استقالة حمدوك… السيناريوهات المتوقعة!

تقرير: الخواض عبد الفضيل
بعد أن لوح بها لأكثر من شهر أعلن رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك عن استقالته تاركاً المجال لمن يخلفه، لكن يبدو أن هذه الاستقالة لها ما بعدها وبحسب مراقبين يمكن أن تزيد الأمر تعقيداً فيما اعتبر آخرون أنها قد تكون جزءً من حل الأزمة السياسية التي أقعدت البلاد دون حكومة منذ شهرين، لكن عقب الاستقالة أصبح المشهد السياسي السوداني ملبداً بالغيوم ولا يعرف الى أين يسير السودان.. (اليوم التالي) بحثت عن مآلات هذا الوضع وما هي السيناريوهات والحلول المتوقعة؟
مدنية خالصة
قال الأستاذ عثمان إدريس أبو رأس نائب أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي إن رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك شارك البرهان في الانقلاب، ثم بصم عليه في أكتوبر الماضي منوهاً الى أن الأوضاع أصبحت واضحة وعرف الأسود من الأبيض، وأشار الى أن الحل أضحى ظاهراً يتمثل في الإطاحة بهذا الانقلاب وذهاب البرهان وقال: المجرب لا يجرب مرة أخرى، ولا يمكن للمؤمنين بالتحول الديمقراطي أن يتخلوا عن مشروعهم خاصة بعد التضحيات الغالية التي قدمها الشباب وما زالوا يقدمونها خلال هذه الثورة المجيدة ولفت الى أن الحل في ذهاب البرهان بأي كيفية ممكنة ونوه الىأان الشارع لن يتوقف والبرنامج قائم على أن تتوج هذه المواكب بوقفات احتجاجية وعصيان مدني ولا يوجد وقت معين حتى نقطعه، لكن الشباب مستمرين في ثورتهم الى أن تتحقق مطالبهم وقال: حمدوك في الأصل لم يضف شيئاً وخروجه جعل المشهد أكثر وضوحاً أقلها يأتي شخص يحس الناس من خلاله بأن هنالك جسم مدني موجود في السلطة. وأضاف أننا لا نملك أن نتوقع سناريو بعينه لكن يمكن القول إن كل السيناريوهات مفتوحة لافتاً الى أنهم لا يملكون سوى الشارع وتنظيمه بالإضافة الى توسيع المشاركة العريضة للمعارضة وتعرف من خلالها الرؤية التي من عبرها أن تتطور البرامج السياسية هذا ما يوجد في يد القوى السياسية وليس لدينا بندقية نجر بها الى أعمال عنف في النهاية نريد سلطة مدنية خالصة ويذهب العسكر الى دورهم الأساسي هذا هو الحل الذي من أجله خرج الشباب.
التوم هجو: استقالة حمدوك هي الحل إذا كانت سلباً أو إيجاباً
من ناحية أخرى أكد رئيس مسار الوسط وعضو الحرية والتغيير منصة التأسيس التوم هجو أن استقالة حمدوك قد تكون هي بداية الحل لافتاً الى أنها ستخرج الجميع من حالة الضبابية واللا دولة لأنه قرابة الشهرين متردد في تشكيل الحكومة ووصف التوم هجو المرحلة السابقة بأنها أسوأ مرحلة مر بها السودان ودفع ثمنها المواطن غالياً بعدم اللا دولة وفقدت العديد من القطاعات الصناعية والزراعية اهتمام الدولة التي كادت بعض المشاريع أن تفقد إنتاجها والسبب غياب الدولة التام. وجزم بأن موقف حمدوك الأخير ووضعه الاستقالة أمام الشعب السوداني هو الحل إذا كان سلباً أو إيجاباً حتى يواجه الناس المشهد السوداني في كيفية الخروج من هذا المأزق عطفاً الى أن السودان به الكثير من الأكفاء الذين يمكن لهم إدارة الفترة الانتقالية. ووصف التوم هجو الوضع عقب استقالة حمدوك بأنه لا توجد سناريوهات كثيرة سوى سيناريو واحد يمكن أن يتسيد المشهد في المستقبل القريب وأتوقع خلال (48) ساعة الإعلان عن رئيس وزراء جديد ولا أتوقع خلال أسبوع يمكن أن تشكل الوزارة الجديدة وستكون وزارة واضحة المعالم تتكون من كفاءات مستقلة ليست لديها علاقة بالأحزاب ولا حاضنة توجهها وهذا شيء مهم ولفت الى أن السودان لأول مرة يخرج من المأزق الذي دخلناه منذ سقوط النظام البائد وأضاف أن القضية لم تكن قضية شهرين فقط في تردد حمدوك في تشكيل الوزاراء وإنما قضية ثلاث سنوات قضيت في التشاكس وانتقلنا منها الى اللا حكومة لذا أعتقد أن السيناريو واضح وأتفاءل بأن غداً أفضل.
