من الاساس .
وحيث ان الامر كذلك يجب على سليمان صندل وبقية اطراف العملية السلمية ان يبادروا من تلقاء انفسهم الى ترك مواقعهم واعلان رغبتهم في صيرورة كل المواقع القيادية لقيادات من التكنوقراط حتى يستقيم المشهد السياسي ، اذ لا يعقل ان يطالبوا بحكومة من الكفاءات الوطنية غير الحزبية ويتمسكون بمواقعهم وهم غير ذلك .
مسالة ان كان الحق معكم طالبتم به وان كان ضدكم رفضتهم اعطاءه فهذا مطعن من مطاعن عدم الاخلاق او اللعب غير النظيف بقوانين اهل الكرة يا سليمان يا صندل وهو ما لا نرضاه ان يتصف به العقلاء من قيادات الحركات المسلحة .
طالما ان الراي ذاهب الى القول بان تكون الحكومة حكومة كفاءات وطنية غير حزبية فيجب الا يكون هذا الاتجاه بمنعزل عن كل مكونات الحكومة ، ولا حصانة فيه لا تفاق مهما علا شانه .
اتفاق جوبا ليس كتابًا مقدسًا منزلًا من فوق سبع سماوات حتى نقول يجب الا يمسسه انس ولا جان .
وهو ما زال حبر على ورق لم ينزل على ارض الواقع وقادة الحركات المسلحة لا رغبة لهم في تطبيق السلام سابقه لرغبتهم في الجلوس على كراسي السلطة ، والتلذذ بنعمتها .
كاذب من يقول بان البندقية قد سكتت في مناطق الهامش ، فما زالت انهار الدم تنهمر في وديان دارفور ، في حين ان حاكم الاقليم والمسؤول الاول عنه ما زال مشغول بالتجاذبات السياسية ، متمترسا بمخرجات اعتصام الموز المصنوع خسة لضرب مقاصد الثورة والهيمنة على الثوار .
فضلا عن ذلك قيادات الحركات المسلحة غير مؤهلين نفسيا او اكاديميا ولا اخلاقيا لشغل مواقع قيادية في الفترة الانتقالية ان فعلا اردنا وقصدنا إصلاحا .
وذلك لسبب بسيط جد هو انهم غير مهيئين نفسيا واعني بذلك استعدادهم النفسي لتقبل الاخر والتعايش معه في جو حواري لم تالفه نفس المقاتل الذي يحمل البندقية كلغة حوار لحسم الامور وفي اعتقاده إن رائه هو الراي الغالب وان لم يك صحيحًا.
وفوق ذلك قادة الحركات المسلحة يملكون حركاتهم المسلحة التي تحتاج الكثير جدا من المقومات وانشغالهم بحركاتهم  اثناء شغلهم للمواقع القيادية قد يؤدي الى تشتيت فكرهم او حتى حملهم على إعطاء حركاتهم او افرادها ميزة من مزايا الوطن قد لا يوفروها لبقية افراد المجتمع .
وفوق ذلك فشلهم في قيادة دفة العمل بالمواقع المعنية متاح ومتوفر وان حمل احدهم اعلى المراتب الاكاديمية ولعل اصدق دليل على ذلك حالة المدعو جبريل ابراهيم عند شغله لموقع وزارة المالية ، وفشله الباين في ادارتها بل اقول ان جبريل حتى هذه اللحظة لا يعي ولا يعرف ماذا يفعل كوادر وزارته بالوزارة .
سلام جوبا اتضح بانه لم يكن السلام المقصود ولم يعد سلاما يريح الوطن من ويلات الحرب وهو عبارة عن مسكن للالم فقط ، ويصح ان يوصف بانه سلام الغنائم .
مسالة اشتعال الحرب مرة اخرى مسالة وقت فقط ، لان بعض اطراف السلام التي لم تنل كيكتها من السلطة ما زالت تنظر بعين الامل لنيل حصتها من المغانم بل حتى ان هناك افراد داخل الحركات يتنظرون حصتهم في المغنم من قوادهم داخل الحركة الواحدة فهؤلاء حال يائس احدهم سوف يقتطع الحركة او جزء منها ليعود بها او بهم الى اتون الحرب من جديد .
سلام جوبا والقيادات التي افرزها سلام جوبا كانت وبالًا على الوطن بدلا من ان تكون دافعا للتنمية والسلام .
وقد اصبحت محطة السلام محطة معيقة لانعتاق الوطن من براثن الحكومات العسكرية
وقد مثلت المحطة حاجزا وسدًا منيعًا حال دون وصول الثورة الى غاياتها وانزال شعارات
الحرية
والسلام
والعدالة
على واقع ارض السودان
دعونا نرفع الحصانة عن اتفاق سلام جوبا المعيب ليتفاكر الناس حوله وانطلاقًا من الفترة التي سمحت بتطبيقه على ارض الواقع لنصل الى تقييم عادل يسمح لنا عن ادراك كامل وواعي بتعديله بما يحقق شعارات الثورة ومقاصد اهل الهامش واهل السودان جميعا ، وذلك بتحريكه من دائرة مغانم قادة الحركات الى دائرة تحقيق مصالح الناس وان دعى الداعي الى تعديل غالب بنوده .

‫2 تعليقات

  1. بعد انتصار الثورة يجب ان يحذف مصطلح الهامش من القاموس السوداني لانه كل السودان هامش و الهامش مصطلح عنصري كانه جزء ممن اهل السودان هامش و الجزء الاخر عايش في الرفاهية
    و يجب صياغة اتفاق جديد يضمن حقوق الشعب بالمساواة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..