مقالات وآراء سياسية

مبادرة أممية … أم تدويل للمشكلة السودانية؟

د.فراج الشيخ الفزاري

 

مهما كان مسمي المبادرة الأمية التي تقودها الأمم المتحدة في السودان ، فهي في النهاية تعني (التدويل) ، بمعني تدخل دولة أو دول أخري ، أومنظمات أميية بشأن دولة أخري للحد من الممارسات القاسية التي تمارسها ضد مواطنيها بشكل يهز ضمير الإنسانية … وهذا التعريف ليس من عندي … فالي اي مدي يتوافق هذا التعريف والتوصيف مع المبادرة الاممية؟ .

والمنطقة العربية عرفت أنواعا كثيرة ومظاهر عدة من التدويل لقضاياها ومشاكلها الداخلية ، والسودان ليس استثناءا ، منها العراق والجزائر وسوريا وتونس ولبنان .. فتدويل القضايا المحلية  ليس كله شرا وليس كله خيرا في كل الأحوال .. ولكنه يخضع لظروف كل دولة ومحيطها الإقليمي والدولي وطبيعة مشاكلها الداخلية .. وفي احيان كثيرة يصبح ضرورة لابد منها..

ومن حسنات التدويل .. ما يفسره المفهوم العالمي لهذا المصطلح .. بل ويؤكده .. بأن الدولة لم تعد مطلقة اليد في شئونها الداخلية ، كما كانت في السابق ، بل أصبحت محكومة ومقيدة بضوابط وشروط تضمن عدم تعارض إدارتها لشئونها الداخلية ، مع التزاماتها ومسئولياتها الدولية … وعدم المس بحقوق ومصالح الدول الأخري والأفراد الآخرين … فالي اي مدي يتوافق هذا المفهوم والتفسير للتدويل مع المبادرة الأممية؟ .

وبغض النظر عن الموقف الذي سوف تتخذه قوي الثورة السودانية حيال المبادرة ، فإنني لازلت علي ثقة ، واعتقاد راسخ ، بأن الحل موجود بالداخل ولكنه يحتاج الي مبادرات شجاعة من أصحاب القرار …

ولهذا ، ايضا ، اتمني من قوي الثورة السودانية ، التريث ، وعدم التسرع برفض المبادرة الأمنية قبل دراستها ومدي التزامها وتوافقها مع ثوابت الثورة السودانية .. الثوابت الوطنية العليا المفضية الي مدنية الدولة السودانية.. وهذا ما يجب التأكيد عليه كشعار لهذه المبادرة ..

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. تصحيح لابد منه:
    العبارة الصحيحة هي( المبادرة الأممية) أينما وردت في المقال.
    ونأسف للخطأ الكتابي الغير مقصود.

  2. حلي السحري هو المدنية علي رئاسة المجلس الرئاسي
    ومجلس وزراء تنفيذي مدني كامل الدسم بما فيه وزيري الداخلية والدفاع وعودة حمدوك رئيسا.
    لك ودي ومحبتي.أستاذ حسن

  3. للأسف تدويل المشكله لن يكون بأي حال من الأحوال في مصلحة البلاد ومن الان ستكون سيادتكم على ارضكم ناقصه لكن اختلاف الأطراف وعدم التوافق الوطني يجعلنا مرغمين بالقبول بها وعسى أن نتحرر من قيودها قريبا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..