
سمعنا بالجسور المعلقة كجسر جسر أكاشي كايكو باليابان وجسر جسر زايهومن بالصين ،وجسر جسر عثمان غازي بتركيا ، ,وسمعنا بالجسر العائم وهو احد جسور إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة،والان ندخل التاريخ (بأسوأ أبوبه )ففي بلادنا لدينا الجسور المغلقة بالحاويات ،وما نعرفه أن اغلاق الطرق يتم بواسطة الحواجز الكونكريتية ، اما بالحاويات فهو ابتكار سوداني وتستحق فيه حكومة الانقلاب واللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع السوداني براءة اختراع لأنه اسهام جديد مبتكر وتميز للعقلية الامنية السودانية التي قامت بذلك ونقترح ان يُمنح مُبتكرها وسام يُسمى بونوط مجابهة المسيرات لضحد الثورات؟؟؟ ،فحقاً هذا الاختراع لا أظن أنه خطر على عقل بشر من قبل !!! ولكن هنا السودان وهنا ……؟؟؟. الى متي سيظل الوضع كما نراه تعطيل لعجلة التنمية وتعطيل لحركة الموظفين والعمال والطلاب تعطيلاً مستمراً ، فهولاء الثوار لا ولن ييأسوا ولن يتازلوا عن مطالبهم فمطالبهم مشروعة وهذا حقهم .فمجابهة مطالبهم ومسيراتهم بغلق الجسور لا يجدي ولا ينفع ،فعلى السادة القائمين على الامر أن يعلموا ذلك جيداً ، ولديهم خيارين أما تركهم يعبرون عن مطالبهم السلمية أو الاستماع لمطالبهم والجلوس والتنازل من أجل مصلحة البلاد ، فغلق الجسور يعطل كثير من الاعمال ويعطل عجلة الانتاج ويحرم كثير من المواطنين للوصول لاماكن أعمالهم ، فغالبة الشعب السوداني يعتمد في قوته على كسب يومه ،غلق الجسور يعني حرمان كثير من الاسر في قوتهم،وأيضاً كثير من القطاعات الانتاجية لديها التزاماتها التي تتعطل وتدخلهم في شروط جزائية وخسارة بسبب تعطيل اعمالهم باغلاق الجسور وقطع خدمة الانترنت ،فما نراه يحدث الان في بلادنا من السلطات الرسمية لم يحدث في أي مكان اخر ،حكومة تغلق الجسور خوفأ من متظاهرين سلمين ؟؟؟؟؟ ، فالدول التي تحدث فيها مظاهرات وشعوبها معروفة بالهمجية والعنف لا تغلق منافذ بلادها فقط تحرس الاماكن الهامة والاستراتجية ، لكن ما يحدث عندنا هنا فهو شي مذهل ومحير للعقول ،فالحكومة هي من تعطل الاعمال وتغلق المنافذ خوفاً من التقاء جموع المتظاهرين السلميين ، وليس خوفاً من أي تفلتات امنية، فأي شعب انت يا من انجبت هؤلاء الثوار ؟؟ واي حكومة انت!! .
