مقالات وآراء

رفع العلم السوداني على مبنى حكومة مدينة جيرسي سيتي/ ولاية نيوجيرسي

خالد عبدالحميد عثمان محجوب

(يا ما شايلك فيني حايم .. لا اليالي المخملية
لا العمارات السوامق .. لا الأسامي الأجنبية
بتمحى من عيني ملامحك)

إلى مدينة بعيدة حملنا السودان معنا بين الحقائب ودعوات الوالدين، مع صور الحبيبة وذكريات الصحاب والأزمنة الجميلة. جئنا بملامحنا غابةً وصحراء، نيلاً وبحرا، شوقاً ووعدا، قيماً وسماحة، تمازجاً وعلاقات إنسانية فريدة، حملنا الوطن العزيز إلى مدينتا هذي بصخبها وضجيجها وأضوائها الباهرة وألسنتها المتنوعة وساكنيها من أركان الأرض،، فكنّا (علماً بين الأمم) وإضافةً بنكهة سودانية خالصة الرحيق، فاعلة ومتناغمة مع النسيج الاجتماعي الفسيفسائي المُكوِّن للمكان.
هذا الحضور السوداني النشط في مدينة جيرسي سيتي والتي تقع غربي نيويورك والوجود الممتد لجيلين يتوَّج في يناير 2022 هذا برفع العلم السوداني على مبنى عمودية المدينة في رمزية عظيمة ومُستحَقة، تقديراً من السلطات لفاعلية هذا الوجود الراسخ وتعزيزاً لثقافة التنوُّع التي هي قانون هذه الديار. يرفرف عالياً لنعلن للدنيا، أنَّا من تلك الأرض جئنا وأنَّا من رحم شعب عظيم أتينا وأنّ لنا بصمتنا الرائعة التي رضعنا مع حليب الأمَّهات وإنَّا لقادرون على وضعها أينما نكون، وأنَّك وإنْ فرَّقت آلاف الأميال بيننا فأنت يا سودان هنا في كامل الحضور والتبجيل والخفقان،،
رأى المنظمون للفعالية أن تتزامن وذكرى الاستقلال المجيد، أهم الأيام في تاريخنا الحديث، وإن كانت الآمال أثناء التحضير لهذا أن تتوافق وذكرى ثورة ديسمبر العظيمة، والثورة تشتعل لهباً ونار يوماً بعد يوم ولا أجمل من هكذا تمجيد واحتفاء ولا أنسب تاريخاً ولكن تعذَّر هذا لتوافقه مع عطلة نهاية الأسبوع ويليها موْسم أعياد الميلاد ورأس السنة،، وها نحن نحتفل رسميًا بالحدث الضخم في حضور كبار مسؤولي المدينة وبوجود عدد محدود من أفراد الكيان {اتِّباعاً للمحاذير الصحية}تصحبهم الزغاريد والأعلام والشعور بالفخر في ذكرى استقلال السودان. ولا يغيب عن المشهد أنَّ رمزية الاستقلال ذاتها تجلَّت كأبهى ما يكون حينما رُفع العلم في البرلمان في الأول من يناير 1956 والزعيم إسماعيل الأزهري مخاطباً الأمَّة (ليس أسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله وتتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة،،،)
كم تشرَّفنا وسعدنا نحن سكّان هذه المدينة بنشيدنا الوطني وهو يصدح وعلمنا يُرفع مواصلةً لإرث الحرية الذي يتمدد كما نيلنا وأرضنا السمراء عبر العقود، وتمسُّكاً بهوية ما غابت عنَّا ملامحها رغم الليالي الجليدية والمباني السامقات، يدنا فوق يد الشعب العظيم في الكفاح المستمر نحو الوطن الأجمل، نضالهم نضالنا، نتشارك معهم ذات العَلم وذات الحُلم بدولة الحرية والسلام والعدالة، دولة العِزَّة والكرامة والسيادة الكاملة، دولة المدنية والديموقراطية وحكم القانون… دولة الخير والحق والجمال.
أينما رفرف علمُها، ترى القلب يخفق بالحنين والانتماء…

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ياتو علم أوعا علم القوميين العرب المايوي القبيح بألوانه القبيحة الأسود والأبيض والأحمر كمان أبومثلث اخضر وهو اللون الوحيد المتبقي من علم الاستقلال حيث كان ثلث علم الاستقلال؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..