الشارع طرف
بالمقابل قال لـ(اليوم التالي) الأمين العام للحزب الجمهوري الأستاذ عصام خضر: لا يمكن لحمدوك أن يعمل في ظل الانقلاب خاصة وأن برنامجه يختلف من الثورة والعسكر لا يسيران مع بعضهما البعض، مشيراً الى أن فرص الحلول ضاقت تماماً وحتى القوى السياسية ليس لديها سلطة الآن وإنما القوة والكلمة عند الشارع بشبابه الذي صنع الثورة لذا أصبحوا هم من يمتلكون القرار ولا يمكن لأحد أن يتجاوزهم حتى حمدوك بزخمه لم يتجاوزهم وأشار الى إن وجدت أي حلول لابد أن يكون طرفها الشارع وأضاف أن الحل لا بد أن يتغير المشهد العسكري بكل المتحالفين معه وهو في التقدير يمثل النظام القديم وهو مرفوض عند الشباب مبيناً أنه أيضاً يكون الحل في الانتقال الى وضع جديد يلبي مطالب الشارع، كما يجب تنازل القوى الحالية التي تسببت في الإشكاليات من السلطة وبعد ذلك يكون التفاوض مع الشارع وليس القوى السياسية لأنه الآن كل الأحزاب السياسية أصبحت مهمشة من الشارع، وأتوقع الاستمرار في الدفع الثوري من الشارع رغم التكلفة العالية حتى التنحي والخاسرة هي السلطة القابضة أكثر من الشعب السوداني وتوقع التنازل من الطرف العسكري لتهيئة البيئة للتفاوض وجزم متفائلاً بأن يكون هنالك إجماعاً من كل القوى الثورية من أجل قيادة الفترة الانتقالية ويكون الجيش جزءاً منها وليس بوضعه الحالي في تسيير المشهد والسلطة وبدلاً من كلمة الرجوع الى الثكنات يحدد له مسار يدعم الثورة وليس خصماً عليها.
سيناريوهات للحل
ويقول والمحلل اللواء الدكتور محمد عجيب إن مغادرة دكتور عبدالله حمدوك لمنصبه تعتبر أزمة جديدة بعد القرارات التي اتخذها البرهان ووضعه في الإقامة الجبرية، ثم من بعد ذلك خروجه من الإقامة باتفاق مع قائد الجيش البرهان وحمدوك وقع في تناقضات كثيرة وبمجرد ظهوره في الإعلام بعد التوقيع مع البرهان وصف خطوات البرهان بالانقلاب من هذا التاريخ وبحكم ما قاله وضع يده مع الانقلابيين بحسب بعض من آراء الشارع وهذا أحدث إرباكاً في المشهد بوضع الاشتراطات لعودته كرئيس وزراء ولم يتلق وعوداً بذلك وأصبح يتعامل مع الأمر الواقع في نفس الوقت الذي أخذ فيه الشارع السياسي منحى آخر وأضاف اللواء الدكتور محمد عجيب إن هنالك ثلاثة سيناريوهات للحل من المتوقع أن تقاد بها الفترة الانتقالية، الأول أن يحسم العسكريون أمرهم ويذهبوا قدماً في طريق قرارات أكتوبر ويحكموا القبضة الأمنية على البلاد وإعلان حكومة كفاءات مستقلة غير حزبية وأن يتجهوا حول انتخابات مبكرة وهذا سيناريو وارد، لكنه يواجه عقبات حوله في ترتيب القوى السياسية بالإضافة الى الإجراءات الانتخابية. وأكد أن السيناريو الثاني من الممكن أن القوى السياسية نفسها تتوافق على حوار وطني عقلاني منوهاً الى أنه مطلوب سحب مقولة الآراء المتطرفة والخيارات الصفرية التي من المتوقع أن تنسحب من الواجهة السياسية بالإضافة الى من يتقدم العقلاء في الساحة السياسية ويديروا حواراً وطنياً تقدم فيه مصلحة الوطن في الأول وترجع فيه المصالح الحزبية الى الوارء جازماً بأنه إذا تم هذا الحوار يمكن التوافق على حكومة بعيدة عن القوى الحزبية ويمكن أن تعبر بالبلاد الى تاريخ الانتخابات. وأشار الى أن الخيار الثالث يمكن أن يتغير هذا المشهد بأي عمل عسكري وهو خيار به العديد من المخاطر والحسابات الأخرى.
اليوم التالي