فما يحدث يعبر جلياً عن قوة الهتاف وقوة الثوار والثورة ، ودلالة على تأثير هذه المظاهرات في نفسية الذين يقمعونها.. فهؤلاء الثوار هم جيل متفرد والثورة ثورة متفردة عابرة للسنوات ثورة لاكثر من ثلاثة سنوات مستمرة ومتماسكة بمطالبها ، تقدم الشهيد تلو الشهيد وتُسكب فيها الدماء من أجل سودان جديد ينعم بالحرية والسلامة والعادلة ، سودان جديد نودع فيه الحكومات الشمولية والى الابد، سودان جديد نودع فيه حكم العسكر المدفوع بالاحزاب السياسية ، سودان جديد يحترم فيه المواطن ويتمتع فيه بكامل حقوق المواطنة اينما كان ،سودان جديد يجبر الاحزاب في تغير مفاهيمها للادراة احزابها المتهالكة وتنفض فيها غبار الماضي وتُنظم فيها خطواتها لاستيعاب هذا الجيل الذي لا يؤمن بسيدي وسيدك وما شابه ذلك ،فهذا الجيل يعرف انه سيد نفسه ، سودان جديد اما ان تواكب تتطلعات جيل الثورة وما ان تذهب لمزبلة التاريخ والنسيان ، فهذا الجيل هو الجيل الذي نستودعه امانة البلاد بعد الله سبحانه وتعالى كما قل الشاعر الفذ محجوب شريف وغناها الفنان الموسيقار محمد وردي .. يا شعباً لهبك ثوريتك انت تلقى مرادك والفي نيتك (حكومة دنية كاملة الدسم)وعمق احساسك بى حريتك يبقى ملامح فى ذريتك(جيل الثورة الراكب رأس) على اجنحة الفجر ترفرففوق أعلامك ومن بينات اكمامك طلع شمس أعراسك ماكَ هوين سهل قيادك سّيد نفسك.. مين أسيادك ديل أولادك (الثوار)وديل أمجادك(الثوار).
ورغم اغلاق الجسور تستمر الثورة وتشهد البلاد غداً مسيرات ضخمة دعت اليها لجان المقاومة بالجداول المعروفة ، الجداول التي تدد المسيرات التي تمشي بكبرياء كجادول المياه ،تتدفق على شوارعنا قمحاً ووعداً وتمني رغم نزيف الدماء التي تسيل ولكن الوطن أسمى واغلى وتهون في سبيله الغوالى. والثوار صامدون مثابرون متمسكون بمواقفهم ومنتصرون باذن الله، وهنالك ضغوط مستمرة لحكومة الانقلاب التي اصبحت الان تحاط بالمنددة والداعمة للانتقال الديمقراطي وهتافات الثوار وتطلعاتهم ،فالعالم الان يرى ويشهد على هذه الجموع المطالبة بالمدنية وترفع شعارات لا تفاوض ولا مساومة ولا شراكة ، وهنالك انباء غير مؤكدة مفادها ان مجلس الأمن الدولي سيعقد في وقت لاحق الأسبوع المقبل، جلسة طارئة لمناقشة مستجدات الأوضاع في الأزمة السودانية والتي نتجت بانقلاب 25 اكتوبر 2021 ،وكلما يمضي يوم يزداد الامر تعقيداً ، ونقولها بكل صوت محب للبلاد يجب أن تتحد الرؤى ويجب أن يحدث حوارشامل ويجب تقديم مصلحة البلاد فعلى الجميع الاسراع بوضع رؤية واضحة تشمل جميع مكونات الثورة، ورسم خارطة طريق تعرض للجميع لمستقبل الفترة الانتقالية وكيفية ادارة البلاد بالمدنيين في هذه الفترة ، وعدم الوقوع في أخطاء الوثيثة الدستورية الساتبقة ،وعلى العسكر معرفة أن قفل الجسور ليس هو الحل ولن يسهم في استقرار البلاد ،ولتعلم الاحزاب أن تعنتها وعدم تقديم تنازلات سيفضي لحلول ، لذلك يجب على الجميع وضع البلاد صوب اعييننا ، وايجاد الحلول بأسرع ما يمكن، وعلى القادة العسكريين الخضوع لأمر الشارع لأن لا اي حلول دون الرجوع لمطالبه فهو حل يعقد الامور سيزيد من تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية ،والتي بدأت تلوح في الافق بعد الخامس والعشرون من أكتوبر من العام السابق والذي اضاع على البلاد فرصة الستقرار الاقتصادي والدعومات الاقتصادية التي كانت البلاد موعودة بها، فكلما يمضي يوم تتفاقم المشكلات على البلاد وعلى المواطن البسيط .
ومازال الثورا يهتفون “تقفل شارع تقفل كبري يا برهان جاينك دغري”.. فانصت واستمع ….
والشعب اقوى اقوى والردة مستحيلة
تقفل شارع تقفل كبري يا برهان جاينك دغري….سهر الجداد ولا نومو
لا فكاك للمجرمين يا “أبا وضَّاح”.