
*دنيا دبنقا*
إلى الذين حملوا السلاح في وُجوه الطُغاة الظالمين في كل بقاع الدنيا وعبر مختلف الأزمنة والأمكنة، لكم منّا التحيّات الزّاكيات العطِرات، تقديرًا لكم، وحبًّا وإجلالا وعِرفانًا لصنيعكم، لأنكم حملتموه رفعًا للظلم وتحقيقًا لكرامة معشر المقهورين المُعدمين، من شعوب البلاد، حملتموه ضد أعداءٍ ما فتؤوا يتجبّرون في وجوه قومٍ لا ذنب لهم إلا مطالبتهم أن يعيشوا كرامًا معزّزين، فبادلوهم قمعًا وتفنّنًا في القهر، نعتقد أنه لا محالة إلى زوال، نعم حملتم السلاح قصدًا لإرجاع الضّالين المُضلّين إلى طريق الهُدى والحق وجادّة الطريق، ولتسليم الوطن من موبقاتهم وشرورهم التي عمّت القرى والحضر.
(٢)
إلى حركات الكفاح المسلح من بني وطني، الذين حملوا السلاح وفي ظنّهم الدّفاع عنّا كفاحًا، وتحقيقًا لأحلامنا في الحريّة والسلام والعيش الكريم، لكنّا.. نتساءل أحقًّا حملتموه من أجلنا؟ أصدقًا تودّون أن نعيش في وطن المحبة والوئام؟!!، وعلى كلٍّ ظنّ الشعب خيرًا فيكم فبادلكم فكرًا ورأيًا، وسندًا بالمال والمؤازرة، وشكل لكم حضنًا إجتماعيًّا وتسويرًا للمشروع الذي آمنوا به، ظلّت تزيدكم قوّة إلى قوّتكم وصارت رافعة قِيميّة، ساهمت في رفع الوعي بالحقوق، فزادت في القوم شهيّة للثورة يتلقفها الصغار قبل الكبار، لأن الكل في الهمّ سواء.
(٣)
ولكنّكم رغمًا عن ذلك ما زلتم تتوشحون كبرياءًا وتندّرًا، سيّما عندما توقّعون إتّفاقُا مع الحكومة، سُرعان ما تتسوّرون بقبائلكم بدلا عن مجتمعكم، وصرتم تديرون ظهوركم لذوي الرأي والإدراك لمجريات الداخل- المليئ بالمطبّات والعراقيل- فتصمّون آذانكم عن سماع ما يصُون القيم التي دافع عنها الجميع، القيم التي تعزز من التوحّد ضد الإنقسام، وتعمل على تنزيل الإتفاق على الأرض.. أتدرون لماذا؟ لأنكم تظنّون فيهم أنهم كافرون بقيم النضال، وإنتهازيّون نفعيّون ينتظرون موائد الكفاف التي لم تسمنكم من مسغبة السنين، وبالطبع فإن بعض الظنّ إثم، وما ظننتم إلا ظنّ السّوء، لذلك حالفكم التخبّط في إتخاذ القرار وتحقيق المنال، بسبب قلة دِربتكم ودرايتكم بمجريات الداخل ومتاريسه، مما ستصولكم في نهاية المطاف إلى اللا سلام واللا عدالة، ثم مرة أخرى حملًا للسلاح ومزيدًا من الكوارث والضحايا، وهكذا دواليك.
(٤)
إلى الذين قُهروا في وطني مُنذ أن تحكّرت على بلادهم من وُسمت بالحكومات الوطنية إلى يومنا هذا، دون وطنيّة حقيقيّة، ولعمري إنها ليست كما نعتّموها، وما هي إلا كلمة نسمعها في المحافل والمناسبات ولا نجد لها أثرًا في الحقوق والواجبات، وجميعنا يشعر حيالها بالحزن والأسى، بيد أن من فقدوا الدار والولدان والأموال والأعراض، وإستوطنت بأراضيهم من جُلبوا من مختلف بقاع الدنيا، هم الأشدّ حُزنًا والأنكأ جُرحًا، لأنهم صاروا حُفاة عُراة وسِيقوا إلى المعسكرات قهرًا وظلمًا!! معسكراتٍ لا تقيهم بردًا ولا حرًّا!! يتكففون بني الخير الطعام والوئام، علّهم يسْدون لهم معروفًا ورمقًا للعيش، شكرًا لهم ولصنيعهم.
[email protected]